في الشتاء تبدو الشمس الدافئة مرة وتغيب أخرى، ويكون الجو عنيفاً مزمجراً، فيلمع البرق، وينتقل الرعد وصداه في الأجواء غاضباً مخيفاً، وتمطر أقصاها إلى أقصاها، فالماء يتقاطر من كل شيء، ويتراقص على أرصفة الشوارع، فيحدث موسيقى ذات لحن مستمر.
حين كنت أذهب إلى المدرسة كان البرد القارس يملأ جسمي الصغير، فأجري وأثب، فيعلو وينزل صدري بأنفاسي المجهدة وحمر خداي.
وكان من أحب الأشياء إلي في الشتاء، أن أجلس إلى المدفأة، أستمع إلى الأقاصيص الغريبةالتي كانت ترويها لي أمي أو أبقى في فراشي، أصغي إلى عويل الرياح، وهي تهب في ضلمات الليل أو أنظر متمعناً من النافذة نزول الثلج، وأتخيله رائداً فضائياً هابطاً من السماء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد
جميل