أظهرت دراسة جديدة أن معدل الإصابة بالسكتة الدماغية مجهولة السبب والسكتة الدماغية الصمّيّة أعلى من المعتاد من بين المرضى المصابين بكوفيد 19 والذين يعانون من السكتة الدماغية.
أظهرت دراسة أُجريت في نيويورك أيضًا أن السكتة الدماغية في المرضى المصابين بكوفيد 19 كانت أكثر حدة، وكان معدل الوفيات أعلى، وكان المرضى أصغر سنا من مرضى المصابين بالسكتة الدماغية غير المرتبطة بالإصابة بكوفيد 19.
كما ذكرت الدراسة أيضا إلى جانب أربع دراسات أخرى من جميع أنحاء العالم أن هناك عددًا أقل بكثير من حالات السكتة الدماغية في المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة في التأخير في العلاج أثناء أزمة كوفيد 19مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
تم نشر الدراسات الخمس على الإنترنت في القسم الخاص بالسكتة الدماغية.
في دراسة نيويورك، قارن الباحثون بقيادة شادي ياغي -الحاصل على الدكتوراه في الطب من كلية الطب بجامعة نيويورك غروسمان- الخصائص السريرية لمرضى السكتة الدماغية المصابين بكوفيد 19 والذين قد تم عالجهم في مدينة نيويورك مع مجموعة ضابطة من المرضى الذين لديهم تاريخ طبي بالإصابة بالسكتة الدماغية الاسكيمية بسبب فقدان تدفق الدم إلى جزء من الدماغ وخضعوا للعلاج في نفس نظام المستشفى في عام 2019. (مرضى المجموعة الضابطة المعاصرين).
أظهرت النتائج أنه خلال فترة الدراسة في عام 2020، كان هناك من بين 3556 مريضًا الذين دخلوا إلى المستشفى في حالة خطيرة إثر الإصابة بكوفيد 19 32 مريضًا (0.9 ٪) يعانون من السكتة الدماغية المثبتة في التصوير الإشعاعي. وهذا المعدل أقل من المعدل المذكور في دراسات الصين بشأن كوفيد 19. قد يكون معدل مرضى نيويورك أقل من الواقع، لأن الكشف عن أعراض السكتة الدماغية يمثل تحديًا في المرضى الذين يعانون من مرض خطير أثناء إصابتهم بكوفيد 19 والذين تم تنبيبهم وإعطائهم أدوية مهدئة، كما يقول المؤلفان.
كانت السكتة الدماغية مجهولة السبب أكثر شيوعًا في المرضى الذين يعانون من كوفيد 19 (65.6٪) مقارنة بمرضى المجموعة الضابطة المعاصرين (30.4٪) والمرضى الذين لديهم تاريخي طبي (25.0٪). ومن بين مرضى السكتة الدماغية المصابين بكوفيد 19، كان هناك 34.4 ٪ مصابين بالسكتات الدماغية الصمّيّة من مصدر غير محدد.
بالمقارنة مع مرضى المجموعة الضابطة المعاصرين، كان المرضى المصابين بكوفيد 19 أصغر سنا (متوسط العمر 63 سنة مقابل 70 سنة لمرضى السكتة الدماغية غير المصابين بكوفيد 19). كما كانت السكتة الدماغية في المرضى المصابين بكوفيد 19 أكثر حدة (متوسط النقاط بحسب مقياس السكتة الدماغية في المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية 19 مقابل 8)، وكانت مستويات دي دايمر D-dimer للمرضى أعلى (10000 مقابل 525 نانوغرام / مل)، وكانوا أكثر عرضة للعلاج بمضادات التخثر (75٪ مقابل 24٪). وكانت نسبة الوفيات بين مرضى السكتة الدماغية المصابين بكوفيد 19 أعلى بكثير (63.6 ٪ مقابل 9.3 ٪).
لاحظ المؤلفون أن 69 ٪ من مرضى السكتة الدماغية المصابين بكوفيد 19 يحتاجون إلى التهوية الميكانيكية، مما يجعل المرضى عرضة للعديد من المضاعفات التي يمكن أن تزيد من خطر السكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت حالات الإصابة بكوفيد 19 الشديدة بحالة من فرط الالتهابات وفرط اللزوجة.
يقول الباحثون إن نتائجهم تدعم الاقتراح القائل بأن السكتة الدماغية في المرضى المصابين بكوفيد 19 يمكن أن تكون عرض من أعراض فرط التجلط. وأشاروا إلى أن الدراسات الجارية تختبر استخدام مضادات التخثر العلاجية للسكتة الدماغية والوسائل الأخرى للوقاية من التخثر عند المرضى المختارين المصابين بكوفيد 19. وأشارت الأدلة المختبرية إلى فرط تخثر الدم.
اكتشفت الدراسة أن عدد المرضى ممن يعانون من السكتة الدماغية والذين دخلوا إلى المستشفى كان أقل في فترة الدراسة في عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها في عام 2019.
وأشار المؤلفون إلى أن هذا الانخفاض الذي شهده حجم حالات الطوارئ الخطيرة خلال تفشي وباء كوفيد 19 قد لوحظ في مؤسسات أخرى أيضًا". وأضافوا أن "أسباب ذلك غير واضحة، ولكن ربما يكون بسبب أن المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية وكانت أعراضهم خفيفة يظلون في المنزل ولا يتوجهون إلى قسم الطوارئ لعلاج السكتة الدماغية".
***كوفيد 19 يتسبب في تأخير الرعاية الطبية:
تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة لحالات أقل من مرضى السكتة الدماغية في دراسة صينية على 227 مستشفى، والتي اكتشفت انخفاضًا بنسبة 25 ٪ في عدد حالات انحلال الخثرة وإزالة الجلطات في فبراير 2020 مقارنة بشهر فبراير 2019.
يقول المؤلفان: "كان العامل الأبرز هو أن مرضى السكتة الدماغية لم يذهبوا إلى المستشفى لأسباب مختلفة"
لُوحظ أن عملية الكشف عن كوفيد 19 قد تداخلت مع رعاية السكتة الدماغية الطبية، حيث اتجه العديد من المرضى الذين تم تقييمهم كاشتباه في الإصابة بكورونا لعمل الفحوصات المختبرية والأشعة المقطعية CT، مما تسبب في تأخيرات كبيرة في المستشفى لعلاج مرضى السكتة الدماغية.
المخلص: "يجب القيام بأنشطة للتوعية بالسكتة الدماغية والإدارة اللازمة للموارد وتحديد مراكز السكتة الدماغية خلال الأزمة"
اكتشفت دراسة أُجريت في برشلونة بإسبانيا أن وباء كوفيد 19 قد قلل من عدد حالات السكتة الدماغية بمقدار الربع، وكذلك عمليات إزالة الجلطات التي يتم إجراؤها في المراكز العامة للسكتة الدماغية مقارنة بالعام السابق، ومع ذلك لم تتأثر مقاييس جودة الرعاية الطبية. ففي خلال فترة الإغلاق، كانت هناك الكثير من مكالمات الطوارئ، ولكن كان عدد عمليات تنشيط رمز الإصابة بالسكتة الدماغية أقل، خاصة في المرضى المسنين.
لخص الباحثون إنه "بالإضافة إلى خطط الطوارئ داخل المستشفى، يجب أن تتحد أنظمة نقل المرضى والتعليم العام لحماية المرضى المصابين بالسكتة الدماغية الحادة بشكل أفضل في هذه الأوقات غير المستقرة".
***مرضى السكتة الدماغية يتوجهون إلى المستشفى في وقت لاحق:
في دراسة أجريت في هونج كونج، اكتشف الباحثون أن مرضى السكتة يتوجهون إلى المستشفى خلال تفشي وباء كوفيد 19 في وقت لاحق مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، ولهذا السبب كان هناك عدد أقل من المرضى المعرضين لتجلط الدم.
حدد المؤلفون 73 مريضًا مصابين بالسكتة الدماغية الحادة قد دخلوا إلى مستشفى كوين ماري، وهونغ كونغ، خلال الأيام الـ 60 الأولى بعد تشخيص أول مريض مصاب بكوفيد 19 في البلاد (23 يناير إلى 24 مارس 2020). وبالمقارنة، فقد تم دخول 89 مريضًا إلى المستشفى خلال نفس الفترة في عام 2019. لم تكن هناك اختلافات كبيرة في العمر أو الجنس أو عوامل الخطر المتعلقة بالأوعية الدموية أو شدة السكتة الدماغية بين المجموعتين.
اكتشف الباحثون أن متوسط الفترة من بداية الإصابة بالسكتة الدماغية حتى الوصول إلى المستشفى حوالي ساعة واحدة كحد أقصى خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019. وكانت نسبة الأفراد الذين توجهوا إلى المستشفى خلال أربع أو خمس ساعات أقل بكثير في عام 2020 (55٪ مقابل 72٪).
لخص الباحثون إنه "يجب بذل الجهود لضمان عدم تعرض مرضى السكتة الدماغية الحادة للخطر" خلال أزمة كوفيد 19. وأضافوا أن "التحويل المركزي إلى مراكز السكتة الدماغية المحمية التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها وإبلاغ الجمهور بهذا النظام هو أمر حيوي للتغلب على صعوبات المرضى الذين يمكن علاجهم من السكتة الدماغية وحرموا من العلاج المناسب خلال هذا الوباء".
*** الحد من عمليات إزالة الجلطات:
أظهرت دراسة خامسة في فرنسا انخفاضًا كبيرًا في عمليات إزالة الجلطات الدماغية وزيادة في التأخير في إزالة الجلطات خلال أزمة كوفيد 19.
جمعت الدراسة البيانات على المستوى الوطني عن المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية والذين خضعوا لعملية إزالة الجلطات خلال فترة 45 يومًا التي كانت تدابير السيطرة على كوفيد 19 سارية حينها. وتمت مقارنة هذه البيانات مع المرضى الذين تم عالجهم خلال نفس الفترة في عام 2019، والتي تضمنت 1513 مريضا في 32 مركزا، كان جميعهم من المناطق الإدارية الفرنسية.
أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 21٪ في حجم عمليات إزالة الجلطات خلال فترة الوباء، وزيادة كبيرة في التأخير بين التصوير الإشعاعي وعمليات ثقب الفخذ (144 مقابل 126 دقيقة).
لخص المؤلفون إن "الحلول في حالة الطوارئ الصحية العامة غير المسبوقة من المحتمل أن تختلف محليًا وإقليميًا، ولكن التفكير في مسارات نظام طبي طارئ بديل أو مخصص لحالات الطوارئ المتعلقة بالأوعية الدموية (العصبية) قد يساعد في الحفاظ على حجم الحالات واستمرارية تقديم الرعاية الطبية لهم"
بقلم الباحثة أمنية شكري
المصدر باللغة الإنجليزية:
https://www.medscape.com/viewarticle/931207?src=soc_fb_200528_mscpedt_news_mdscp_stroke&faf=1#vp_1
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.