الذاكرة هي ذلك الجزء الذي يحتلّ منطقة من دماغنا..
وهي المكان الذي يحفظ جميع الذكريات من صور، ومشاهد، ومناسبات تكبُر معنا ونكبُر معها..
تتميّز ذاكرة كلّ واحدٍ منّا بمجموعة من الخصائص والمميّزات، والتي قد تسمع عنها لأول مرّة في حياتك..
فهل سمعت من قبل أن ذاكرة الإنسان تبدأ بالعمل ابتداءً من الأسبوع العشرين من الحمل؟!!
هذا يعني أن ذاكرتك كانت تعمل قبل ولادتك!
إضافة إلى هذا، تتمتَّع ذاكرة الإنسان بسعة تخزين قد تصل إلى حوالي عشرين إلى مئة ألف كلمة.. تخيّل!
يعتبر النوم أمراً مهماً جداً للذاكرة، ويتعلّق الأمر بمرض الزهايمر والسكريات..
قد يهمك: الألزهايمر وكل شيء تودون معرفته عنه
حيث إن الاستهلاك الكبير للسكريات قبل النوم وأيضاً قد يصاحب ذلك النوم لساعات غير كافية، يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أي فقدان الذاكرة، حيث إن هذا الأخير يحدث مع التقدم في العمر؛ لأن الإنسان في سن الشيخوخة يستخدم عقله بصورة أقل..
كيف أكتسب ذاكرة فولاذية طويلة المدى؟
تنقسم الذاكرة إلى نوعين، منها الذاكرة قصيرة المدى ويمكنها الاحتفاظ بالمعلومات من عشرين إلى ثلاثين ثانية..
والأخرى طويلة المدى وهي الذاكرة التي تستخدم لحظ الأسماء وذكريات السنين..
وللتمتُّع بذاكرة قوية وطويلة المدى سأقدّم لك هذه النصائح ستساعدك كثيراً في تقوية ذاكرتك:
1. الفيتامينات: من بين الفيتامينات التي تساعد على تقوية الذاكرة، الفيتامين’’ب12’’ والفيتامين’’ه’’ و’’د 3’’ إضافة إلى الحمض الذهني المسمى أوميجا 3 وطبعا تناولها يكون وفق إرشادات طبية.
اقرأ من هنا: 5 فيتامينات للشعر لا غنى عنها
2. أغذية تقوي الذاكرة: تتمثل في الأسماك واللحوم، إضافة إلى الفواكه، والمكسرات، والزنجبيل، القرنفل، الزبيب، السبانخ، وعشبة الجينغو بيلوبا، وهذه الأخيرة تستعمل بحذر وفق استشارة طبية.
3. النوم الكافي: وتكون مدة النوم الطبيعي عند الإنسان لا تقل عن 7 ساعات في اليوم، ولا تزيد عن 10 ساعات في اليوم أي تكون من 7 إلى 9 ساعات في اليوم.
4. تدريب الذاكرة على الحفظ.
5. تدريب العقل: وذلك من خلال ممارسة ألعاب الذاكرة وسرعة البديهة التي تتوفر على مختلف الأجهزة كما يمكنك ممارسة ألعاب في البيت مع العائلة أو الأطفال.
الآن سأسرد لكم قصّتي مع ضعف الذاكرة، والتي سأتحدث فيها عن أهم نقطة ستساهم بشكل كبير جدا في تنمية ذاكرتك غير النقاط التي ذكرناها سابقاً..
الذاكرة البصرية
تحولت من شخص لا يحتفظ بكلمة لمدّة أسبوع واحد. إلى شخص يحتفظ بكلمات في ذاكرته لسنوات وسنوات..
دخلت كلية الصيدلة منذ ست سنوات، وقد كانت جلّ الدروس تحتاج إلى حفظ معمق جداً، وقد كانت أكبر مشاكلي هي الحفظ خصوصاً، حفظ الفقرات، الأرقام، الأسماء.. الخ..
كانت ذاكرتي ضعيفة جدا، ولا تحتفظ بالمعلومات لمدة طويلة، وهذه أكبر مشكلة واجهتني في الجامعة..
لكن على الإنسان ألا يتوقف عند أول عقبة تواجهه بل يجب المقاومة ومواجهة الظروف والتأقلم معها..
لم تنفع معي أي طريقة للحفظ، فكنت أستهلك أسبوعاً كاملاً لحفظ درس يتكون من 4 صفحات، هذا لا يعقل، دروس متراكمة على بعضها، اختبارات، أعمال تطبيقية،...
كانت الذاكرة الضعيفة تقف كعقبة أمامي، تلك الضغوطات دفعتني للخروج من قوقعة رهاب الحفظ وضعف الذاكرة ابتكرت طريقة خاصة بي مكنتني من تسهيل الحفظ..
اقرأ من هنا: طرق التعامل مع الضغوطات النفسية
وأيضا الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، وتعتمد الطريقة على الذاكرة البصرية بشكل كبير وتنقسم إلى ثلاث مراحل:
1. أفهم.
2. أحفظ سريعاً بالألوان.
3. أحفظ بعمق الفقرات.
4. ترسيخ المعلومات.
هذه الطريقة في الحفظ تعتمد على تلوين الكلمات المميزة والفقرات والعناوين بألوان مختلفة وهي مرحلة "أفهم"..
حيث أقوم بقراءة الدرس لغرض فهمه، وأقوم بتلوين جميع الفقرات كل فقرة وعنوان بلون مختلف حسب مزاجي..
ثم تأتي مرحلة الحفظ السريع، وفيها أقوم بحفظ الكلمات مع ألوانها ومكانها في النص وأيضا العنوان الذي تتركز أسفله..
وستساعدك الألوان بشكل كبير جدا في هذه المرحلة، وستسهل عليك المرحلة الثالثة وهي "احفظ بعمق الفقرات" عندما تصل لهذا المستوى، فقد قمت بفهم الدرس وحفظ جميع الكلمات في الدرس وفق ألوانها ومكانها..
والآن سهل جدا أن تحفظ الدرس كما هو بشكل أعمق وتركيز أكبر؛ ومن ثم آخر مرحلة وهي "ترسيخ المعلومات"...
عقلك الآن يحتفظ بجميع الكلمات ومكانها في النص وعنوان النص وموضوع النص..
بوصولك لهذه المرحلة سيكون عقلك قد رسم صورة للدرس في ذاكرتك والصور تبقى في الذاكرة لمدة أطول من الجمل والكلمات..
فستجد نفسك تشرح الدرس لنفسك بكل سهولة وبشكل عجيب!
والآن بعد ما لخّصت معك تجربتي ما رأيك بتجربتها؟!
أتمنى أن تفيد، ولو شخصا واحدا للخروج من المشكلة التي تواجهه..
وفي الأخير أودّ أن أقول، الذاكرة كنزٌ ثمين يحفظ لنا كل الذكريات الجميلة فلا بدّ من الحفاظ عليها.
قد يهمّك أيضاً: عادات بسيطة تساعد على تقوية القلب
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.