تُعدّ الخيانة الزوجية من أبرز الأمراض الاجتماعية. ومن أكثر الظواهر السلبية انتشارًا في مختلف المجتمعات البشرية والتي تختلف من مجتمع لآخر تبعًا لعاداته وتقاليده وثقافته السائدة.
وعندما يتطرّق الحديث إلى الخيانة الزوجية يتبادر إلى الذهن تساؤل مهمّ... من هو الأكثر خيانة الرجل أم المرأة؟!
الخيانة الزوجية ليست قاصرة على شخصٍ واحد فقط رجلًا كان أو امرأة، ولا يُمكن القول بأن الرجل أكثر خيانةً من المرأة أو العكس، وذلك لأن الخيانة بطلها رجل وامرأة فلا يمكن أن تحدث الخيانة برجلٍ دون امرأة، أو بامرأة دون رجل.. وإن كان الرجل بطبيعته أكثر ميلًا واستعدادًا للخيانة من المرأة.
والخيانة الزوجية ليس لها مبررًا، ولكن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الأزواج إلى الخيانة أهمّها ضعف الوازع الدينيّ لدى الرجل أو المرأة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي ساهمت في تسهيل الخيانة الزوجية، وكذلك الإدمان على مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية، وشعور بعض الأزواج بالفتور والملل في العلاقة الحميمة، فيلجأ البعض منهم إلى إقامة علاقة جديدة خارج إطار الزواج والبحث عن السّعادة المزيّفة في أحضان أناسٍ آخرين، بالإضافة إلى الاختلاط المستمرّ بين الرجل والمرأة في العمل وتبادل الأحاديث الشخصية بينهما؛ فيشعر كل منهما بمرور الوقت بالميل العاطفي والرّغبة تجاه الطرف الآخر أو يخيّل إليهما ذلك؛ فيلجؤون إلى إشباع تلك الرّغبة بالطرق غير المشروعة إلّا أن دوافع خيانة المرأة تختلف عن دوافع خيانة الرجل... فالرجل عادةً يلجأ إلى الخيانة للأسباب والدوافع الآتية:
- افتقاد الزوج للرومانسية، وانصراف الزوجة عن الاهتمام بزوجها وإهمالها له بعد إنجاب أول طفل، حيث تُولي كلّ اهتمامها ورعايتها لطفلها، فيلجأ الرجل لإشباع وسدّ حاجته خارج إطار الزواج.
- يلجأ الرجل للخيانة؛ ليثبت لذاته أنه ما زال جذابًا ومرغوبًا فيه.
- عدم احترام الزوجة لزوجها وعدم تقديرها له، وتجاهلها لرغباته وميوله الجنسية، وعدم وجود توافقٍ فكري وعاطفي بينهما كل هذا يدفع بالرجل للبحث عن امرأة أخرى تحترمه وتقدّر كيانه وتتفهم رغباته.
- عدم اهتمام الزوجة بجمالها، ومظهرها الخارجيّ، ونظافتها الشخصية، واكتسابها للوزن الزائد بعد الزواج والإنجاب.
- عدم التوافق والبرود الجنسي الذي تعاني منه الكثير من الزوجات.
- استهانة الزوجة بأعباء الزوج وعدم الإصغاء لمشاكله ومتاعبه يجعله يلجأ إلى امرأة أخرى لتخفف عنه متاعبه وتصغي إليه.
- عدم إضفاء الزوجة جوًا من المرح والبهجة أثناء تواجد الزوج بالمنزل.
أمّا عن دوافع المرأة للخيانة فقد تلجأ المرأة للخيانة للأسباب والدوافع الآتية:
- البرود أو الضعف الجنسي عند الزوج.
- إجبار المرأة على الزواج من شخص لا تحبه سيؤدّي إلى علاقة زوجية مضطربة وغير مرغوب فيها.
- سوء معاملة الزوج لزوجته وعدم احترامه وتقديره لها.
- رغبة الزوجة في الانتقام من الزوج بسبب خيانته لها أو لزواجه بأخرى.
- غياب الزوج لفترات طويلة عن زوجته بسبب السفر أو العمل.
وممّا لا شكّ فيه أن الخيانة لها آثار سلبية على الحياة الزوجية والأسرية، أهمّها:
- انعدام الثقة بين الزوج والزوجة.
- التفكك الأسري؛ فالخيانة الزوجية سوف تنتهي بالطلاق، وتترك تأثيرها السلبي على نفسية الأبناء عندما يعلمون بها، أو في حال وقوع الطلاق وحرمانهم من أحد الوالدين.
- العنف الأسري من خلال رد الفعل الذي يقوم به أحد الزوجين عند علمه بخيانة شريك حياته له، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى القتل، وما يترتب عليه من سجن أحد الوالدين وتشرّد الأبناء.
ويُمكن للزوجين علاج آثار الخيانة وتجاوز صدمتها والتعافي من آثارها من خلال بعض الخطوات الهامّة وتتمثّل في:
- تعزيز وتقوية الوازع الديني، ومراقبة الله تعالى، والالتزام بأوامره ونواهيه، والتحلّي بالصدق والوفاء.
- الاعتذار الصادق والصريح وإبداء الندم الحقيقي يساعد في التخفيف من صدمة الخيانة على الشريك المخدوع، ويجعل الشريك الخائن أكثر التزامًا في تجنب الوقوع في شرك الخيانة.
- ملء الفراغ النفسيّ والعاطفيّ بين الزوجين، وحرصهما على التعبير عن مشاعرهما وعواطفهما لبعضهما البعض، وتجديد وإنعاش الحياة الزوجية من خلال التغيير وكسر ملل الروتين.
- التحكّم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ، والابتعاد عن رفقاء السوء.
- عدم التردّد في طلب مساعدة المتخصصين في الاستشارات الزوجية والعلاج النفسيّ.
- عزم النية على التعافي من آثار الخيانة والمشكلات الزوجية رغم الألم والمعاناة من شأنها أن توطد العلاقة الزوجية، وتجعلها أقوى من ذي قبل ممّا يساعد على تجاوز المشكلة والأزمة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.