يمتلك أعذب الأصوات المغردة في الطيور، إنه طائر الشحرور الذي يحتل مكانة خاصة بين عالم الطيور، ويتميز بصوت مختلف جميل، إضافة إلى لونه الأسود اللامع؛ ما يجعله محط أنظار كثير من الناس، ولا شك أنك يومًا ما في بعض الصباحات قد سمعت تغريده الساحر، ولكن إذا لم تفعل فأنت بحاجة إلى تجربة الاستمتاع بألحانه الفريدة.
في هذا المقال سوف نصطحبك أيها القارئ العزيز في رحلة مميزة تجعلنا نغوص في أعماق عالم عصافير الشحرور، ونكتشف معًا كثيرًا من المعلومات المهمة عنه، وسنجيبك عن جميع الأسئلة المتعلقة به، بدءًا من الخصائص المميزة له، ووصولًا إلى نظامه الغذائي وسلوكه. تابع معنا لتتعرف عليه بتفصيل أكثر.
ما الطائر الأسود غير الغراب؟
يبحث كثير من الناس عن إجابة هذا السؤال، ولكنهم لا يعلمون شيئًا عن طبيعة هذا الطائر، وإجابة هذا السؤال هي: إنه طائر الشحرور الذي يتميز بصوته العذب، ويُعد من أجمل الطيور صوتًا. وفيما يلي سنقدم لك معلومات أكثر تفصيلًا عنه.
الخصائص العامة لطائر الشحرور
يُعرف طائر الشحرور باسمه العلمي (Turdus merula)، واسمه الإنجليزي Common Blackbird، ويطلق عليه أيضًا اسم الزرياب أو الطائر الأسود، على حسب المناطق التي يعيش فيها، ويُعد الشحرور أحد أشهر الطيور في العالم وأكثرها تميزًا؛ وذلك بسبب جمال صوته وريشه الأسود اللامع.
وينتمي الشحرور إلى الفصيلة السمنية (Turdidae) التي تتبع رتبة العصفوريات، ويعيش بمناطق واسعة تمتد عبر أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا، وتم إدخاله إلى أستراليا ونيوزيلندا أيضًا، وفيها اندمج على نحو جيد. ووفقًا لما جاء في موقع "RSPB".
ويتميز الذكر بريش أسود لامع، ومنقار وحلقة حول العينين باللون الأصفر، أما الأنثى والصغار فتكون بلون بني داكن مائل إلى الرمادي، وبطنها أفتح قليلًا.
ويبلغ متوسط طوله نحو 23.5 إلى 29 سم، ويزن ما بين 80 إلى 125 جرامًا، ويعيش الشحرور في بيئات متنوعة، ويوجد بكثرة في الغابات الكثيفة والمتنزهات، والحدائق الحضرية والبساتين.
وذُكر في موقع ويكيبيديا الرسمي فإن الشحرور يتكاثر في البيئات الطبيعية مثل الغابات والحدائق، حيث يبني عشًّا متقنًا على شكل كوب مبطن بالطين، ويستخدم أيضًا الأغصان لتبطينه وتأمين صغاره، وعند حلول موسم التكاثر يصبح الزوجان شديدي التمسك بمنطقتهما، فيدافعان عنها بقوة، وتضع الأنثى عادةً من 3 إلى 5 بيضات، وتستمر مدة الحضانة نحو 13 يومًا.
ويعود أصل نشأة الشحرور إلى قارة إفريقيا، ثم بدأ بالانتشار منها خاصةً إلى الشمال، حيث استوطن أولًا جزر الكاريبي قبل أن يشق طريقه لاحقًا إلى أوروبا.
صوت الشحرور
يُعد تغريد الشحرور من أجمل الأصوات في الطبيعة، ويبدأ الذكور بالغناء في أواخر يناير أو أوائل فبراير، لجذب الإناث وتحديد مناطقها، ويلاحظ أن الطيور الأكبر سنًّا تبدأ بالغناء في وقت متأخر مقارنة بالشباب.
ماذا يأكل الشحرور؟
يُعرف هذا الطائر بشهيته الكبيرة، إذ يتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، ويفضل البحث عن طعامه على الأرض، ويحتوي غذاؤه على الحشرات وديدان الأرض، إلى جانب الفواكه والتوت وغيرها.
وعلى الرغم من جمال الشحرور وفوائده الكثيرة في مكافحة الحشرات، فإنه قد يُعد مصدر إزعاج للبعض، لا سيما في بعض الحدائق، فهو ينبش التربة للبحث عن الطعام؛ ما قد يتسبب في إتلاف النباتات، ولكن مع ذلك يظل وجوده دليلًا على نظام بيئي صحي ومتوازن.
وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي عشنا فيه مغامرة جديدة تعلمنا فيها معلومات جديدة عن طائر الشحرور، وعرفنا فيه أنه واحد من أكثر الطيور تميزًا بجماله وصوته العذب، ويضفي حضوره في الغابات والحدائق لمسة من السحر والحيوية.. فلا تنسَ أن تحاول الاستماع إلى تغريد الشحرور في صباح يوم مشمس يومًا ما.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.