الذكاء الاصطناعي.. من العقل إلى الجسد

لا شك أن الجميع الآن يراقب تلك التقنية الرائعة، ويتابع تطبيقاتها ومجالات استخدامها بكل الوسائل، والجميع الآن إما أن يكون مستخدمًا لتلك التقنية، وإما في طريقه لاستخدامها.

حتى الآن فالذكاء الاصطناعي يقدم كثيرًا من المعلومات والاستشارات والخدمات لكثير من الناس في كثير من المجالات. ولكنه حتى الآن عقل حبيس، لا يستطيع أن يتصل بالعالم الحقيقي إلا بواسطة تطبيق أو واجهة مبرمجة.

فحتى الآن يعد ثورة لمساعدة الناس في كثير من نواحي حياتهم وأنشطتهم، ومهما اكتسب من معرفة وصفات وقدرات، فما زال يحتاج إلى مرحلتين أخريين، فإن بلغهما سيتحول إلى خطر حقيقي على البشرية جميعها.

اقرأ أيضًا: مخاطر الذكاء الاصطناعي في المستقبل

مراحل الخطر

المرحلة الأولى أن يُزرع هذا العقل داخل آلة تستطيع أن تتواصل مع الناس والأشياء على نحو حسي ملموس في العالم الحقيقي. فهذا يُكسبها القدرة على الابتكار والتصنيع لأدوات ملموسة أخرى قد تتحول إلى أسلحة تُفني البشرية أو في الأقل تغيِّر طبيعتها المهيمنة على الأرض.

أما المرحلة الثانية فهي أن يستطيع هذا العقل أن يكتسب على نحو ما طريقة البشر في الحكم على الأمور. فإن الإنسان يتميز عن أي شيء بأنه قادر أن يتخذ قرارات عكس كل المعطيات؛ إما لمعتقدات أخلاقية أو دينية أو عرفية مترسخة داخله.

فالإنسان لا يعتمد على منطق الصواب والخطأ فقط، بل لديه كثير من التعقيدات الفكرية والمرجعيات المختلفة التي تجعله يستطيع بكل سهولة أن يتخذ قرارات بعيدة كل البعد عن المنطق، وهو ما يميزه عن غيره من المخلوقات والأشياء. وهنا قد تتحول النعمة إلى كارثة، وقد يتحول الذكاء الاصطناعي في جسده المادي إلى عدو يتربص بالبشرية كلها بأدوات وابتكارات لا سبيل للبشرية إلى مجاراتها.

وعلى المجتمع العلمي أن يتوخى كل الحذر في خطواته القادمة. فما يحدث من تسابق علمي في هذا المجال يجب تخفيض وتيرته المسرعة، وأن تدرس كل الاحتمالات ولا سيما فيما يخص علوم الروبوتات والإنسان الآلي.

فهل لدى المجتمع العلمي تصور للصورة القاتمة التي قد تحدث نتيجة للتطورات غير المسبوقة لتلك التقنيات والأدوات، وحجم المعرفة الموضوعة داخلها؟! 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة