الشخصية العدوانية وكيفية التعامل معها من وجهة نظر علم النفس

أن يكون الإنسان عدوانيًّا ليس معنى ذلك أن يعتدي على الآخرين بالضرب المبرح أو الإيذاء الجسدي، بل يتعدى ذلك في كثير من الأحوال إلى الإيذاء المعنوي، واعتبار الفرد نفسه أنه هو القائد والمسيطر، فيتصف بشخصية التسلط على الآخرين، وهذا التسلط يكون مشوبًا بالغلظة، وقد سُميت هذه الشخصية من وجهة نظر علم النفس بالشخصية العدوانية.

صفات الشخصية العدوانية

حتى يتحقق توضيح وتوصيف هذه الشخصية على أرض الواقع وبالتعاملات التي تنشأ مع الآخرين سواء في المجال الشخصي أو المهني، فإن هذه الشخصية تتصف بالعديد من الصفات ويمكن إيجازها بالنقاط التالية:

  • إن أولى الصفات التي يتصف بها الشخص العدواني هي التسلط على الآخرين مع عدم مراعاة حقوقهم ومشاعرهم.
  • إن صاحب هذه الشخصية يتصف بالمبالغة في إظهار مشاعر الاستياء والكره والغضب، وكذلك المبالغة في المواجهة لدرجة الحملقة في أعين الآخرين بقوة وقلة احترام، وبنظرات ملؤها التسلط تجعل الطرف الآخر يشعر وكأنه أمام عدو.
  • الجرأة في التعبير صفة إيجابية بشرط أن تكون محترمة وضمن الحدود، ولكن تصبح سلبية للغاية في حال زادت عن حدها، فالشخص العدواني في حال المواجهة يبدي رأيه بقوة، وتكون وجهة نظره فيها نوع من الإلزام للآخرين، وتكون قراراته حاسمة، وفي أغلب المواقف متهورة في أثناء تعامله مع من حوله، بصرف النظر عن درجة القرابة منه، سواء أولاد أو زوجة أو طلاب أو حتى أصدقاء.
  • الاعتداد والثقة الزائدة بالنفس في اتخاذ القرارات والرأي الصادر عن هذه الشخصية يكون في حلبة تحدٍ أمام الآخرين، ويجب عليه كسبها مهما كانت الأحوال والظروف، فهو الفائز دائمًا.
  • إن طريقة حوار هذه الشخصية تتصف بقوة في الصوت وارتفاع نبرتها وحدتها، ويكون أغلب حوارها مليئًا بأوامر ملزمة.

صفات الشخص العدواني

كيف تتعامل مع الشخصية العدوانية؟

على الرغم من قوة هذه الشخصية في إثبات ذاتها أمام الآخرين وأمام المجتمع، فإن هذه القوة تجعلها شخصية سلبية يتحاشى أغلب الأفراد الخوض معها في علاقات سواء كانت شخصية أو مهنية، حتى يتحقق فهم كيفية التعامل معها، فقد أوضحت الدراسات طرقًا يمكن الأخذ بها:

  • الإصغاء الجيد لهذه الشخصية حتى يتحقق امتصاص الغضب والانفعال المبالغ فيه أثناء الحديث.
  • محاولة ضبط الأعصاب وعدم الانفعال، وباختصار، المحاولة أن تكون هادئًا مع هذا النوع من الشخصيات.
  • مهما حاولت هذه الشخصية التجريح بالكلام، فعلينا أن نكون أكثر وعيًا وعقلانية، ومحاولة استيعابها، وألا نأخذ كل ما تتفوه به على أنه يمس شخصيتنا، مع محاولة الدفاع عن وجهة نظرنا بقوة وبرهان، واستخدام أسلوب العقل والمنطق بعيدًا عن التعاطف.
  • إن أسلوب الحوار ممكن أن يتعدى إلى الصدامات الخارجة عن الموضوع عينه، ومهما حاولت هذه الشخصية الخروج عن دائرة الموضوع، علينا محاولة إعادته إلى النقاط المتفق عليها.

الحوار بالعقل والمنطق

وفي الختام، إن القوة ضرورية في حياتنا اليومية للدفاع عن أنفسنا، وليس المقصود بها القوة الجسدية، بل القوة المعنوية: قوة الحضور، وإثبات الذات، والدفاع عن الحقوق، وإبداء الرأي بكل صرامة وثقة، بشرط ألا تصل إلى درجة التسلط والإلزام وفقدان الاحترام؛ لأن كل ذلك يؤثر سلبًا في العلاقات الاجتماعية والشخصية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

موضوع مهم جدا ومقال شيق وممتع، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ودمتي بالف خير و دمتي متفوقة صديقتي العزيزه منى
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.