كان في قديم الزمان في إحدى البلدان في العالم، وفي إحدى القرى الصغيرة فتاة تسمى لونا، تعيش مع أخيها الأصغر ماثيو ذي الست سنوات، كانت لونا في عزلة ووحدة، كانت لا تحب أن تلعب مع أحد إلا مع أخيها، كان من حين إلى آخر يسألها:
- لونا أين أبي وأمي؟
كانت تحاول دائماً أن تقول له إن والديهما قُتلا بسبب ثأر قديم، لكنها كانت كلما تحاول أن تقول له يرمقها بنظرات طفولية بريئة تمنعها عن إخباره بأي شيء، لا أين هما؟ وما سر القلادة التي أخذتها من والدتها قبل أن تُقتل أمام ناظريها؟
كانت لونا كلما تنام تتذكر الكابوس من ماضيها وهي مختبئة تنظر إلى الرجل الذي قتل وهو ينظر إلى الدولاب المختبئة فيه ويخاطبها قائلاً لها: اسمعي يا صغيرة هذه المرة تركتك أنتِ وهذا الرضيع، لكن عندما أعود لن أرحمكما.
كل ما يهمها من ذلك اليوم أن يبقى أخوها الصغير سعيداً وآمناً تحت ناظريها.
في يومٍ ما كانت لونا جالسة أمام منزلها وهي تراقب أخاها وهو يلعب مع أولاد جيرانهم، جاء رجل في مظهر غريب نحو أخيها يرتدي قبعة سوداء وذات بدلة الرمادية، خافت لونا، وركضت نحو أخيها ماثيو، وهي تنادي عليه: أخي...
ما إن نادت عليه حتى سمعت صوت إطلاق نار نحوها فاخترقت كفها الأيمن، وصاحت من الألم وهي قائلة له: أنا الفتاة التي وعدت بالموت على يدك، هيا تعال وواجهني وجهاً لوجه…
قال لها:
- ما عدت بحاجة لك، كل ما أحتاجه هو...
وأشار إلى أخيها..
من كثرة النزيف فقدت الوعي، وأخذ أخوها الرجل المشبوه بعد أن استيقظت وجدت نفسها في المشفى، وبمجرد أن أفاقت وجدت أهالي الجيران حولها.
عندما أصبحت قادرة على التحدث سألت عن أخيها وعن الذي حصل فأخبروها أن لا أحد يتذكر ما حصل لأن الجميع كان في حالة غيبوبة وعندما استيقظوا وجدوها تنزف فأسرعوا بها إلى أقرب مشفى، وأثناء بكائها على أخيها تحدث مارك صديق أخيها وهو يمسح دموعها:
- أنا أعدك سوف أرجعه لك، فقط قولي لي الطريق التي ذهب بها، فقالت أخته الكبرى له: مارك، لا أحد يعرف ما الطريق التي ذهب بها ذلك الرجل وقام بخطف ماثيو، فابتسمت لونا لهما وقالت: لا أحد يعرف أين هو، ولكني واثقة أنه سيعود…
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.