راسلني معاتبًا: أليس خوف الوالدين بشكل مبالغ فيه على أبنائهم يعيق تطورهم الطبيعي في النمو ويجعلهم عرضة للمشاكل النفسية والجسدية مستقبلًا؟!
قال: إذن، لماذا لا تكتب مقالة عن هذه الآفة التي لطالما اتصف بها كثير من الآباء والأمهات في هذا الزمان بما قد يؤدي في نهاية المطاف لتدمير شخصية أبنائهم؟
الخوف الزائد على الأبناء
إليكم مقالتي هذه بعنوان "الخوف الزائد على الأبناء.. هكذا تدمرون شخصية أبنائكم"، خوف الآباء والأمهات بشكل مبالغ فيه على أبنائهم وتوفير كافة الطلبات والاحتياجات دون بذل كثير عناء هو نوع من الدلال الزائد يولد لديهم فيما بعد شعور بعدم الثقة بالنفس ويصيبهم بالرهبة والخوف من التفاعل مع أقرانهم.
الأصل في التربية أن تترك الحبل على غاربه لينطلق طفلك ويكتشف نفسه وتراقب أنت من بعيد، وتتدخل كلما اقتضت الحاجة ذلك بالتوجيه غير المباشر، وإلا بالله عليك.
أخبرني ماذا سيفعل طفلك الذي صار رجلًا بعدما أنهى كليته وتقدم لإحدى الوظائف؟ هل ستتقدم لها بدلًا منه؟ أم أنك ستحضر المقابلة عوضًا عنه؟
المشاكل النفسية والجسدية
ربوا أطفالكم على الأخلاق والمبادئ والقيم الإسلامية، علموهم الحلال والحرام، ثم دعهم ينطلقون إلى مدرسة الحياة، ليتعلموا منها الدروس والعبر، دعهم يخطئون ويتعلمون من أخطائهم.
والناظر إلى حال شبابنا اليوم، إنما يستطيع بقليل من التدبر والتفكير، أن يدرك أن الخوف الزائد والدلال المبالغ فيه منذ طفولتهم هو ما أوصلهم إلى حالة الضياع هذه.
من مظاهر هذا الدلال أو الخوف الزائد من الآباء والأمهات، أن يحل بعض أولياء الأمور الواجبات المدرسية بدلًا من أبنائهم، ليكونوا بذلك معول هدم، ويصنعون جيلًا اتكاليًا يفتقد الثقة بالنفس.
زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال
يقول الخبير التربوي الدكتور جاسم المطوع: إن شدة الخوف على الأبناء لدرجة الوسواس يدمر شخصياتهـم ويمحوهـا من الوجود، ويتحول الطفل إلى آلة تمشي بالبطارية.
لأن عقله ووعيه أُلغيا بسبب شدة خوف أمه أو أبيه عليه، سواء كان الخوف من الظلام أم الحشرات أم الأصدقاء أم الحي أم التكنولوجيا أم أي شيء آخر.
وليتذكر الآباء أن الخوف الزائد على الأبناء يفقدهم الثقة بالنفس، ويجبرهم على ارتكاب الأخطاء، ويحرضهم على اكتشاف المجهول، ويدفعهم إلى إخفاء كثير مما يواجههم عنك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.