الشريحة الدماغية.. ثورة تكنولوجية لعلاج الأمراض

في ظل التكنولوجيا التي تواصل التطور بعزم وجدارة في كل دقيقة بوتيرة مذهلة، نجد أن الأمر بات لا يقتصر وينحصر بين الترفيه الإلكتروني الذي ييسر الحياة اليومية للإنسان، فالأمر قد تخطى أبعادًا زمانية وسنوات ضوئية بالنسبة للسحر الذي تصنعه التكنولوجيا على كوكب الأرض، إذ أضحى الأمر شعلة أمل وقنديل نور ينتظره الملايين من البشر الذين فقدوا القدرة على استعادة كامل صحتهم مرة أخرى. فبرأيك، كيف ستكون التكنولوجيا هي المعجزة السماوية التي ينتظرها هؤلاء؟

الشريحة الدماغية

توصلت التكنولوجيا العصرية إلى ابتكار إعجازي منقطع النظير الذي سيتولى مهمة تغيير حياة كثير من البشر في أنحاء العالم، إنها «الشريحة الدماغية» التي تُعد ثورة في عالم الطب والأعصاب الدماغية، وتتمثل تلك الشريحة في كونها جهازًا إلكترونيًا دقيقًا جدًّا، مجهزًا خصيصًا كي يُزرع داخل الدماغ، ومن ثم يُرْبَط مباشرة بالحواسيب والأنظمة الذكية المختلفة، ما يتيح إمكانية التحكم عن بُعد بالأجهزة بمجرد التفكير، ويبدو أن هذا الاختراع يحمل آمالًا هائلة في علاج الأمراض المستعصية التي عجز الطب عن التوصل إلى حلول جذرية لها.

الشريحة الدماغية جهاز إلكتروني دقيق جدًّا مجهز كي يُزرع داخل الدماغ ثم يُرْبَط مباشرة بالحواسيب

لكن كيف يمكن لتلك الشريحة الدقيقة أن تعالج تلك المسألة المعقدة، وتُمكّن المرضى من الشفاء؟

وجد الباحثون أنه بتحليل الإشارات العصبية للإنسان، يمكن لهذه الشريحة استعادة الحركة لدى المصابين بالشلل، حتى علاج أمراض عصبية ونفسية متباينة، مثل مرض ألزهايمر المستعصي، والاكتئاب النفسي، حتى اضطرابات الجهاز العصبي. وستعمل الشريحة على إعادة برمجة الدماغ وتحفيزه من جديد، لتمكينه من إصلاح الخلايا التالفة وإحياء نشاطها الطبيعي مرة أخرى. وإن حدث ونجح الأمر، فسيكون طفرة طبية غير مسبوقة في مجال الطب الحديث. وتوجد شركات مثل «نيورالينك» ظهرت كونها إحدى أولى الشركات التي تسابق الزمن لتطوير هذه التقنية وجعلها آمنة وفعالة لكثير من المصابين.

هل نحن مستعدون؟

يتبقى سؤال غاية في الخطورة: هل نحن مستعدون لهذا الاندماج بين الإنسان والآلة التكنولوجية؟

مع أنَّ تلك الابتكارات ستفتح أبوابًا جديدة للأمل، فإنها في الوقت ذاته تثير أيضًا تحديات أخلاقية وأسئلة حول الخصوصية والتحكم في العقول واختراق الدماغ البشرية. فإذا كان المستقبل أصبح يقترب بتلك السرعة المخيفة، فهل سيتمكن الإنسان من مواكبة تلك التطورات، أم أنه سيخشى عواقبها التي قد تكون وخيمة؟ فبعد أن كان صندوقًا مغلقًا لا يستطيع أحد اقتحام أفكاره الداخلية، سيصبح كتابًا مفتوحًا يتصفحه أشخاص آخرون من جهاز آخر عن بعد، بل قد يصل الأمر إلى التحكم فيه شخصيًّا.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة