الدكتور عبد الرحمن عزام أول أمين لجامعة الدول العربية جيفارا العرب

لقد سبق الدكتور عبد الرحمن عزام أوروبا بفكرة الجامعة العربية بنحو 14 سنة فلك أن تتخيل أن ملايين يعيشون يجمعهم لغة واحدة ومصير واحد ولا يكونون متحدين للدفاع عن مصالحهم حتى لا يكونوا لعبة في يد الأمم.

إن فكرة إنشاء جامعة الدول العربية قبل الاتحاد الأوروبي ب14 سنة فكرة مبتكرة تدل على فكر عالي وسابق للعصر من الدكتور عزام، وبغض النظر عن عدم تحقيق وحدة قوية بين الدول العربية حتى الآن نتيجة عوامل كثيرة من أبرزها الفساد؛ فإنها خطوة مهمة على طريق الوحدة والتقريب بين الشعوب الذين يتكلمون بلغة الضاد وبلغ عدد السكان للوطن العربي حتى يومنا أكثر من 430 مليون نسمة بعكس الاتحاد الأوروبي الذي يتكلم لغات عدة.

تعالوا إذن نتعرف على حياة رائد الجامعة العربية وصاحب فكرة الإنشاء، أول أمين عام لجامعة الدول العربية وصاحب فكرة إنشائها؛ أطلق عليه جيفارا العرب نظرًا لمشاركته في حروب كثيره.

الميلاد

ولد الدكتور عبد الرحمن عزام في قرية الشوبك الغربي في محافظة الجيزة 8 مارس 1893 م.

الدراسة

درس في كلية سان توماس أكبر كليات الطب في إنجلترا، وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى رجع إلى مصر، ولم يستطع السفر إلى إنجلترا مرة أخرى فأكمل دراسته في القصر العيني أكبر مدارس الطب في الشرق الأوسط.

لقب جيفارا العرب

حارب مع تركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم سافر إلى ليبيا ليشارك في القتال ضد الإيطاليين، فأصبح مستشار الجمهورية الطرابلسية؛ أسس القوات المرابطة وقادها إلى أن أصبح وزير للخارجية المصرية.

كان عبد الرحمن حسن عزام منذ بداية عمله السياسي مهتمًا بفلسطين، ففي المدة التي عمل فيها صحفيًّا كتب بعض المقالات في العشرينيات يتحدث فيها عن قضية فلسطين، وشارك في المؤتمر الإسلامي بالقدس عام 1931م، وأسهم في أعمال المؤتمر إسهامًا متميزًا وهاجم الاحتلال البريطاني، ما أدى إلى القبض عليه وترحيله من فلسطين إلى الحدود المصرية، وكانت هذه المشاركة أول مشاركة رسمية له لمناقشة قضايا فلسطين وأطماع بريطانيا وحلائلها في فلسطين.

وقد دعا عزام قبل إنشاء الجامعة العربية وقبل الحرب العالمية الثانية مصر إلى إنشاء قوات مسلحة شعبية، وأقنع بذلك علي باشا ماهر عندما كان رئيسًا للوزارة وأنشئت هذه القوات تحت اسم الجيش المرابط، والمصريون الذين عاصروا إنشاء هذا الجيش يعرفون كيف خافت بريطانيا من هذا الاتجاه الذي يلحق الضرر بهم، وكيف سعوا إلى إلغائه حتى نجحوا في إقالة علي ماهر وإخراج عبد الرحمن عزام من وزارة ماهر واضطهاده شخصيًّا في أقسى وقت مر في حياته.

فكرة إنشاء جامعة الدول العربية

بدأت علاقة عبد الرحمن عزام بالجامعة العربية قبل إنشائها عام1945 م؛ قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية من حديث دار في مكتب أسعد داغر بدار صحيفة الأهرام، وكان في مجلسه عدد من أصدقائه السوريين والفلسطينيين، وكان حديثًا عن مصير فلسطين بعد انتهاء الحرب بانتصار الإنجليز، وما سيفعله العرب بعد هزيمة ألمانيا، فقال إسحاق درويش أحد قادة الهيئة العربية العليا لفلسطين إن عبد الرحمن عزام يدعو لفكرة جريئة سيكون لها دور كبير في قضية فلسطين، فكرة إنشاء اتحاد عربي يضم جميع الشعوب العربية، ومن بينها شعب فلسطين ودولة فلسطين، وأنه قدم مذكرة بذلك لعدد من ساسة الدول العربية وخاصة المصريين، وكان واضحًا من حديثه أنه إذا وافقت مصر على المشروع فإنه سينجح.

وفعلًا تحمست الحكومة المصرية الوفدية برئاسة الزعيم مصطفى النحاس باشا في ذلك الوقت للفكرة، وأُنشئ الاتحاد باسم الجامعة العربية (قبل أن تنشأ الجامعة) وصاحب الفكرة هو عبد الرحمن عزام، ولهذا السبب قد اختارته الدول العربية فيما بعد أول أمين عام لها بالإجماع.

وفي 22 مارس 1945 اختير أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية الوليدة، وعقدت الجامعة في عهده قمتها الأولى (قمة أنشاص) في محافظة المنوفية الآن في مصر؛ تبنى في أثناء مدة أمانته قضية حرية واستقلال إندونيسيا، ودعا إلى استقلالها وطرح الأمر أمام مجلس جامعة الدول العربية، وكانت الجامعة أول منظمة دولية تعترف باستقلالها.

النياشين والأوسمة

منحته حكومة الدولة العثمانية قبل انتهائها في 1923م النيشان العثماني المجيدي والهلال الحديدي، وبعد انتهاء عمله في جامعة الدول العربية عمل مستشارًا لدى دولة السعودية، وتقلد أرفع الأوسمة من حكومات الدول العربية العراق وسوريا ولبنان والأردن، وكذلك من حكومات أفغانستان وإيران وتركيا ودولة الفاتيكان.

استقال من الجامعة العربية عام 1952 بعد أن تم انتخابه بالإجماع ثلاث مرات. وعمل بعد ذلك في السعودية مستشارًا للملكة حتى عام 1974م.

ولقد وصل عدد أعضاء الجامعة العربية اليوم 22 دولة وعقدت أول قمة عربية عام 1964 بمقرها بالقاهرة، وقرارات الجامعة تكون بالإجماع لتنفذها الأمانة العامة لمجلس الجامعة؛ وتمر هذه السنة 75 عامًا على إنشائها.

كتب ومؤلفات

أصدر كتبًا من بينها (بطل الأبطال عن صفات النبي محمد صلى والله عليه وسلم)، وكتاب (الرسالة الخالدة). مما لا شك فيه أن سيرة عبد الرحمن عزام باشا طويلة وملهمة تستحق القراءة.

الوفاة

وفاته في 2 يونيو 1976 عن عمر ناهز 81 سنة، ودفن بمسجد عزام بحلوان بالقاهرة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.