الساعة الحيوية للجسم.. كيف تعمل وما أهميتها للصحة؟

ورد مؤخرًا على مسامعي مصطلح، وصفته حينها بالغرابة؛ لكن بعدما تعمقت في صلبه، أردت أن أتكلم عنه، قد يعرفه كثيرون، لكن قد يجهله أيضًا كثيرون، لذلك وجب التنويه للتحدث عن هذا الأمر. هذا الأمر يتمثل في الساعة الحيوية، أو الساعة البيولوجية للجسم.

وهنا سنتحدث حول هذه الساعة، من حيث مفهومها وما آلية عملها، وأهميتها، والعوامل المؤثرة فيها، وأيضًا دورها في الحفاظ على الصحة، وآلية الحفاظ عليها، وما إلى ذلك.

مقدمة عن الساعة الحيوية للجسم

الساعة الحيوية، أو الساعة البيولوجية للجسم، هي نظام داخلي معقد يعمل كساعة طبيعية تنظم كثيرًا من العمليات الحيوية في الجسم على مدار اليوم.

هذه الساعة تؤثر في كيفية استجابة الجسم للتغيرات البيئية مثل: الضوء والظلام، وهي تؤدي دورًا رئيسًا في تنظيم النوم، والاستيقاظ، والإيقاع اليومي لوظائف الجسم المختلفة.

اقرأ أيضًا: الساعة البيولوجية وأهميتها ومعلومات لا تعرفها من قبل عنها

مفهوم الساعة البيولوجية

الساعة البيولوجية تُعرف علميًا بالإيقاع اليومي (Circadian Rhythm)، وهذا الإيقاع عبارة عن دورة تستغرق نحو 24 ساعة وتتكرر يوميًّا. إذ يتحكم في هذه الدورة نظام معقد في الدماغ يُعرف بالنواة فوق التصالبية (SCN)، والتي تقع في منطقة الوطاء  (Hypothalamus).

تستقبل النواة فوق التصالبية إشارات من العصب البصري في العينين، ما يساعدها في تحديد كمية الضوء التي تدخل الجسم. بناءً على هذه الإشارات، تتحكم النواة في إنتاج الهرمونات، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وضبط وظائف الجسم الأخرى بما يتناسب مع دورة الليل والنهار.

اقرأ أيضًا: العلاقة بين الساعة البيولوجية وفقدان الوزن

العوامل التي تؤثر في الساعة البيولوجية

الضوء هو العامل الأساسي الذي يؤثر في الساعة البيولوجية، وخاصة الضوء الطبيعي للشمس. فعندما يتعرض الجسم للضوء في الصباح، تُرسل إشارات إلى الدماغ تُحفِّز إفراز هرمونات مثل: الكورتيزول الذي يساعد في الاستيقاظ وزيادة النشاط.

في المقابل، مع حلول الظلام، يبدأ الجسم في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يعزز الاسترخاء والنوم.

بالإضافة إلى الضوء، توجد عوامل أخرى قد تؤثر في الساعة البيولوجية مثل:

1- الأنشطة البدنية: ممارسة الرياضة في أوقات مختلفة من اليوم قد تؤثر في الإيقاع اليومي.

2- النظام الغذائي: توقيت تناول الطعام قد يؤثر في تنظيم الإيقاع الحيوي للجسم.

3- الضغوط النفسية: الإجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية.

4- السفر عبر المناطق الزمنية: التنقل السريع بين مناطق زمنية مختلفة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، وهو ما يعرف بـ"اضطراب السفر" أو الـJet Lag.

اقرأ أيضًا: كيف تنام نوماً صحياً لتستيقظ نشيطاً؟

اضطراب الساعة البيولوجية

أي خلل في تنظيم الساعة البيولوجية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية. واضطراب الساعة البيولوجية يحدث عادةً نتيجة تغييرات في الروتين اليومي، أو التعرض غير المنتظم للضوء، كما في حالات العمل الليلي أو السفر الطويل، وأشهر هذه الاضطرابات تشمل:

1- اضطراب النوم: تأخر النوم أو الاستيقاظ في أوقات غير مناسبة يمكن أن يؤدي إلى الأرق أو النوم المتقطع.

2- الاكتئاب: تُظهر البحوث أن اضطراب الإيقاع اليومي يرتبط بزيادة خطر الاكتئاب والقلق.

3- السمنة ومشكلات التمثيل الغذائي: الإخلال بالإيقاع البيولوجي قد يؤدي إلى تغيرات في الشهية والتمثيل الغذائي، ما يزيد خطر السمنة ومرض السكري.

اقرأ أيضًا: أهمية الساعة البيولوجية لجسم الإنسان

دور الساعة البيولوجية في الصحة العامة

تؤدي الساعة البيولوجية دورًا حاسمًا في تنظيم العمليات الحيوية التي تدعم الصحة العامة. وعن طريق تنظيم النوم واليقظة، تساعد الساعة البيولوجية في تعزيز التعافي الجسدي والعقلي. والنوم الجيد يعزز المناعة، ويدعم وظائف الدماغ مثل الذاكرة والتركيز، ويساعد في تنظيم ضغط الدم وسكر الدم.

أيضًا فالساعة البيولوجية تؤدي دورًا مهمًا في تحسين الأداء الرياضي والتركيز خلال أوقات معينة من اليوم. وقد أظهرت الدراسات أن الجسم يكون أكثر كفاءة وأداءً خلال بعض الأوقات، خاصة في الصباح وبعد الظهر.

اقرأ أيضًا: الساعة البيولوجية لتنظيف الجسم

كيفية الحفاظ على الساعة البيولوجية

للحفاظ على توازن الساعة البيولوجية وتحسين الصحة العامة، يمكن اتباع النصائح التالية:

1- التعرض للضوء الطبيعي: يُفضل التعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر لتحفيز الاستيقاظ وضبط الساعة البيولوجية.

2- اتباع جدول نوم منتظم: الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ يساعد في استقرار الإيقاع اليومي.

3- تقليل التعرض للضوء الأزرق ليلًا: الضوء المنبعث من الشاشات الرقمية قد يعطل إفراز الميلاتونين؛ لذا يُفضل تجنب استخدام الأجهزة قبل النوم.

4- ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يساعد في تنظيم الإيقاع البيولوجي.

5- تناول الطعام في مواعيد ثابتة: الحفاظ على مواعيد منتظمة للوجبات يساعد في تحسين تنظيم الساعة البيولوجية.

أخيرًا.. فإن الساعة البيولوجية للجسم هي نظام داخلي معقد يعمل بتناغم مع العوامل البيئية، مثل الضوء والظلام، لتنظيم كثير من الوظائف الحيوية. والحفاظ على توازن الساعة البيولوجية أمر حيوي لتحقيق صحة بدنية وعقلية جيدة. وبفهم كيفية عمل الساعة البيولوجية وتأثيراتها في الجسم، يمكن اتخاذ خطوات عملية لتحسين النوم، وزيادة الإنتاجية، والوقاية من كثير من المشكلات الصحية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة