منذ اللحظة الأولى لظهور الذكاء الاصطناعي كان واضحًا أنه سيقلب العالم رأسًا على عقب! وقد توقَّع كثيرون اختفاء بعض الوظائف، ولكن لم يظهر في أي وقت سابق أن خطر الذكاء الاصطناعي قريب ووشيك مثل الآن، فقد تأكد لدى كثير من الناس أن هذه التقنية ستتفوق على البشر وتؤدي مهامهم.
الذكاء الاصطناعي آخذ في الارتفاع، ويحتفي به كثيرون كحلٍّ لمشكلات لا حصر لها، ولكن أيضًا يخشى بعض الناس أن يخسروا وظائفهم التي تعلموها بصعوبة وقد أصبح الذكاء الاصطناعي يمارسها الآن بكل سهولة، فما هو المعيار الذي نستطيع أن نحدد بواسطته إذا كان الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟
في الخمسينيات من القرن الماضي، توقعت الصحف والأفلام بثقة أن الذكاء الاصطناعي «سيكون قادرًا على المشي والتحدث والرؤية والكتابة وإعادة إنتاج نفسه والوعي بوجوده». وفي المدة الأخيرة، حذَّر نجوم العلوم والأعمال، مثل إيلون ماسك، من أن الذكاء الاصطناعي قد يخطط لاستبدال البشر أو تدميرنا.
اقرأ أيضًا الذكاء الاصطناعي لم يظهر فجأة في القرن الحالي.. حقائق مثيرة
الضجيج حول الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا على الإطلاق
ربما لم تكن تعلم أنه قد كان للذكاء الاصطناعي فعلًا حضور كبير في حياتنا سنوات، فقد كان Siri يساعدنا في تعيين التذكير بالمواعيد ويخبرنا بآخر توقعات الطقس في الوقت المناسب.
وبالطريقة نفسها ظهرت روبوتات الدردشة على مواقع الويب لإشراك المستخدمين والإجابة على الأسئلة بسرعة في مكان العمل، وقد طوَّر المبرمجون جميع أنواع البرامج التي تعمل على أتمتة المهام واعتمدوها، من المحاسبة إلى التسويق إلى الموارد البشرية وغيرها، ومؤخرًا، جذبت التطبيقات الجديدة، مثل ChatGPT وMidjourney، الانتباه مجددًا إلى الذكاء الاصطناعي، وبدأت تأخذ عالم الأعمال إلى طريقٍ لا يمكن تحليله أو توقعه.
يُمثِّل الذكاء الاصطناعي فجر عصر جديد، ومثل أي تقنية جديدة، فإن الشركات والقادة والأفراد المساهمين الذين يتبنونه، ويندمجون معه سيكونون الفائزين الكبار، وإذا أردنا فهم سبب تفوقنا على الذكاء الاصطناعي فعلينا العودة إلى البداية:
من بين مليارات الأنواع من الكائنات، فإن السبب الوحيد وراء تفوق الإنسان العاقل أو البشر هو قدرتهم على التفكير، إنها قوة التفكير التي حسَّنت البشرية على مر الزمن، فلم يكن الطريق من العصر الزراعي إلى عصر الذكاء الاصطناعي بهذه السهولة، ولم يكن كافيًا أن تولد على هيئة إنسان لتجاوز هذا الطريق، بل كان بسبب عمل ملايين الأفراد ليلَ نهارَ لتحقيق هذا العمل الفذ!
فهل دق ناقوس الخطر مهنتك بسبب الذكاء الاصطناعي؟ وهل أنت قلق بشأن ذلك؟ هل من الممكن لأداة من صنع البشر أن تُستبدل بهم؟
يحمل المستقبل أشياءً مجهولة حتى أنت لا تستطيع تخيلها، فلكَ أن تسأل شخصًا كبيرًا في السن عن مدى تخيله في صغره لفكرة أن يصبح قادرًا على التواصل مع أقاربه في الخارج بالصوت والصورة بمنتهى السهولة، بالتأكيد سيجيبكَ بأن هذه الفكرة لم تكن لتخطر على بال أحد، وأنك إذا سألت أحدًا حينها عن إمكانية تصوره للمستقبل الذي نعيشه الآن، فسيكون تصوره بعيدًا كل البعد عما وصلنا إليه.
وهذا ما يجعل من المستقبل مصدرًا للرعب لكل التقنيات الموجودة؛ لأن التسارع غير المنطقي للتطور يجعلها عرضة لأن تُمحى خلال سنواتٍ قليلةٍ، وهذا ما قد يحدث مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل، رغم أنه الآن في قمَّة مجده.
وكانت آخر تقنياته الأداة القنبلة «شات جي بي تي»، وتبعتها تقنية BARD بنموٍّ سريعٍ، فقد وصلت خلال 60 يومًا إلى مليون مستخدم!
دعني أخبرك قليلًا عن خدمة BARD التي جاءت منافسة لشات جي بي تي بعد أيام قليلة من إطلاقها، على الرغم من استعدادها والتحضيرات الهائلة فإنها تكبدت خسائر بمبلغ 104 مليارات دولار، والسبب أنها «أجابت على سؤال بطريقة غير صحيحة».
وهذا ما أعاد النقاش الأكثر انتشارًا وهو:
اقرأ أيضًا 5 تطورات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل كُتاب المحتوى؟
إن معظم الناس مخطئون بشأن AI، ولا أجد إجابة أدق من إجابة كنت قد قرأتها في إحدى المنصات: «سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأشخاص الذين يعتقدون أنه سيحل محلهم».
فلن يحل الذكاء الاصطناعي محل كُتاب المحتوى، ولكنه سيحل محل التقليديين منهم!
وسيعرف أفضلهم كيف يستثمر الذكاء الاصطناعي ويستخدمه ليساعده في عمله، لذا تعلَّم جيدًا كيف تستنبط الأفكار من هذه الأداة وكيف تستلهم المحتوى منها.
على سبيل المثال استعِن بأداة «كاتب» وهي أداة عربية تكتب لك مقالًا من 2000 كلمة مصفوفة بجانب بعضها في ثوانٍ، ولكن لا تبحث عن الحس الإبداعي، فأنت مجرد ناشر محتوى، فتوقف عن إلقاء الحجج والتهم على هذه الأداة ولا تُعطِ نفسك تبريرات سخيفة، فصاحب العمل لن يستبدل كاتبًا متمرسًا بأداة تلقي عددًا من الكلمات.
الذكاء الاصطناعي أمر لا مفرَّ منه، بخلاف الأدوات المعقدة التي تحويها شبكات البحث والأقمار الصناعية، ولكن سؤال بسيط:
هل يمكن لروبوت أن يتواصل مع عميلك الغاضب ويرد على استفساره ويُهدئ من رَوْعِه؟ وهل هذا يعني أن نتخلى عن هذه الروبوتات؟ وكيف يمكن استخدامها؟
اقرأ أيضًا شات جي بي تي Chat GPT.. المستقبل المبهم
استخدامات الذكاء الاصطناعي
-
استلهام الأفكار.
-
تحليل الأفكار.
-
البحث عن محتويات نادرة وقليلة الظهور.
-
الحصول على عناوين للموضوعات.
الذكاء الاصطناعي يزيد من إبداعك وإلهامك، ولكنه لا يحل محل البشر.
نستطيع أن نرى الآن أن الآلة يمكنها التفكير واتخاذ القرارات بنفسها، فمثلًا كانت الطابعات سابقًا تطبع الكتب فقط، ولكن الآن يمكن لهذه الآلة تفسير الكتاب.
ومنذ مدة طويلة أيضًا كان الأطباء والمهندسون هم الأكثر طلبًا، ولكن الآن أصبح الخبراء يتوقعون نقص الطلب على هذه التخصصات بسبب الذكاء الاصطناعي!
في الختام الذكاء الاصطناعي هو نعمة ونقمة في الوقت نفسه، ويمكن أن يكون ناقوس الموت لحياتك المهنية أو المحفز لتغيير كبير خاص بك في المستقبل، فقط تذكَّر أن الذكاء الاصطناعي هو مجرد أداة وهي جيدة فقط في حال كان البشر الذين يستخدمونها كذلك.
سبتمبر 3, 2023, 4:43 م
الذكاء الاصطناعي نعمة لمن احسن استخدامه و نقمة لمن يسيء استخدامه
موضوع رائع و مهم ..تحياتي من الحزائر🇩🇿
سبتمبر 4, 2023, 2:21 ص
جاءت هذه الفكرة إليك وحدك. لقد قدمته إلى الموقع، والغريب أنه تم رفضه. ربما يكون من قبيل الصدفة أنه تم كتابته.ربما تلاقي افكار
سبتمبر 10, 2023, 6:27 م
مقال رائع وموضوع مهم
كنت اعتقد في البداية أن الذكاء الصناعي سيؤثر على عمل كتاب المحتوى ولكنني بعد استخدام بعض الأدوات تأكدت ان برامج الذكاء الصناعي الا على الكتابة التقليديين كما ذكرتي في المقال
موضوع مفيد
تحياتي لكي💜
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.