عام 1910م هو تاريخ ميلاد هذا النجم الشهير في قرية أبو كبير إحدى قرى مديرية الشرقية. والده هو سالم بك من أغنياء وأعيان المديرية في ذلك الوقت، حيث كان يمتلك أكثر من 250 فدانًا تُزرع كلها في الصيف بمحصول القطن الذي كان يصدره إلى أوروبا ويكسب منه ملايين الجنيهات.
في عام 1921م قرر الأب سالم بك أن يسافر ابنه أحمد الذي حصل على شهادة التوجيهية إلى إنجلترا لدراسة الهندسة. وبعد أن سافر أحمد سالم قرر أن يدرس الطيران إلى جانب دراسته للهندسة، واشترى طائرة خاصة عام 1931م، وقرر أن يعود بها إلى مصر وهو يقودها بنفسه. وعندما وصل هذا الخبر إلى والده جهَّز له مكانًا خاليًا في القرية للهبوط بالطائرة. وبعد الوصول صورت الصحف الحدث الغريب على مصر في ذلك الوقت، أول مصري يقود طائرة من أوروبا إلى مصر ويهبط بها في محافظة الشرقية.
اقرأ أيضًا: في ذكرى وفاته.. السيرة الفنية لدنجوان السينما المصرية الفنان رشدي أباظة
بعد عودته عمل مهندسًا في مصانع عبود باشا الرجل المشهور في هذا الوقت، وأكبر رجال الصناعة في مصر. وعندما أُنشئت الإذاعة المصرية فكَّر أحمد سالم في العمل بها؛ فهو دائمًا يبحث عن الشهرة والنجومية، فعمل في القسم العربي، وكان أول صوت يخرج للناس في افتتاح الإذاعة ويقول "هنا القاهرة" هو صوت أحمد سالم الذي أُعجب به طلعت حرب وأُعجب بمواهبه وما يمتلكه من ذكاء وطموح وكاريزما، فأسند إليه مهمة إنشاء أستوديو مصر، أول أستوديو في الشرق لإنتاج الأفلام السينمائية.
عمل أحمد سالم مديرًا للاستوديو ومسؤولًا عن الإنتاج، وكان من أهم ما قام به أنه أقنع أم كلثوم أن تمثل فيلمًا سينمائيًّا، واكتشف كثيرًا من النجوم مثل كاميليا فاتنة السينما، وألَّف وأخرج ومثَّل عدة أفلام، حتى أصبح أول دنجوان في تاريخ مصر، والرجل الذي لا ينافسه في هذا اللقب إلا الملك فاروق الملك الشاب الذي جاء من إنجلترا ليحكم مصر وهو في الثامنة عشرة من عمره. وبدأت صداقة بينهما، وكان الاثنان دائمًا يوجدان معًا في المكان نفسه في معظم الحفلات والسهرات.
استقال أحمد سالم في بداية الأربعينيات من العمل في استوديو مصر، وأنشأ هو شركة للإنتاج السينمائي سمَّاها شركة نفرتيتي، أنتجت أفلامًا عدة ناجحة.
تزوج أحمد سالم أكثر من مرة، وكانت أشهر زوجاته المطربة أسمهان التي كانت سببًا من أسباب وفاته. فقد نشبت معركة بين أسمهان وإحدى صديقاتها في حفلة عام 1944م، وبسببها أُطلق طلق ناري من مسدس أصاب صدر أحمد سالم، ونُقل إلى المستشفى وأُنقذ، لكنه ظل يعاني من أثر هذه الإصابة سنوات.
اقرأ أيضًا: معلومات عن الفنان دريد لحام
وفي عام 1949م وهو متزوج من الفنانة مديحة يسري أعلنت الصحف عن وصول جراح عالمي إلى مصر لإجراء جراحات في الصدر والرئة، فكان أحمد سالم من ضمن المرضى الذين أجرى لهم الجراح عملية لإزالة أثر الرصاصة في صدره، ولكن قدر الله أن تفشل الجراحة، ويموت أحمد سالم بعدها عن عمر ناهز 39 عامًا، استطاع في هذا العمر الصغير أن يصنع نجومية وشهرة وتاريخًا لو أراد شخص أن يصنعه فسوف يصنعه في ضعف عمر أحمد سالم، وكان هذا هو السبب في أن يلقب بلقب الساحر؛ لأنه صنع كل هذا التاريخ والنجومية في مدة قليلة وعمر قصير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.