الزلازل.. أسبابها وتاريخها وكيف نتصرف في حالة وقوعها؟

الزلزال وما أدراك ما الزلزال، ظاهرة طبيعية مرعبة تقض مضاجع بني آدم منذ انبعاث الكون، وسيتواصل الأمر كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كيف لا وقد ذكره الله في كتابه العزيز علامة منذرة بحلول يوم الحساب حين قال: {إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها}.

وآخر الزلازل العنيفة حدث منذ أيام في المملكة المغربية مخلفًا وراءه دمارًا كبيرًا وضحايا بالآلاف، فما أسباب حدوث الزلازل؟ وما تاريخها؟ وكيف يمكن التوقي منها والتخفيف من فظاعة نتائجها؟

اقرأ أيضًا زلزال تركيا يطيح باقتصادها وسط خسائر بشرية فادحة

أسباب الزلازل وتاريخه 

تحدث الزلازل عندما تتحرك الصفائح التكتونية الموجودة تحت سطح الأرض، هذه الصفائح هي قطع كبيرة من القشرة الأرضية التي تتحرك باستمرار، عندما تتحرك الصفائح باتجاه بعضها أو تبتعد عن بعضها، أو تنزلق فوق بعضها، يمكن أن تتسبب في تحرير الطاقة التي تؤدي إلى حدوث زلزال.

أنواع الزلازل

توجد 3 أنواع رئيسة من الزلازل:

1- الزلازل التكتونية

وهي الزلازل الأكثر شيوعًا وتحدث عندما تتحرك الصفائح التكتونية بأساليب مختلفة.

2- الزلازل البركانية

تحدث عندما تثور البراكين، وتتسبب في تحرير الطاقة التي تؤدي إلى حدوث زلزال.

3- الزلازل الاصطناعية

تحدث نتيجة التدخل البشري، مثل التفجيرات النووية.

تسببت الزلازل العشرة الأكثر دموية في التاريخ في مقتل أكثر من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ووفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن تسعة من هذه الزلازل العشرة وقعت في آسيا، في حين وقع العاشر في أمريكا الشمالية.

والصين هي أول دولة في القارة تتعرض لثلاثة زلازل مميتة، تسببت في مقتل نحو 1.3 مليون شخص.

وشهدت إيران زلزالين مدمرين في القرن التاسع الميلادي، أسفرا عن مقتل ما يقرب من 350 ألف شخص.

تاريخ الزلازل

وفي ما يلي تفاصيل عن الزلازل العشرة الأكثر تدميرًا عبر التاريخ:

1- كان زلزال عام 1556 الذي ضرب الصين هو الأكبر من جهة الخسائر في الأرواح في تاريخ الصين، قد بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وتسبب في وفاة أكثر من 830 ألف شخص، ودمر الزلزال منطقة مساحتها 840 كيلومترًا مربعًا في شمال غرب الصين، ما أدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 60% من سكانها.

2- زلزال تانغشان في الصين عام 1976 هو الثاني تاريخيًّا من جهة الخسائر البشرية عبر التاريخ والأول خلال القرن العشرين، وبلغت شدته 7.8 درجة، وأودى بحياة 255 ألف شخص، في حين يعتقد الناس في الصين أن عدد الضحايا تجاوز ذلك بكثير.
وأصيب نحو 800 ألف شخص من جرّاءِ الزلزال الذي استمر 10 ثوانٍ ودمر 180 ألف مبنى.

3- زلزال حلب في شمال سوريا عام 1138 لكن لا تتاح معلومات دقيقة عن قوة الزلزال عدا أنه تسبب في سقوط أكثر من 230 ألف قتيل، ولا تتاح معلومات عن المنطقة المدمرة أو عدد الجرحى.

4- زلزال جزيرة «سومطرة» الإندونيسية عام 2004 الذي بلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، وأعقبه تسونامي ضرب 14 دولة في آسيا وساحل إفريقيا على المحيط الهندي، وقُتل أكثر من 227 ألف ضحية في الزلزال والتسونامي، من بينهم 50 ألف شخص في إندونيسيا وحدها، وتسبب في تدمير 700 ألف منزل.

5- زلزال هايتي عام 2010 الذي بلغت قوته 7 درجات، وأدى إلى مقتل أكثر من 222 ألف شخص وإصابة نحو 300 ألف آخرين، فضلًا عن تدمير نحو 100 ألف منزل، وتشريد 1.3 مليون شخص.

6- زلزال منطقة داغمان شمال إيران عام 856م، وتسبب في مقتل 200 ألف شخص، وتقدر قوته بـ7.9 درجة، ما يجعله الزلزال الأكثر تدميرًا في تاريخ إيران.

7- زلزال «هايوان» في الصين عام 1920 والمعروف أيضًا بزلزال «قانسو»، وقد تسبب في وفاة نحو 200 ألف شخص.

8- زلزال مدينة أردبيل شمال إيران عام 893م، والذي لا يزال مدى قوته مجهولًا، لكنه تسبب حسب التقديرات في وفاة أكثر من 150 ألف شخص.

9- زلزال كانتو جنوب اليابان عام 1923 الذي بلغت قوته 7.9 درجة، وأحدث دمارًا هائلًا في العاصمة طوكيو ومنطقة يوكوهاما (الغرب) وقُتل خلاله نحو 142 ألف شخص.

10 – زلزال عشق آباد عاصمة تركمانستان عام 1948 بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر وأودى بحياة أكثر من 110 آلاف شخص.

اقرأ أيضًا ما لا تعرفه عن الزلزال وما يصاحبه من أضواء زرقاء اللون

هل يمكننا حماية أنفسنا من الزلازل؟

عندما يحدث زلزال قوي، يمكن أن يؤدي إلى تدمير المباني والطرق والتسبب في وقوع إصابات، المشكلة هي أنه من المستحيل التنبؤ بالزلازل، ومن ناحية أخرى، نحن نعرف مناطق العالم الأكثر عرضة لمخاطر الزلازل، وبذلك يكون الحل في تشييد مبانٍ مصممة لمقاومة الزلازل في هذه المناطق.

هذه الإنشاءات الخاصة قادرة على الاهتزاز لامتصاص الرجات الأرضية، فاليابان، على سبيل المثال، هي بطلة الهندسة المعمارية المقاومة للزلازل؛ لأن هذا البلد الآسيوي يتعرض بانتظام لزلازل كبرى، ولكن هذا الحل يبقى ذا فاعلية محدودة لأسباب عدة، فبناء المباني المقاومة مكلف ولهذا تكون هذه المباني الخاصة نادرة بل شبه منعدمة في البلدان الفقيرة على وجه الخصوص،

وعلاوة على ذلك، لا تتمكن حتى هذه المباني من الثبات وتنهار عند حدوث زلزال قوي جدًّا.

كيف نستعد لإمكانية حدوث زلزال؟

من المفيد الاستعداد للتوقي من الزلازل لا سيما للناس الذين يعيشون في مناطق مهددة، إذ يجب أخذ بعض تدابير الحماية:

1- تحديد الأماكن الأكثر أمانًا في المنازل والشقق والمباني عمومًا، وأفضل طريقة للحماية من انهيار السقف هي الاحتماء تحت الجدران الحاملة أو إطارات الأبواب أو الطاولات المستقرة.

2- داخل المباني، يمكن للزلزال أن يسقط الأشياء الثقيلة مثل الرفوف والأثاث وما شابهها، لذلك من المهم تثبيتها على الحائط، ويوصى بعدم تعليق الصور الثقيلة أو الرفوف على الجدران القريبة من الأسرة.

3- في حالات الطوارئ، قد يكون من المفيد معرفة مكان وجود صمامات إغلاق الغاز والكهرباء، إضافة إلى مفتاح الطاقة الرئيس.

4- تذكر أن زلزالًا كبيرًا يمكن أن يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وقد لا تتمكن من تلقي المعلومات من السلطات إلا إذا كان لديك جهاز راديو يعمل بالبطاريات.

اقرأ أيضًا زلزال المغرب.. العوامل المؤثرة في حدوثه

التصرف في حالة وقوع زلزال

1- إذا بدأت الأرض فجأة تهتز تحت قدميك، وعادةً ما يكون ذلك مصحوبًا بصوت هادر، فابحث عن ملجأ على الفور في إحدى المناطق الآمنة التي حددتها.

2- في أثناء الزلزال، لا تتحرك للخارج إلا إذا كانت المنطقة المحيطة غير مهددة بالأشياء المتساقطة، وأن خطر التعرض للإصابة بسبب الزجاج المتطاير مرتفع جدًّا، لذلك، تجنب البقاء بالقرب من النوافذ أو الأبواب الزجاجية في أثناء وقوع الزلزال.

3- أنت تخاطر بحياتك باستخدام السلالم والمصاعد في أثناء وقوع الزلزال.

4- إذا فوجئت بزلزال في الخارج، فلا تبحث عن مأوى في المباني، ولا تبحث عن الاحتماء بالقرب من الواجهات وأعمدة الكهرباء وأعمدة الإنارة أو الأشجار أو الجسور أو مجاري المياه، إذا وجدت نفسك في زقاق في المدينة، فاختبئ تحت إحدى المداخل.

5- يجدر بسائقي السيارات عدم مغادرتها والتوقف على جانب الطريق مع التحقق من عدم اقترابهم أيضًا من الواجهات أو أعمدة الكهرباء وأعمدة الإنارة أو الأشجار أو الجسور أو مجاري المياه.

6- الزلزال لا يحدث بمفرده وفي كثير من الأحيان يكون متبوعًا بارتدادات متواترة، ولذلك ينصح بعدم ترك ملجئك إلا عندما تتوقف الأرض عن الاهتزاز بعض الوقت.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 10:24 ص - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 3:44 م - محمد ايمن عجوة
نوفمبر 22, 2023, 9:53 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 18, 2023, 10:27 ص - محمد ايمن عجوة
نوفمبر 16, 2023, 2:24 م - رانيا رياض مشوح
نوفمبر 15, 2023, 11:18 ص - أيمن صبحي الاصفر
نوفمبر 12, 2023, 9:47 ص - عمرو رمضان محمد
نوفمبر 11, 2023, 7:23 ص - جوَّك علوم
نوفمبر 7, 2023, 9:42 ص - عبدالله وليد
أكتوبر 31, 2023, 2:43 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 29, 2023, 8:49 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أكتوبر 28, 2023, 1:19 م - د . وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
أكتوبر 24, 2023, 7:30 م - جوَّك آداب
أكتوبر 22, 2023, 8:52 م - جوَّك لايف ستايل
أكتوبر 14, 2023, 5:03 م - إيمان يحيى
أكتوبر 9, 2023, 2:48 م - التجاني حمد احمد محمد
أكتوبر 2, 2023, 5:54 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أكتوبر 1, 2023, 12:55 م - محمد مرسي محمد
أكتوبر 1, 2023, 9:42 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
سبتمبر 27, 2023, 7:41 م - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 26, 2023, 6:22 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
سبتمبر 25, 2023, 4:27 م - علاء الدين مرتضى محمد ابوقورة
سبتمبر 25, 2023, 12:25 م - مريم محمد إسماعيل
سبتمبر 24, 2023, 8:27 م - أ. د. محمود سطوحي
سبتمبر 24, 2023, 7:04 م - أسماء خشبة
سبتمبر 23, 2023, 10:50 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 18, 2023, 4:16 م - عمرو سيف
سبتمبر 17, 2023, 8:14 ص - بلال الذنيبات
سبتمبر 9, 2023, 7:24 م - دغموس آية وصال
سبتمبر 9, 2023, 6:57 م - جوَّك لايف ستايل
سبتمبر 9, 2023, 12:52 م - جوَّك لايف ستايل
أغسطس 31, 2023, 6:14 م - سارة كمال سماني
أغسطس 30, 2023, 4:43 م - سعاد عبدالحفيظ أحمدين
أغسطس 27, 2023, 5:47 م - دينا محمود احمد الحامد
أغسطس 26, 2023, 8:01 م - مايا عز العرب عزالدين
أغسطس 26, 2023, 5:15 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 24, 2023, 7:27 م - ميساء محمد ديب وهبة
أغسطس 24, 2023, 5:27 م - سندس إبراهيم أحمد
أغسطس 23, 2023, 8:36 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 23, 2023, 3:44 م - جود معاذ الرفاعي
أغسطس 22, 2023, 3:10 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 20, 2023, 8:58 م - أنس بنشواف
أغسطس 20, 2023, 6:30 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 19, 2023, 5:02 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 19, 2023, 1:13 م - زينب عبد التواب رياض
أغسطس 19, 2023, 12:09 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 17, 2023, 7:47 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 17, 2023, 5:55 م - وائل عبد الجليل صالح محمد الدبيلي
نبذة عن الكاتب