الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال متطور يهدف إلى تمكين الأنظمة الحاسوبية من تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًّا، ويعد الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية تعد بإمكانات هائلة لتحقيق التقدم والتحسين في عدد من المجالات، بدءًا من الطب والتصنيع حتى النقل والاتصالات.
إلا أن هذا التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يثير أيضًا عددًا من القضايا الأخلاقية والقلق بشأن الضوابط اللازمة لتطويره وتطبيقه.
قد يهمك أيضًا تقاطع الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. التحديات والحلول
ضوابط تطوير الذكاء الاصطناعي
أولًا
يتطلب فهم واقع الذكاء الاصطناعي التعرف على إمكاناته وتطوراته، ويُبنى الذكاء الاصطناعي على البيانات والخوارزميات وقوة المعالجة الضخمة للحواسيب الحديثة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من التقنيات مثل التعلم الآلي والتعلم العميق وتعلم الآلة المعزز.
وتتيح هذه التقنيات للأنظمة الاصطناعية قدرات فريدة مثل التعرف على الصور والكلام واتخاذ قرارات ذات بصيرة وتفاعل مع البيئة.
ثانيًا
يجب أن نناقش أخلاقيات تطوير الذكاء الاصطناعي وضرورة وجود ضوابط فعالة، ويُعد التطوير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي جانبًا حاسمًا لضمان استخدامه بطرق إيجابية وتجنب الآثار السلبية.
وينبغي تطوير النظم الذكية بطريقة مستدامة وشفافة، إذ تُوضَّح الخوارزميات والمعايير المستخدمة خصوصًا ممن يسهر على تطبيقها ويحدد الضوابط.
ينبغي وجود تعاون بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والشركات التقنية والمجتمع المدني لوضع قواعد وضوابط مناسبة، وقد تتضمن هذه الضوابط تحديد البيانات المسموح بها للاستخدام، وضمان الشفافية في عمليات اتخاذ القرار، والحفاظ على خصوصية المستخدمين، وتجنب التمييز أو التحيز في النظم الذكية.
إضافة إلى ذلك، ينبغي إتاحة آليات للمراقبة والمراجعة المستمرة لتطبيق الضوابط الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي؟
ويمكن أن تشمل هذه المراجعة التقييم الدوري للأنظمة الذكية وتحليل تأثيراتها في البشر والمجتمع، بالإضافة إلى مراقبة استخدامها والتأكد من تحقيق الأهداف المحددة بطرق أخلاقية.
قد يهمك أيضًا 5 تطورات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي
متى يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي شديد الْخَطَر على البشر؟
هذا يعتمد على السياق وطريقة استخدامه، فعلى الرغم من الفوائد الكبيرة المتعددة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي، فإنه توجد بعض المخاطر التي يجب أن نكون حذرين منها.
على سبيل المثال، إذا استُخدم الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية أو غير قانونية، فقد يؤدي إلى تهديد الخصوصية والأمن السيبراني، ثم إن زيادة الاعتماد الكبير عليه قد تؤدي إلى تعطيل المهارات البشرية وفقدان فرص العمل.
من الأمثلة على مخاطر الذكاء الاصطناعي، تقنية التعرف على الوجه والاستخدام غير الأخلاقي للتعرف على الوجوه، إذ يمكن استخدام هذه التقنية في الرصد السري أو التعرف على الأفراد دون موافقتهم، ما ينتهك خصوصيتهم ويعرضهم للاستغلال.
إضافة إلى ذلك، قد يتسبب الذكاء الاصطناعي في ظهور تحيزات نظامية، فعندما تعتمد الأنظمة الذكية على بيانات تاريخية تحتوي على تحيزات ثقافية أو اجتماعية، فإنها قد تتخذ قرارات تفاقم التحيزات القائمة أو تسبب ضررًا غير متعمد لبعض الأفراد، وهذا يعزز الحاجة إلى وجود آليات للتحقق من التحيز وتصحيحه في نظم الذكاء الاصطناعي.
بالطبع، توجد أيضًا تحديات أخلاقية في ما يتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي القائم على التعلم العميق، مثل قدرة النظم على تزوير الوثائق أو إنشاء محتوى مفبرك.
لذا يجب علينا أن نضمن وجود ضوابط صارمة لمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في خداع الناس أو إثارة الفوضى.
عمومًا، يتعين علينا أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا فقط، بل هو أداة تعتمد على القرارات البشرية، أو في الأقل حتى الآن.
لذا، يجب علينا أن نسهر على وجود آليات الرقابة والمراقبة وضوابط الأخلاق، للتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تحقق المصلحة العامة وتعزز العدالة والأخلاق في المجتمع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.