دائمًا ما يشدد أطباء التخدير على ضرورة امتناع المريض عن الطعام والشراب أو الالتزام بشبه الصيام الكلي قبل إجراء العمليات الجراحية التي تستلزم التخدير.
فما السبب وما الأهمية من التركيز على هذه النقطة؟ لكي نجيب على ذلك السؤال، يجب أولًا معرفة ما التخدير.
تعريف عملية التخدير
إن التخدير هو عملية استخدام الأدوية القادرة على محاصرة الإحساس بالألم بصورة أساسية، إذ يعني غياب جميع الحواس مع إبقاء العمليات الحيوية.
يُجرى التخدير قبل العملية الجراحية لمنع الشعور بالألم في أثناء التدخلات الطبية اللازمة لعلاج المشكلات الصحية.
تُعد جرعة التخدير إطفاءً مؤقتًا للوعي، إذ تختفي الحركة والإحساس مع استمرار الوظائف الحيوية، ما يجعل المريض في حالة شبيهة بالنوم المريح، وخلال ذلك يتثبط الإدراك الحسي، وترتخي العضلات، ويصبح التدخل الجراحي أسهل، ومع ذلك يختلف نوع التخدير وجرعته وفقًا لكل عملية جراحية.
أنواع التخدير
توجد أنواع عدة من التخدير، ويختار طبيب التخدير الأنسب منها وفقًا لاحتياجات العملية، سواء كان تخديرًا عامًا، موضعيًّا، أو تهدئةً بالمسكنات.
التخدير العام
يشبه التخدير العام الغيبوبة المؤقتة، إذ يفقد المريض وعيه تمامًا دون الإحساس بأي شيء، فلا يلاحظ المريض أي شيء بعد مدة، ولا يستجيب لأي إحساس، لكنه يستيقظ فور انتهاء العملية.
مع انتهاء العملية، يتولى طبيب التخدير إيقاف مخدرات الاستنشاق، وإزالة الأنابيب من الجهاز التنفسي، وإفاقة المريض في الوقت المناسب.
التخدير الموضعي
يُستخدم التخدير الموضعي لتخدير منطقة محددة من الجسم دون فقدان الوعي، وهو شائع في إجراءات مثل خلع الأسنان والجراحات الجلدية البسيطة، ويستمر مفعوله نحو 15 دقيقة، ما يتيح تخدير موضع العملية دون التأثير على الإحساس بالكامل.
الآثار الجانبية للتخدير والتشديد على الصيام لتجنبها
عملية التخدير لها آثار جانبية خطيرة إن لم يتبع المريض التعليمات بدقة ومن ضمنها الصيام، من تلك الآثار:
الألم
أهم الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد التخدير هو الألم، إذ بعد الإفاقة من العملية يُستَرجع الوعي والإدراك مرة أخرى، وبذلك يبدأ الشعور بالألم.
الغثيان والقيء
يحدث ذلك بسبب ارتخاء العضلات والأمعاء وفقدان الإدراك والاتزان بعد العملية، وبذلك تأتي أهمية إبقاء المريض صائمًا عن الطعام؛ لتجنب حدوث القيء، مع إعطاء الأدوية المضادة للغثيان قبل العملية وبعدها التي تساعد على التخلص من الغثيان والقيء.
توقف التنفس
قد يتوقف المريض عن التنفس تحت التخدير العام، وهو من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها في أثناء التخدير العام.
وكما عرفنا في هذا المقال، فإن التخدير يسبب حالة من غياب الوعي، يتبعها ارتخاء في أنسجة الممر الهوائي والجهاز التنفسي، وكذلك فقدان ردود الفعل اللاإرادية الطبيعية، وحينئذ تكمن أيضًا خطورة المريض غير الصائم.
فإذا لم يكن المريض صائمًا ساعات كافية عن السوائل والأغذية الصلبة، فقد ترجع هذه السوائل والأغذية إلى الممرات الهوائية، ولن يستطيع منع ارتجاعها إلى مجرى التنفس، ما قد يؤدي إلى وصولها إلى الرئتين.
وتختلف مضاعفات تلك المواد باختلاف كميتها، وطبيعتها، وتركيبها. فكمية المواد، سواء كانت قليلة أو كثيرة، وطبيعتها، سواء كانت سائلة أو صلبة، وتركيبها الكيميائي ودرجة حامضيتها، كلها عوامل تؤثر مباشرة في مدى خطورة الأمر، فقد يتعرض المريض لحالة التهابية في مجرى التنفس على المدى القريب أو البعيد، وقد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، ما يؤدي إلى ضيق شديد واختناق ينجُم عنه نقص في الأكسجين قد يؤدي إلى الوفاة.
ولذلك، يجب التشديد على المريض بالامتناع عن الطعام والشراب أو التدخين؛ لتجنب حدوث أي من هذه المضاعفات.
وفي الختام، نرجو السلامة والصحة للجميع.
مقال مفيد جدا ...
شكرا جدا، جزاكِ الله كل خير
الله عليكى معلومات جديدة اول مرة اعرفها يارب بالتوفيق و النجاح دايما بإذن الله
اللهم امين ولكي جزيل الشكر والتقدير قدوتي الفاضلة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.