إن أجمل ما يتحلى به الإنسان هو اتصافه بالعطف ورأفة القلب على غيره، وتُعد هذه الصفة إيجابية من الدرجة الأولى.. فلا يُتوقع منه أن يكون قاسيًا أو أن يؤذي غيره بالقول أو بالفعل، فهو يحرص على مشاعر الآخرين ويحترمهم.
صفات الشخصية العطوفة
إن صاحب الشخصية العطوفة هو شخصية مسالمة ولطيفة جدًّا، تحب أن تعيش بسلام بعيدًا كل البعد عن المشاحنات والمجادلات والإيذاء النفسي والجسدي.. فتجده يتحلى بأخلاق رائعة في التعامل مع من حوله..
على الرغم من جمال هذه الصفة وما تظهرها من صورة جميلة للشخص الذي يتصف بها، فإن كل شيء زاد عن حده ينقلب لضده كما يقال. فالعطف واللطف الزائد يجعل الشخص نفسه ضعيفًا أمام الآخرين، وغير قادر على أخذ حقه وإن سُلِبَ أمام عينيه.
وقد تعددت الآراء عن ما يميز صاحب الشخصية العطوفة من صفات تميزه عن غيره من الشخصيات.. ومن هذه الصفات:
- إن صاحب هذه الشخصية تغلب على مشاعره الرأفة والعطف ورقة القلب مع الآخرين عمومًا، وينعكس ذلك في تعامله معهم وفي أفعاله وفي كل الأوقات، وإن كانت هذه المشاعر في غير موضعها، وليس هذا الوقت المناسب لها، وليست مع الأشخاص المقصودين بها.
- إن استخدام الشدة والغلظة في أثناء التعامل مع الآخرين يكون صعبًا بدرجة كبيرة لصاحب هذه الشخصية، وعلى سبيل المثال المدير أمام موظفيه.. في هذه الحالة ينبغي استخدام الحزم والشدة معهم حتى يهابوه، ولا تمر الأخطاء أمامه دون محاسبتهم.
- إن العمل على إسعاد الآخرين والرأفة بهم يجعل من يتصف بالعطف سعيدًا مطمئنًا ومرتاح الضمير.
- الميل الدائم إلى استعمال أساليب الترغيب والمبالغة فيها. وهذا ينعكس سلبًا على الذين يتم استعمال هذا الأسلوب معهم كالأطفال مثلًا.. فالاستمرار في تلبية ما يريدونه دون استعمال أساليب الترهيب والخوف يجعل هؤلاء الأطفال لا يهابون والدهم أو والدتهم؛ فيتمادون في طلباتهم، ولا يحترمونهم حتى، على الرغم من استعمال الترغيب وتلبية كل ما يحتاجون إليه.
- إن ما يميز الشخصية العطوفة محاولة ابتعادها عن كل ما يسبب المشكلات وتجنب المجادلات مع الآخرين، ودائمًا تميل إلى اللين والتسامح والضعف، فيتنازل صاحب هذه الشخصية عن حقه حتى مع من ظلمه.
على الرغم من أن العطف والرحمة والرأفة صفة إيجابية، فإن إن كانت هذه الصفات زائدة عن الحد فهي تنم عن ضعف الشخصية والخوف من الآخرين، وعدم القدرة على قول كلمة "لا" خشية إيذاء مشاعرهم، وهو بالعكس يؤذي نفسه؛ فيصبح غير محترم من قبلهم، ويأكلون حقه.
وحينئذ يجب الأخذ في الحسبان أن اللطف واللين صفة جميلة وإيجابية، لكن ليس إلى الحد أن يصبح الواحد منا ضعيفًا أمام الآخرين وأمام نفسه، فلا تكن قاسيًا فتُكسر أو لينا فتُعصر.
موضوع مفيد وشيق، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
اشكرك جدا يا منى ... ودمتي بخير وسعادة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.