الدولة الأموية في الأندلس

يغيب عن كثير من المتابعين لتاريخ الخلافة الإسلامية كثير من الأحداث والمعلومات المرتبطة بقيام الدولة الأموية في الأندلس التي كانت بعيدة عن مركز الخلافة العباسية والدول المستقلة التي قامت بعد ذلك.

لذا فإننا في هذا المقال نقدم مجموعة من المعلومات المهمة والمفيدة لتوضيح الصورة الخاصة بقيام الدولة الأموية في الأندلس وأهم أمرائها وكذلك أسباب سقوطها في النهاية.

اقرأ أيضاً معلومات عن خلفاء بني أمية

تأسيس الدولة الأموية في الأندلس

- الأندلس هي شبه الجزيرة الأيبيرية التي فتحها المسلمون عام 92 هجرية عن طريق طارق بن زياد الذي هزم ملك القوط رودريك في معركة وادي لكة بجيش معظمه من البربر.

- استمرت الأندلس تحت حكم الدولة الأموية التي كان مقرها في دمشق نحو 40 عامًا، وبعد سقوط الدولة الأموية استطاع عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك -الذي كان معروفًا في ذلك الوقت باسم صقر قريش- الفرار من الدولة العباسية إلى بلاد الأندلس، حيث أسس خلافة جديدة مستقلة عن الدولة العباسية عرفت بالدولة الأموية في الأندلس.

- خاض عبد الرحمن بن معاوية المعروف بعبد الرحمن الداخل عددًا من المعارك في الأندلس حتى يستطيع توحيدها ونقلها من نظام الحكم القبلي إلى نظام حكم الدولة، عن طريق إطاحته بزعماء القبائل ومن ثم تنظيم شؤون البلاد وإرساء دعائم الدولة الأموية في الأندلس.

اقرأ أيضاً ماذا تعرف عن تاريخ الدولة الأموية؟

سمات الدولة الأموية في الأندلس

- كانت عاصمة الدولة الأموية في الأندلس هي مدينة قرطبة، وكان الأمراء الأمويون يعتمدون على توريث الخلافة ويحتجبون عن الناس رغم حكمهم العادل وإعطاء الحقوق للجميع ومعاملة غير المسلمين معاملة طيبة في معظم مراحل الدولة الأموية الأندلس.

- تميزت الدولة الأموية في الأندلس أيضًا بالنشاط العمراني والتجاري والثقافي الكبير الذي يظهر حاليًّا في الآثار الإسلامية في الأندلس، إضافة إلى النهضة التعليمية التي استهدفت تعليم عامة الشعب القراءة والكتابة والعلوم المختلفة، وهو ما لم يكن متاحًا في أوروبا في ذلك الوقت.

- كان قيام الدولة الأموية في الأندلس أيضًا سببًا في حدوث ثورة اجتماعية في البلاد، وقضى على مراكز القوة التي أسسها الحكم القوطي على مدار قرون من الظلم والسلب والنهب وامتلاك الثروات في يد الزعماء والحكام وطبقة النبلاء، وهو ما انعكس بدوره على مشاركة طبقة العامة في نهضة الدولة بواسطة ترحيبهم بكل أنشطة ومخططات الدولة الأموية الثقافية والتعليمية والتجارية.

اقرأ أيضاً مقتل الخليفة مروان بن محمد الأموي

أمراء الدولة الأموية في الأندلس

كان في الأندلس 19 أميرًا وخليفة تولوا حكم الدولة الأموية في الأندلس وهم:

 الأمراء

  • عبد الرحمن الداخل.
  • هشام بن عبد الرحمن الداخل.
  • الحكم بن هشام.
  • محمد بن عبد الرحمن الأوسط.
  • المنذر بن محمد.
  • عبد الله بن محمد.
  • عبد الرحمن الناصر لدين الله.

الخلفاء

  • عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي أعلن نفسه أول خلفاء الدولة الأموية في الأندلس، بعد أن كان كل حكام الدولة الأموية في الأندلس يكتفون بلقب الأمير.
  • الحكم المستنصر بالله.
  • هشام المؤيد بالله.
  • محمد المهدي بالله.
  • سليمان المستعين بالله.
  • هشام المؤيد بالله إذ أُعيد تنصيبه مرة أخرى.
  • سليمان المستعين بالله إذ أُعيد تنصيبه مرة أخرى أيضًا.
  • عبد الرحمن المرتضي بالله.
  • عبد الرحمن بن هشام المستظهر بالله.
  • محمد المستكفي.
  • هشام بن محمد المعتد بالله.

أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس

- انتشار الترف والبذخ

كان الانهيار الذي حدث في نهاية عصر الدولة الأموية في الأندلس انهيارًا في بناء القيم التي قامت عليها الدولة الإسلامية في الأساس، إذ اتجه حكام الدولة الأموية في الأندلس بدءًا من عصر عبد الرحمن الناصر إلى البذخ والترف وكثرة الإنفاق والانشغال بأمور جانبية، وهو ما تجلى في بناء قصر الزهراء الذي عده الجميع إحدى أعاجيب الزمان في ذلك الوقت، نظرًا لاتساع حجمه واستخدام الذهب والفضة في سقوفه وجدرانه.

- إسناد المسؤولية لغير أهلها

أحد الأمور التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية في الأندلس هو إسناد المسؤولية إلى أشخاص لا يتمتعون بالكفاءة والقدرة على إدارة شؤون البلاد، إذ كان الأمويين في الأندلس يلجؤون إلى أهل الثقة وليس إلى أهل الكفاءة، كما حدث كثيرًا أن تولى الأطفال مسؤوليات كبيرة مثلما حدث مع الحكم ابن عبد الرحمن الناصر الذي أشرك ابنه في أمور البلاد وهو ما زال طفلًا لم يتجاوز 13 عامًا.

- المشكلات والمظالم

بدأت تزيد وتيرة المظالم والمشكلات العامة بين طبقات الشعب المختلفة في أواخر عصر الدولة الأموية في الأندلس، وهو ما صاحبه تجاهل كبير من حكام البلاد، إذ كان يحتاج الأمر إلى إعادة صياغة القوانين وتنظيم شؤون الناس ورد المظالم إلى أهلها مثلما كان يحدث في عصر عبد الرحمن الداخل وما بعده، وهو ما عجل بانتهاء الدولة وقيام الطوائف وتولي الحكم من قبل بني الأحمر بعد ذلك.

وفي الأخير، فإن المعرفة بالتاريخ تحتاج إلى قراءات متنوعة ومعلومات من مصادر مختلفة حتى تكتمل وتتضح الصورة بدرجة أفضل، ورغم أننا حاولنا تبسيط المشهد وتوضيحه في ما يخص الدولة الأموية في الأندلس فإننا ندعوك لمزيد من البحث والمعرفة، حيث المتعة الخفية التي يولدها التاريخ وأحداثه المتتابعة.

كما ندعوك لمشاركتنا رأيك في التعليقات ومقترحاتك عن مواضيع أخرى ترغب في قراءتها على جوك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة