تاريخ الدراما التليفزيونية العربية

في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي أُذيعت أول تجربة درامية عربية بالإذاعة المصرية، وكانت مسلسل عائلة مرزوق عام 1959م الذي كان يُذاع يوميًا في برنامج إلى ربات البيوت، الذي كانت تقدمه الإذاعة يوميًا بصوت الإذاعية الكبيرة السيدة صفية المهندس، إحدى رائدات الإذاعات العربية، وظل المسلسل يُذاع حتى بداية الألفية الثالثة.

أول عمل درامي عربي

وفي عام 1962م، وبعد افتتاح التليفزيون العربي، كانت النقلة الكبرى عندما عُرض أول مسلسل عربي مصري، وأول دراما عربية من تأليف السيناريست فيصل ندا، وكان المسلسل بعنوان (هارب من الأيام)، وحقق نسبة مشاهدة عالية جدًا، وكان الناس يتجمعون في بيوت الجيران الذين يمتلكون جهاز تليفزيون لمشاهدة حلقات المسلسل. 

مشهد من مسلسل (هارب من الأيام) أول مسلسل عربي مصري

ثم توالت المسلسلات، وكان المسلسل الثاني أيضًا (الضحية) من تأليف عبد المنعم الصاوي، وسيناريو وحوار فيصل ندا. وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، وكان من بطولة أساتذة ونجوم الفن في مصر: سميحة أيوب، وعبد الغني قمر، وحمدي غيث، ونجمة إبراهيم، وإخراج ملك الدراما التليفزيونية كما لقبوه الأستاذ نور الدمرداش.

ومع مرور السنين ظهر كُتاب ومخرجون أثروا الدراما التليفزيونية، وأُنتجت مئات بل آلاف المسلسلات في كل البلاد العربية، وكانت الأسر تلتف حولها للمشاهدة، وكانت تمثل جزءًا كبيرًا من تفكير ووجدان الشعوب العربية، وتعبر عن أفراحهم وأحلامهم وإحساسهم.

الألفية الثالثة وظهور شبكة الإنترنت

ومع بداية الألفية الثالثة، وظهور شبكة الإنترنت، وما عُرف بالعولمة، بدأت تظهر أشكال جديدة من الكتابة داخل غرف اجتماعات، وهو ما أُطلق عليه ورش الكتابة. وهذا النوع من الكتابة ظهر في هوليود، ثم انتقل إلى معظم دول العالم، ليتحول إلى ظاهرة عالمية في إنتاج المسلسلات والأفلام والدراما عمومًا. 

ولكن هذا الشكل من الكتابة كان له تأثير واضح في الدراما التليفزيونية، وخاصة الدراما العربية، فقد افتقدت جزءًا من الإبداع والتأثير الواضح في وجدان وعقلية المواطن والمشاهد العربي. 

وفقدت الدراما العربية جزءًا كبيرًا من محبيها، وخاصة الشباب الذين اتجهوا إلى الأشكال الجديدة على شبكات التواصل التي أشبعت رغباتهم، وكانت بديلة لهم عن متابعة مسلسل. 

فقدت الدراما العربية جزءًا كبيرًا من محبيها الذين اتجهوا إلى الأشكال الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي

ولكن وسط كل هذا الزحام والصخب الدرامي ما زالت بعض المسلسلات لها تأثير ولها متابعون، وهذه المسلسلات هي التي تطرح قضايا صادقة، وتطرح أفكارًا جديدة غير نمطية وغير مكررة، وهذا الشيء يعطينا اطمئنانًا ولو قليلًا، وأملًا أن الدراما العربية ما زالت بخير، ولكنها تحتاج أفكارًا جديدة صادقة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.