الشخصية الجغرافية لبلاد اليمن

لكل وطن من أوطان العالم شخصيته الجغرافية التي تميزه عن غيره من الأوطان الأخرى التي تعد نتاج تفاعل ذكي ودءوب على مدى العصور بين الإنسان المبدع وبين ظروف البيئة التي يعيش فيها.

واليمنيون، الشعب المكافح والدءوب، استطاعوا أن يستثمروا البيئة التي عاشوا فيها فوق أرضهم. 

وفيما يلي أهم مظاهر تلك الشخصية والمقومات الجغرافية.

اقرأ أيضًا اليمن بين جمال الطبيعة وسحر المكان

أولًا: اليمن والموقع الجغرافي الفريد

تتمتع اليمن بموقع جغرافي على جانب عظيم من الأهمية؛ فهي تقع في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.

وتطل اليمن على بحرين هما بحر العرب وخليج عدن في الجنوب، والبحر الأحمر في الغرب. 

أما البحر الأحمر فيربطها بالعربية السعودية والحبشة، كما يربطها بمصر وبلاد الشام.

وارتباط اليمن بالمملكة العربية السعودية ارتباط قديم، والصلات كانت بين موزع والمخا والحديدة وبين ميناء جدة. 

أما ارتباط اليمن بمصر فكان ارتباطًا وثيقًا منذ العهدين المعيني والسبئي في اليمن، والفرعوني والبطلمي في مصر، فتجارة البخور والمر والأفاوية كانت رائجة في مصر. 

أما ارتباط اليمن ببلاد الحبشة فيتمثل بصورة واضحة في خضوع الحبشة يومًا ما لحكم اليمن، وخضوع اليمن يومًا ما لحكم الأحباش.

أما البحر العربي فيعد جزءًا من المحيط الهندي، فيربط اليمن بقارة آسيا وإفريقيا.

ففي جنوب قارة آسيا ربط المحيط الهندي بين اليمنيين والحضارمة وبين الهند وجزيرة سيلان وإندونيسيا وربطهم ببلاد الصين.

ونتيجة للحركة التجارية التي قامت بين بلاد آسيا وبلاد إفريقيا وبين اليمن كانت المواني اليمنية تستقبل السفن من هذه البلاد جميعًا.

ومما يزيد أهمية الموقع البحري لليمن أنها تتحكم في بوغاز باب المندب. ولليمن غير جهتها البحرية الطويلة جهة أخرى برية لا تقل عنها طولًا

وقد نجح اليمنيون نجاحًا عظيمًا في استغلال موقعهم الجغرافي، سواء في ذلك الجبهة البحرية التي جعلت منهم بحارة مهرة جابوا البحار، أو الجبهة البرية التي جعلت منهم حملة لتجارة القوافل.

اقرأ أيضًا أبرز المعالم السياحية في اليمن

ثانيًا: اليمن مركز من المراكز الحضارية القديمة 

في الألف الثاني قبل الميلاد قامت الحضارة العربية الراقية في أراضي بلاد اليمن وكانت ترتكز على التجارة في المقام الأول.

وقد وصلت حضارة اليمن إلى أوج عظمتها في بداية سنة ألف قبل الميلاد في عهد الملكة بلقيس عندما التقت نبينا سليمان عليه السلام، وكانت هذه الحضارة معاصرة للحضارات القديمة.

وأولى الحضارات اليمنية ازدهرت في عهد المعينيين فيما بين عامي 1400 و850 ق.م. وكان قيامها على مشارف الصحراء في القطاع الشرقي من أرض اليمن

وبعد السبئيين تعهد الحميريون الحضارة اليمنية فيما بين عامي 115 ق. م و525 م، ولكنها في أواخر أيامها أصابها الوهن والضعف، ففقدت التجارة أهميتها بعد أن هجرت طريق القوافل الذي كان يمتد عبر الأراضي اليمنية.

اقرأ أيضًا أرض اليمن.. حضارات عريقة وثروات غنية

ثالثًا: اليمن مركز من مراكز الأنشطة التجارية في العالم القديم

اليمني تاجر بطبعه، وممارسة النشاط التجاري تجري في عروقه منذ القدم، وقد ساعده في اكتسابه الخبرة في ممارسة التجارة والحذق فيها:

- أن بلاده كانت تنتج سلعتين رئيستين ولهما أهمية تجارية عظيمة.

- أن بلاده تقع في مركز وسط بين مراكز الحضارات القديمة.

- أنه تحكَّم في طرق القوافل القديمة التي كانت تمر ببلاده وسيطر عليها.

- أن مواني بلاده كانت مراكز تجمع للسفن التي كانت تحمل المتاجر من هذه البلاد جميعًا.

اقرأ أيضًا أقدم وأقوى الحضارات في العالم عبر التاريخ

رابعًا: اليمن هي المهد الأول للعرب العاربة 

العرب شعب سامٍ، ولغتهم العربية هي إحدى لغات العائلة السامية، مثلها في ذلك مثل الآكادية التي عرفت في العراق التي ولدت منها البابلية والآشورية والكلدانية.

أما العرب البائدة فعفوا وعفت معهم آثارهم، ومنهم العمالقة وعاد وثمود وجرهم.

وأما العرب العاربة فهم القحطانيون، وكانت اليمن هي الوطن الذي نشأوا فيه، ومنه زحفت جموعهم نحو وسط الجزيرة العربية وشماليها.

وأما العرب المستعربة فهم العدنانيون أو النزاريون، وهم أبناء نبينا إسماعيل عليه السلام، وموطنهم وسط الجزيرة العربية وشماليها، ومنهم زحفوا نحو الجنوب حيث التقوا بالقحطانيين

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة