كثير منَّا ربما تحدَّث إلى أناس كثر من بلاد كثيرة، وتعرَّف إليهم، وبعضم بشكل أوثق، ربما رأيت تعدد الثقافات والعادات والتقاليد، ولكن تظل النفس البشرية هي ذات النفس في كل مكان في العالم، ربما أحدنا أثناء تصفُّحه لأحد مواقع التواصل الاجتماعي يسمع من يقول: "ردّد هذه الكلمات كل صباح لكي تكون سعيداً، افعل هذا ولا تفعل ذاك من أجل أن تكون سعيداً، كرر أنا سأكون شخصاً سعيدا، ردد أنا قوي، أخبر عقلك أنك قوي، أخبره أنك تستطيع".
تستطيع ماذا؟ ماذا يفعل هؤلاء الأشخاص؟ ماذا يفعلون بعقول الناس؟ أتدرون ما المشكلة؟ هي البحث عن السعادة نفسها، أن تعلق سعادتك بشيء أو هدف معين، هذه هي التعاسة الحقيقية، كل هذا يتوقف على مفهوم السعادة ذاتها، وهل معنى السعادة نوعي يختلف من شخص لآخر وربما نسبي أيضاً؟ أم السعادة صفة، إذا كانت للسعادة أركان واختل أحدها، هل سيكون هناك مخرج؟ يقولون إن السعادة هي أن تفعل ما تحب، ربما هذا صحيح، لكن هل هي أن تفعل ما تحب أم أنك تفعل ما لا يؤذيك؟
ربما متعاطي المخدرات يصنع سعادته اللحظية ويؤذي نفسه، هل هذه سعادة؟ بالطبع لا، هذا ما يحدث، يقولون إن السعادة في الأشياء، ونبحث عن الأشياء ونجتهد في الوصول إليها، وعندما نصل إليها ننسى معنى السعادة، كمثل متعاطي المخدرات يرى السعادة في شيء يضره.
السعادة الحقيقية شعور ذاتك بالرضا عن ماضيك وحاضرك، وأن تفعل ما تريد الوصول إليه مستقبلاً، وتجتهد لأجله بالطرق والوسائل الصحيحة والحديثة، وإذا لم يتحقق فأنت عشت حاضرك سعيداً وأيضاً سعيداً أنك حاولت، يكفيك هذا شرفاً، فلا تبحث عن مفاتيحك في النور، ربما أضعتها أنت في الظلام.
Dec 11, 2021
موضوع جميل يشعر بالسعادة ،بالتوفيق والسعادة .
Dec 11, 2021
جميل الشكر لشخص حضرتك! اتمنى ان تكون دائما كلماتى مفيدة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.