يعد الزواج أحد أهم التغييرات التي يمر بها الإنسان، ولطالما احتل مكانة مبجلة من قديم الزمان، وظل مؤسسة يلجأ إليها الملايين من البشر على الرغم من أن نجاحها غير مضمون.
اهتمت جميع المجتمعات على اختلافها الديني أو الثقافي بالزواج، وخصصت له مراسم تختلف من شعب إلى آخر، ويعد بلوغ سن معينة أحد أهم شروط الزواج.
وارتبط سن الزواج للمرأة قديمًا ببلوغها، فعملية البلوغ كانت تعد دليلًا على تحولها إلى امرأة كاملة قادرة على أداء واجباتها الزوجية وإنجاب الأطفال، فنجد أن السن المناسبة للزواج لدى المرأة عند الفراعنة اثنتا عشرة سنة، أما لدى الرجل فحددت بخمسة عشرة سنة، ولم يقتصر هذا السن على الفراعنة فقط، فعدة شعوب وبلدان لحقتهم، فحافظت على مثل هذا السن المنخفض، وعلى الرغم من التطور الذي عرفته البشرية والتحرر والاستقلالية التي أصبحت تتمتع بهما المرأة لا تزال بعض المناطق تنتهك حقوق النساء وتجبرهن على الزواج في سن صغيرة.
لا تزال الدول المتقدمة تجري البحوث والاختبارات لتصل إلى تحديد السن التي يعد فيها الشخص مستعدًا نفسًا وجسدًا وشعورًا لمثل هذه الخطوة، ويمكن القول إن هذه السن المناسبة تتراوح بين سن الثمانية والعشرين والاثنين والثلاثين سنة، وهي سن قد يرى فيها البعض تأخرًا للزواج وبداية العنوسة.
وفي الحقيقة إن الحياة المشتركة مع شخص تحت سقف واحد تستلزم نضجًا وتوازنًا حتى تثمر العلاقة وتنجح، فالزواج ينشأ رابطًا بين طرفين ومسؤولية مشتركة.
يطرح موضوع سن أهلية الزواج، لا سيما للمرأة، فالسن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على الإنجاب، ولا يمكن إنكار أن الولادة والاعتناء بالأطفال كان دورها الأساسي الذي تلتزم به، في حين أن الرجل يلتزم بالإنفاق وتوفير الحماية لعائلته.
فقد ربط القدماء قدرة المرأة على الإنجاب بالبلوغ، وذلك لجهل منهم بالبنية الجسدية للمرأة، فالمرأة قبل سن العشرين لا يكون جسمها مهيأً لاستقبال مولود، فمخاطر حدوث مضاعفات ترتفع بانخفاض سن المرأة، ومع ذلك توجد نساء عدة استطعن الإنجاب قبل سن العشرين وكنّ بصحة جيدة.
ارتبط سن الزواج أيضًا بعدد مخزون بويضات المرأة الذي يستمر في التراجع من البلوغ حتى يفرغ تمامًا، فالمرأة في سباق مع الزمن، تخاف أن يتأخر زواجها، فينفد مخزونها، وتحرم نهائيًا من تجربة الأمومة، وهو أحد الأسباب وراء الزواج المبكر الذي يجر مساوئ عدة.
عدم نضج الطرفين يجعلهما عرضة لعدد من الصعوبات في علاقتهما الزوجية، غير أن اختيار الشريك الملائم يتطلب وعيًا وحكمةً تكتسب مع التقدم في السن، فالزواج المبكر قد يسبب أضرارًا جسديةً للمرأة، فقد يكون جسدها غير قادر على تحمل الحمل والولادة، إضافة إلى أن مسؤولية تربية الأطفال والسهر على تنشئتهم تنشئة سليمة تتطلب توازنًا نفسيًا.
لاحظ الخبراء أن نسب الطلاق لدى المتزوجين الصغار في السن مرتفعة مقارنة بالمتزوجين في سن متأخرة نسبيًا.
الزواج خطوة مهمة يجب على الإنسان أن يتروى في اتخاذها حتى لا تعود عليه بمضرة يصعب عليه تخطيها.
رائع صديقتي احسنتي النشر
رائع صديقتي احسنتي النشر
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.