لا يوجد أي شخص على وجه الكرة الأرضية بمعزل عن مواجهة الصدمات المستمرة والمتكررة في أي مرحلة من مراحل عمره.
وقد تأتي هذه الصدمات غالبًا ملائمة لمستوى المرحلة العمرية التي يحياها هذا الشخص وعلى قدر عقله وقوة شخصيته وطاقته الاستيعابية.
ولكن ماذا لو فاقت هذه الصدمات مستوى تفكيره وتجاوزت قدرته الاستيعابية لتحملها؟ بالتأكيد سيحدث خلل ما قد يؤثر فيه على نحو كبير في رحلة مواصلة حياته المستقبلية.
اقرأ أيضاً المرونة.. الوصفة السحرية لحياة أفضل
دور الصدمات في بناء شخصية الفرد
لهذه الصدمات دور أساسي في زيادة الوعي والاستيعاب لدى أي إنسان، وذلك بمحاولة توفيره القدرات العقلية لمعرفة ماهية الصدمة وسبل حدوثها ولماذا حدثت وكيف وأين ومتى.
وفي محاكاة عقلانية من أي شخص يتعرض لتلك الصدمات سيبحث عن الأسباب والعوامل والأحداث والنتائج، وبمحاكمة عقلية وروحية سيوفر الحكم الملائم للمسبب لهذه الأحداث، وسيضع قواعد وأسسًا لتفادي مثل هذه الصدمات في المستقبل قدر الإمكان.
وعلى العكس قد يكون لهذه الصدمات دور سلبي في هدم شخصية الإنسان، لا بنائها، وتحميله قدرًا من الوعي والمسؤولية.
فهذه الصدمات قد تكون في مجملها تفوق قدراته ومخيلته وحجم استيعابه، وبالتالي سيواجه آفات نفسية تختلف حدتها من شخص إلى آخر، وستعيش رواسبها معه بقية حياته.
كيف يواجه الشخص الصدمة وما بعد الصدمة؟
- على كل إنسان أن يتهيأ نفسيًّا لأي صدمة. فما دمنا أحياءً على هذه الأرض فلسنا بمعزل عن أي صدمة محتملة؛ لذا حتى لو لم نكن نعرف ماهيتها فعلى الأقل لا نتخيل أننا تحت خيمة الأمان في حين نحن نحيا تحت خيمة القدر.
- فرد مساحة للشخص للتعبير عن نوازعه الإنسانية، من حزن أو فقد أو فرح حتى، وعدم كبت أي نوع من تلك المشاعر.
- محاولة العودة للحياة مهما طال الوقت في هذه المحاولات، فهذه الخطوة مهمة جدًا.
- البيئة السليمة حول الفرد مهمة جدًا في دعمه لمواصلة الحياة والخروج من الصدمات أقوى وصاحب خبرة.
- محاولة تحويل أثر الصدمة للاستفادة منها في عمل معين، أو ممارسة الحياة والنظر إليها بزاوية ووجهة مختلفة تمامًا عن السابق.
- محاولة تفادي الصدمات المشابهة لتلك الصدمة التي حدثت مؤخرًا في المستقبل؛ ما يعزز ثقته بنفسه في حال واجه تلك الصدمات القادمة بقوة وعزم غير معهودين سابقًا.
🩷😘🩷🩷
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.