شخصية السندباد، أن نكتب عن تلك الشخصية يعني أن نكتب عن العلاقة بين سجن الجسد والانعتاق الروحي، عن الإنسان في تيهه وعروجه نحو الانعتاق الفكري والروحي
أن نكتب عن السندباد، يعني أن نكتب عن الألم والأمل، السفر والهجرة.
ليس السندباد، مجرد حكاية، أو موضوعاً أدبياً أو فنتازيا خيالية. إنه نموذج الإنسان المتحرر من ربقة نفسه. إنه هوية الإنسانية بلا حدود ولا قيود وبكلمة ذات دلالة بلاغية أنه شيء
لكنه لا يشبه الأشياء.
سبع ليال قضاها السندباد في ترحاله بين بغداد والبحر هي ليست رحلة بين البر والبحر. هي رحلة بين الجسد والروح، ففي كل ليلة من الليالي السبع التي ترويها شهرزاد لـ شهريار، يخرج السندباد من بغداد ثم يقفل عائداً إليها، ثمة ذهاب وإياب قارين في شخصية السندباد يجعلانه دائم الحركة باتجاه ذاته وباتجاه الآخر.
مهما ابتعد السندباد عن بغداد، فإنه عائد إليها لا محالة. قد يتوه، أو يضيع أو يتاجر أو يغامر أو يتزوج أو يصبح على حافة الموت، لكنه بعد كل تلك الأهوال والمغامرات يعود إلى البيت، إلى نقطة البداية. إن كل رحلات السندباد هي من فضاء إلى آخر، ومن سطح إلى آخر. من المكان إلى اللامكان، ومن الأرض إلى البحر، ومن الأنا إلى الآخر، وكأني بالرحلة هي حالة من الالتقاء والانزلاق والتصادم بين فضائين لا يكتمل الوجود ولا تتفتح الكينونة، إلا بالتقائهما.
ما أريد أن أقوله: إن حياة السندباد هاهنا، هي حياة للهويات المتعددة والثقافات المتناقضة، وليست حياةً للهوية الواحدة والثقافة المغلقة على نفسها، إنها هوية تتراوح بين، عين الذات وروح الثقافة المطلقة، إنها نوع خاص من الوجود والتواجد في العالم، حيث الهوية، لاهي ذاتها ولاهي غيرها، وإنما هي تلك الحركة المستمرة في نبض الكون كله.
السندباد البحري
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
May 15, 2022
راح بي هذا المقال يمنة ويسرة كما تلعب الأمواج بالسفينة ولم اصل إلى معلومة مفيدة، فهلّا لخّصت لي الفكرة الرئيسية؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.