كانت تتزيَّن وتخرج ليلًا لدور الترفيه الخاصة بالكبار دون أن تُلقي له بالًا، غضب من خروجها المستمر دون إذنه وسألها عن وجهتها، لتخبره أنها تخرج في مهام تخصها وعليه أن يتوقف عن السؤال.
غضب وأمرها بالمكث في البيت بعد المغرب ورعاية الأطفال فهم أحق وأولى بها. واصلت خروجها دون أن تُلقي بالًا للومه المتكرر وأخبرته أنها تنوي السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل العمل، غضب وأخبرها أنه لا يأذن لها ولا يأذن.
أخبرته أنها عزمت أمرها وسفرها غير معلق برضاه، ولم تعد تقبل به زوجًا وتركته وأبناءه. قال لها: "إن كنت عازمة فها أنا أغادر البيت، ولتحفظي الأبناء، فالصغير لا زال لم يبلغ سن الفطام بعد".
تركته دون إجابة وخرجت لحال سبيلها، حَار يعقوب وراودته أفكار عدة، ماذا عساه يفعل بالأبناء؟ أمه توفيت منذ سنين طويلة وأخته مصابة بداء عضال، فما الحيلة؟ ذهب إليها وترجاها أن تبقى، دون أن تعيره بالًا أو تستجيب لتوسلاته، بات ليلته تلك مهمومًا.
وفي الصباح أخذ أطفاله إلى بيت صديقه محمد، كانت زوجة محمد مرضعة فأرضعت صغيره وتعهدت برعاية أبنائه ريثما يجد لهم حاضنة.
ترك الصغير مع زوجة محمد وذهب إلى بيت أخته، قبلت أخته أن تكون حاضنة لأبنائه، لكن أبناءه لم يرضوا بغير أمهم حاضنة، زادت هموم يعقوب وهو يرى أبناءه يتبعونه أينما حل.
فكر في زواج جديدة، لكن صديقه محمد نصحه بالتريث، فالزوجة الجديدة لن تقبل أن تكون حاضنة لأبناء لم تلدهم، إلا إذا كانت ممن أدركهن الرشد.
ذهبت حليمة لحال سبيلها ولم يفِ لها أصدقاؤها بوعودهم، وأدركها الخجل، لا هي قادرة على مراضاة يعقوب والاعتذار له وقد سُدت أمامها الطرق إلا طريق الترفيه.
فكرت وقدرت، كانت ترتبط بشركات اتجار بالبشر عالمية، وقد وعدوها أن يضموها إلى نوادي الترفيه العالمية. أخذت قرضًا من عند قريبها وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتعمل عارضة أزياء وعاملة في إحدى نوادي الترفيه الليلية للكبار.
زادت هموم يعقوب وتراكمت أحزانه، أغلق متجره الذي كان مصدر رزقه الوحيد وصار حاضنًا لأبنائه. مرَّت شهور وكثرت ديونه، نصحه صديقه محمد بالعودة إلى عمله وترك الأبناء مع عمتهم، فما إلا أيام حتى يألفوا الوضع.
فكر وقدر واستمع لنصيحة صديقه، مده أخوه الأكبر بأموال وعاد لتجارته، زادت أمواله وتكيَّف أبناؤه مع الوضع الجديد، حرصت أخته على تعليمهم، فألحقتهم بالمدرسة وأجرت لهم معلمًا يعلمهم القرآن الكريم.
طُرِدت حليمة لمخالفتها قوانين الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادت إلى أرض الوطن وحاولت استرداد أبنائها، رفضت أخت يعقوب تسليمهم لها، ما دفعها لرفع أمرها للقضاء، صدر الحكم لمصلحة أخت يعقوب بعد أن تأكدت المحكمة من انعدام الأهلية القانونية عند حليمة.
عرضت حليمة على يعقوب الزواج فرفض، ما دفعها لطلب المعونة من ساحر، لم ينجح نفث الساحر ولا عقده من ربط يعقوب فخابت حليمة.
شكلت عصابة وأمرتهم باختطافه ليحضر يعقوب بين يدي حليمة، تعرض عليه الأمر فيرفض، ما يدفعها لاحتجازه.
ارتابت أخت يعقوب وسألت عنه صديقه محمد، ليخبرها أنه لم يره منذ ثلاثة أيام.
يستعلمون عن خبره ويقررون إبلاغ الشرطة، تداهم الشرطة أوكار الجريمة وتفك يعقوب ليحكي قصة احتجازه، تعتقل حليمة وتسند لها تهمة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، فيصدر الحكم بسجنها خمسين سنة قابلة للتجديد، ينتهي أمر حليمة في السجن ويتزوج يعقوب أخت زوجة صديقه محمد.
قصة جميلة جدا.... استمر بالتوفيق
قصة ممتعة تصلح كعمل درامي اجتماعي🌹
ماذا تقصد بدور ترفيه الكبار
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.