الدواء والترياق؛ أولى خطوات العلاج من عقار الحب (حلول ومقترحات)

بعد أن استعرضنا في المقال السابق أضرار عقار الحب، وكيف يؤثر في توازن المرأة، ويستنزف طاقتها وقوتها، كان يجب علينا أن نأتي بالعلاج من هذا العقار السام المسمى بعقار الحب.

وكما نعلم لكل مرض دواء وترياق، لهذا تابعي معي عزيزتي الخطوات الواضحة والمحددة للتحرر من هذا العقار السام.

اقرأ أيضًا "عقار الحب".. خواطر وجدانية

الخطوة الأولى

إذا أردت أن تتقن النسيان عليك بهدم أبراج المراقبة

تتلخص الخطوة الأولى في تلك العبارة، وتعني أنه يجب عليك أن تهدمي كل وسائل مراقبة هذا الشخص الفاسد سواء كانت مراقبة إلكترونية، أم مراقبة شخصية.

تجنبي وجود هذا الشخص، لا تراقبي حياته ولا تفاصيل يومه، حتى تستطيعي الشفاء سريعًا أغلقي كل أبواب المراقبة، وإن لم تستطيعي ضبط النفس يجب عليك حظر كل ما يتعلق به من حسابات أو أشخاص مشتركين.

اقرأ أيضًا أنواع الحب عند الإغريق.. تعرف عليهم الآن

الخطوة الثانية

تأتي تلك الخطوة بمسح كل الذكريات التي تجمعكم ومسح أي شيء يذكرك به، أعلم أن تلك الخطوة قد تكون صعبة عليك في بداية الأمر، لكنها مثل زجاجة العطر التي تنكسر، تفوح رائحة تكون قوية جدًّا، لكن فجأة تتلاشى رائحة الذكريات تدريجيًا حتى تختفي تمامًا.

اقرأ أيضًا ذكريات كتاب وحديث عن الحبّ بكل معانيه وأضداده

الخطوة الثالثة

المحاكمة، نعم لا تتعجبي عزيزتي، فهذه الخطوة هي أهم خطوة في العلاج، لكن كيف يحدث هذا؟

اجلبي ورقة بيضاء، واكتبي بها اسم الشخص المذنب في الخانة الأولى، واكتبي في الخانة الثانية ماذا فعل بك، فعلى سبيل المثال: إذا كان هذا الشخص خانكِ وكسر ثقتكِ وتخلى عنكِ وهكذا، وفي الخانة الثالثة اكتبي العقوبة التي تريدين تطبيقها عليه مهما كانت العقوبة ولو كانت الإعدام.

اتركي العنان لمخيلتك في سرد العقوبة، وبعد أن تفرغي كل ما لديك في الورقة البيضاء أحرقي الورقة بكل ما فيها، كأن بحرق الورقة نفذت حكمك عليه.

وبعد أن تنتهي من كل الخطوات السابقة تأتي الخطوة الرابعة التي سوف أشرحها لك بطريقة سهلة ومبسطة.

اقرأ أيضًا دردشة رومانسية في الحب على أساس علمي

الخطوة الرابعة

أحيانًا يشعر الشخص المتعلق بمشاعر ضغط كأن عقله يضغط عليه، ويؤثر في تصرفاته، ويذكره دائمًا بالشخص الذي كان جزءًا كبيرًا في حياته، حينها تظن الفتاة أن ما يحدث معها كان بسبب الحب، وأنها لا تستطيع التخلي عن هذا الحب الزائف.

وهذه ليست الحقيقة، بل إن عقلكِ الباطن يتآمر عليكِ؛ لأنه ببساطة عقلكِ الباطن لا يفهم الأمور كما تدركينها أنتِ، دعيني أشرح لك كيف تسير الأمور.

في البداية عندما كنتِ مع هذا الشخص دائمًا كان عقلكِ الباطن يسجل كل شيء حتى أصبح لديه فكرة عن هذا الشخص، وهي أنه شخص مهم جدًّا في ذاكرتكِ.

لذلك عندما تقررين التخلي عن تلك العلاقة السامة مع هذا الشخص، عقلك الباطن لن يتخلى بسهولة عن شيء سبق أن وضعه في مكانة مهمة داخلكِ؛ لهذا يقاومكِ عقلكِ الباطن بكل قوته؛ ليثبت لك أن هذا الشخص مهم، ولا يمكنكِ أبدًا التخلي عن علاقتكِ معه.

لأن العقل الباطن يعد كل هذا جزءًا منه شخصيًا وفقده يشعر بالخلل والاضطراب كلما حاولت نسيان هذا الشخص؛ لهذا أنا لدي الحل، سوف نتحايل على عقلك الباطن ونخدعه، لكن كيف؟

سوف نقنعه أن هذا الشخص غير مهم، لكنه إقناع باحترافية وخفية حتى لا يشعر عقلك الباطن بالخدعة، وذلك يحدث بتحقير وجود الشخص تحقيرًا عفويًا، سوف أعطيك مثالًا:

أنتِ الآن جالسة في غرفتك أو في أي مكان، وعقلك الباطن بدأ يضغط عليك ليذكرك بالشخص السام، وبدأ بحديثه، وهو يقول لكِ هل تتذكرين عندما كان هذا الشخص إلخ...

توقفي حينها، ولا تعطي عقلكِ الباطن مساحة لإكمال الحديث، بمعنى عندما يتحدث عن الشخص السام اقطعي حبل أفكاركِ سريعًا، ولا تسترسلين في الحديث معه.

ثم بدلي الفكرة التي طرحها عقلك الباطن بخصوص الرجل السام بفكرة أخرى كأن يقول لك هل تتذكرين عندما كان، وما عليكِ إلا قطع الفكرة، والتفكير بفكرة بديلة؛ أي قول فكرة بعيدة عن الشخص السام، مثل: أريد الذهاب إلى التسوق، أريد تغيير لون غرفتي، أريد الذهاب إلى الجامعة، سوف ألتقي بأصدقائي، سوف أعد العشاء أو الغداء، أي شيء يأتي على خاطركِ وكأنك منشغلة بهذا بدلًا من ذلك.

قولي هذا ولو بصوت مسموع، ولو لم تنفذي ما تقولينه، الأهم أنك قطعت الفكرة الأصلية المتعلقة بالشخص السام وبدلتها بفكرة أخرى عن شيء آخر، ومع تكرار العملية كلما حدثك عقلك الباطن عن أي شيء يخص هذا الشخص السام تكررين الطريقة نفسها.

وفجأة بعد مدة من الوقت سوف تشعرين أن قوة الضغط عليك أصبحت أضعف ثم أضعف حتى تشعري أن عقلكِ الباطن لم يعد يتحدث عن هذا الشخص السام مجددًا بالقوة والتأثير نفسهما، حينها يكون ما وصل إلى عقلكِ الباطن أن هذا الشخص أصبح ليس بالمكانة المهمة التي كان يظنها؛ لأنك تبدلين بأفكار أخرى الأفكار عنه، كأنك تتجاهلينه ليس من أجل المقاومة، بل لعدم أهميته.

اقرأ أيضًا ما هو الحب وما تأثيره على نفسية الفرد وكيفية التعبير عنه

الخطوة الخامسة

هي خطوة مهمة جدًّا، ويمكنكِ استخدامها في الخطوات السابقة أو معها، وهي خطوة متعلقة بأن تشغلي عقلكِ بأشياء نافعة ومهمة؛ مثل الصلاة والقرب من الله -عز وجل- ومعها ممارسة الرياضة ولو كانت رياضة المشي.

هذه الخطوة سوف تمنحكِ القوة التي تعزز مناعتك ومقاومتك ضد هذا العقار السام المسمى بالحب الزائف، وبهذا تبلغين رحلة الشفاء وتتعافين بإذن الله.

لكن تذكري يا عزيزتي أن الشفاء الحقيقي يكمن في قوتك وقدرتك على تحطيم هذه السموم، وتطهير قلبك وعقلك منها، حرري نفسك من سُم عقار الحب المزيف، ولا تعودي أبدًا إلى إدمان هذا العقار، واعلمي جيدًا «أن الترياق الحقيقي هو أنتِ». 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة