في فبراير 2024، أنشأت المملكة العربية السعودية شركة "آلات"، وهي شركة تكنولوجيا متقدمة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.
ويعتزم صناع السياسات السعوديون استثمار ما يقرب من 100 مليار دولار فيها بحلول عام 2030، مع التركيز على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والحد من الانبعاثات، والروبوتات، والمدن الذكية.
قد يهمك أيضًا مشاريع صغيرة ناجحة للشباب في السعودية..أنشط 12 قطاع
توسع في الاستثمارات
تمثل شركة "آلات"، وعلى نطاق أوسع، عملية انتقال المملكة بعيدًا عن كونها اقتصادًا قائمًا على النفط فقط، ومن شأنه أن يؤثر في السياسة الخارجية والداخلية للمملكة العربية السعودية تأثيرًا كبيرًا.
وسوف يؤدي ذلك إلى تكثيف المنافسة في منطقة الخليج لجذب الاستثمارات من الصين والولايات المتحدة وغيرها من القوى التكنولوجية العظمى.
إضافة إلى ذلك، سوف يعزز القدرات التكنولوجية للبلاد، على الرغم من الشكوك في النمو على المدى الطويل بسبب استمرار بروز الحكومة السعودية على نحو كبير في هذا القطاع.
قد يهمك أيضًا أهم موارد تستوردها السعودية من الخارج
آلات وجهود الابتكار في المملكة العربية السعودية
عندما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنشاء شركة "آلات" في فبراير 2024، أكد الدور الحيوي الذي ستؤديه هذه المنظمة في التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية.
وتتوقع التقديرات السعودية أن توفر هذه الشركة 39 ألف وظيفة مباشرة وستسهم بنحو 9.3 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بحلول عام 2030. ستجمع وحدة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في شركة "آلات" بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الصناعة الأخرى، بما في ذلك الروبوتات والبيانات الضخمة والأتمتة.
وعلى الرغم من كونها لاعبًا جديدًا، فقد وقعت شركة Alat فعلًا اتفاقيات مع عمالقة الصناعة مثل Softbank وDahua Technology. وتخطط Alat وSoftBank لبناء "مصنع منارة"، وهي منشأة جديدة تعتمد على الصناعة لتحسين كفاءة الإنتاج والمرونة وقابلية التوسع.
وفي شراكة مع Dahua Technology تعهدت Alat باستثمار 200 مليون دولار لإنتاج نظام مراقبة قائم على الذكاء الاصطناعي.
تعد مدينة العلا عنصرًا أساسيًا في رؤية السعودية 2030، وهي مبادرة مدعومة من الحكومة تهدف إلى تحويل البلاد من دولة ريعية إلى مركز ابتكار في التقنيات المستقبلية.
تسير مدينة العلا على المسار نفسه الذي سلكه المشروع الذي أُعلن عنه في عام 2022 الذي يُسمى "نيوم"، وهي منطقة اقتصادية خاصة تبلغ قيمتها نحو 500 مليار دولار أمريكي، وتحتوي مدينة عمودية مستقبلية تسمى "ذا لاين" وهو المشروع الذي تم تقليصه مؤخرًا بسبب المخاوف المالية.
قد يهمك أيضًا محمد بن سلمان.. ولي العهد الشاب المذهل الذي يقود السعودية نحو المجد
التداعيات السياسية لـ "آلات" سواء في الداخل أو الخارج
وفي الشرق الأوسط وخاصة الخليج، تتنافس المملكة العربية السعودية على جذب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
والمنافسون الإقليميون الرئيسون هم الإمارات العربية المتحدة وقطر. وفي هذا الصدد، حسَّنت المملكة العربية السعودية أداءها، فقد احتلت المرتبة الثالثة في مؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2024 للاقتصادات الناشئة الذي يتنبأ بالأسواق التي من المرجح أن تجتذب مزيدًا من الاستثمار.
وسيؤثر إنشاء شركة "آلات" على السياسة الخارجية للمملكة. فقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة "آلات"، أميت ميدا، لوكالة بلومبرج مؤخرًا أن الشركة ستسحب استثماراتها من الصين إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك.
وتدقق الولايات المتحدة في علاقات الصين بالشرق الأوسط على نحو متزايد؛ بسبب مخاوف من أن دولًا مثل المملكة العربية السعودية قد توفر قنوات لبكين للوصول إلى التكنولوجيا التي يُحظر عليها شراؤها.
وفي العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة طلبًا مماثلًا لشركة "جي 42"، وهي شركة ذكاء اصطناعي مقرها أبو ظبي، ثم سهلت استثمارًا بنحو 1.5 مليار دولار من شركة مايكروسوفت.
إن تصريح أميت ميدا له أهمية أكبر في وقت يُعتقد فيه أن بصمة بكين في المنطقة آخذة في النمو.
ففي العام الماضي، توسطت الصين في اتفاق تاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهما دولتان معاديتان.
ورحَّب معظم المراقبين الدوليين بهذا الاتفاق بكونه نجاحًا. ومع ذلك، لا يزال التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج هو السائد.
وقد انخفض اهتمام دول الخليج بالاستثمار في السوق الصينية، مع تباطؤ اقتصاد الصين وزيادة سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على الاقتصاد المحلي.
قد يهمك أيضًا رؤية السعودية 2030 تتكشف بمشروعات عملاقة
المال والطاقة والمبادرات التي تقودها الحكومة
وفي خطوة أخرى نحو تنويع الاقتصاد السعودي، يجلب التقدم التكنولوجي الضوء والظلال. فمن ناحية، تتمتع المملكة بثروة من مصدرين -الطاقة والمال- وهما أمران حاسمان لهذه الأغراض.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه مع إنشاء شركة "آلات"، أصبحت المملكة العربية السعودية أكبر مستثمر على مستوى العالم في قطاع الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، ترتفع أسعار النفط إلى أكثر من 90 دولارًا للبرميل.
من ناحية أخرى، تأتي الموارد المستثمرة في شركة "آلات" والشركات المماثلة من عائدات النفط والغاز التي تدرها الحكومة السعودية.
وعلى الرغم من جهود رؤية 2030، بلغت حصة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي في المملكة العربية السعودية 41% في عام 2022، وقد زادت في السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال أقل من حصة المنافسين الآخرين.
وقد يقوض هذا العنصر التنمية الطويلة الأجل لهذه التقنيات الجديدة؛ لأن القطاع الخاص أكثر فاعلية في تخصيص الموارد، واتخاذ القرارات الاقتصادية القائمة على السوق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.