كان ولا يزال الابتكار جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الإنسان، وكان دائمًا الهدف الأساسي للاختراع هو حفظ الوقت والمال والجهد، فاخترع الإنسان القديم الفؤوس حتى يسهل مهمة قطع الأخشاب.
واخترع الكتابة حتى يدون فيها ما يشاء، فأدى هذا إلى نقلة هائلة في المعرفة البشرية، ووصولًا إلى يومنا الحاضر ظهرت الثورة الزراعية ثم الصناعية في القرن الثامن عشر ثم الثورة التكنولوجية التي نعيشها الآن.
وهي ما أدت إلى ظهور الهواتف النقالة والأجهزة المحمولة وكثير من الأمور التكنولوجية وأهمها الذكاء الاصطناعي الذي تطور لتوفير كثير من الوقت والجهد.
اقرأ أيضًا الذكاء الاصطناعي لم يظهر فجأة في القرن الحالي.. حقائق مثيرة
البداية
بالتحديد في منتصف القرن العشرين أسس عدد من العلماء مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لتطوير منهجية حاسوبية قادرة على محاكاة تفكير الإنسان والاعتماد على علم الأعصاب والرياضيات والإحصاء.
ولكن ما علاقة علم الأعصاب الحيوي في علوم الحاسب والرياضيات؟ في الحقيقة الذكاء الاصطناعي يعتمد بدرجة كبيرة على ما يعرف بالشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks)، وهو علم لمحاولة محاكاة وبرمجة طريقة عمل الخلايا العصبية في دماغ الإنسان بواسطة نماذج رياضية.
اقرأ أيضًا كيف يمكن للطفل استخدام الذكاء الاصطناعي في حياته المدرسية؟
الحاضر
في الوقت الحالي وبعد أن تلقى الذكاء الاصطناعي التمويلات المالية الضخمة من جهات حكومية بغرض التطوير والمنافسة على التقدم العلمي والتكنولوجي.
أصبح الذكاء الاصطناعي أكبر ثورة تقنية في العصر الحديث، فهو بلا شك أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ونستعمله يوميًّا من غير أن نعلم.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر في جميع وسائل التوصل الاجتماعي ويوتيوب يوجد ما يعرف بنظام التوصية (Recommender system)، وهو المسؤول عن اقتراح وإظهار المحتوى الذي من المتوقع أنه يناسب المستخدم.
ومن الأمثلة على الذكاء الاصطناعي التي أثارت انتباه الجميع ظهور ما يسمى شات جي بي تي (ChatGPT)، الذي طورته شركة OpenAI المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، فهو يعمل على ما يسمى التعلم العميق (Deep learning).
وهو يعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية بهدف جعل الآلة تتعلم بنفسها من دون تدخل بشري، بواسطة إتاحة كميات ضخمة من البيانات (Big data) بغرض جعل الآلة تحاكي البيانات التي تحتويها.
اقرأ أيضًا ما هو الذكاء الاصطناعي.. كيف أثر على الحياة وكيف نستفيد منه؟
المستقبل
في وقتنا الحالي يوجد كثير ممن يمول ويستثمر من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي، فالمنافسة شديدة جدًّا بين الحكومات والشركات في محاولة تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي.
بعد ظهور شركة تسلا وسياراتها الذكية ذاتية القيادة، أصبح لا يوجد أي شك أنه في المستقبل سنصل إلى مرحلة الاعتماد الكامل على السيارات ذاتية القيادة دون تدخل بشري، وقس على هذا كثيرًا من الأمور والوظائف اليومية في حياتنا قد تختفي يومًا ما بسبب الذكاء الاصطناعي.
ففي السابق أدى ظهور الآلات الميكانيكية إلى الاستغناء عن البشر في المصانع وخفض كلفة الإنتاج.
في الختام يمكننا أن نقول إن الذكاء الاصطناعي سيكون أساس المستقبل ولا يمكن الاستغناء عنه، فمن منا قبل 60 سنة توقع أننا اليوم لا يمكننا الاستغناء عن الإنترنت أو الحواسيب عمومًا؟
إنها تقنية لم تصل بعد إلى مرحلة الكمال، ويوجد كثير من الفرص المتاحة فيها.
سبتمبر 10, 2023, 9:16 م
اعجبني
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.