كائن صغير الحجم، يؤدي دورًا مهمًّا في الحفاظ على التوازن البيئي. الدعسوقة، هل سمعت عنها من قبل؟ يسميها البعض خنفساء الدعسوقة، وهي من الحشرات المحببة للأطفال بجانب الكبار أيضًا، فهي تتميز بألوانها الزاهية. وفي مقال اليوم سوف نقدم لك معلومات عن حشرة الدعسوقة التي يعدها المزارعون صديقة لهم.
هل الدعسوقة حشرة ضارة للإنسان؟
تُعد حشرة الدعسوقة صديقة للإنسان والبيئة على حدٍّ سواء، وهي من الحشرات النافعة وليست من النوع الضار، وهي تُعد من المفترسات المفيدة للفلاح والمزارعين؛ وذلك لأنها تفترس حشرات المن والهوام السامة والضارة، وكذلك لها دور كبير في عملية تلقيح الزهور، لذا في الأخير أصبحت الدعسوقة حشرة نافعة وليست ضارة للإنسان.
معلومات عن حشرة الدعسوقة
الدعسوقة هي من فصيلة الخنفساء، ولها عدة أسماء مختلفة، فيمكن تسميتها الخنفساء المتأنقة أو بنات العيد أو الخنافس المنقطة، وأطلق عليها البعض اسم (المهرج) وهي من ذوات التطور الكامل من الخنافس، ويوجد منها أكثر من 5000 نوع منتشرة في جميع بقاع الأرض، وتُعد واحدة من الحشرات الصغيرة عالية الأهمية، وتوجد بكثرة في أمريكا الشمالية، حيث عرف فيها ما يقارب الـ 500 نوع، وتتميز هذه الحشرة بألوانها الزاهية المتفاوتة ونقوشها الجميلة؛ ولأجل ذلك يحبها الجميع ويفضلها الصغار جدًّا، ولها ألوان متعددة مثل الأصفر والأحمر، الأبيض والقاتم وغيرها، ولكن اللون الأشهر بينها هو الأحمر المنقط بنقط سوداء، وهي تعيش على النباتات وتقضي على الحشرات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية؛ ما يجعلها تؤدي دورًا مهمًّا وفعالًا في التوازن البيئي والبيولوجي.
يبلغ طولها أقل من الـ 1 سم، واسمها العلمي هو (Coccinellidae) وتسمى بالإنجليزية باسم (ladybug)، وهي من أكثر الحشرات تنوعًا، وتتميز بشكلها البيضاوي وقشرتها الصلبة اللامعة التي تحمل نقاطًا ملونة أغلب الأحيان، وعُرفت منذ أكثر من 300 مليون سنة، وتعد ألوان الدعسوقة الزاهية بمنزلة تحذير للحيوانات المفترسة؛ وذلك لأنها تفرز مادة صفراء اللون، وهذه المادة تُسمى (دم رد الفعل) وتحتوي على قلويات سامة ولها رائحة مميزة، ولا بد أن نخبرك بأن إفرازات حشرة الدعسوقة ليست سامة للإنسان، ولا تؤثر فيه بالسلب أبدًا.
تستغرق دورة حياة حشرة الدعسوقة كلها من أربعة إلى سبعة أسابيع، فكثير من الأجيال بها يمكن أن ينشأ في صيف واحد، ويمكن أن تعيش الدعسوقة مدة تتراوح بين عدة أشهر إلى سنة واحدة حسب نوعها وفصيلتها، فمتوسط العمر المتوقع لكل صنف منها من سنتين إلى ثلاث سنوات.
تُرى هذه الحشرة بأعداد كبيرة في المناطق المهجورة من الحدائق، خاصة التي تكثر بها الحشرات والآفات التي تعيش عليها، والدعسوقة من الحشرات النظيفة التي لا تنقل أي أمراض إلى جسم الإنسان، ويوجد في رأس الدعسوقة قرن استشعار تستخدمه في الشم، ولا سيما خلال أوقات التزاوج، ولها زوج من الأعين، كل عين منها منفصلة عن الأخرى، وتحتوي على أعين صغيرة مركبة، وفكها العلوي أكبر من الفك السفلي، ويمكنها مضع جميع أنواع الأكل جيدًا، ويطلق على شكل فمها الشكل الكلابي.
لحشرة الدعسوقة أجنحة صغيرة الحجم تُعرف باسم الأجنحة القشرية، وتستخدمها عند الطيران، فتتحرر أجنحتها من الغشاء إلى الخارج، وتتمتع بوجود جهاز مناعي يتسم بالقوة، وبطنها على شكل درع صدري، وجميع أرجلها الـ 6 من النوع المفصلي.
ما فوائد الدعسوقة؟
الدعسوقة حشرة مفيدة للبيئة وصديقة للفلاح؛ وذلك لأن من فوائدها أنها تتغذى على الآفات الزراعية المختلفة مثل حشرات المن؛ ما يجعلها حليفًا مهمًّا للمزارعين ويفضلها الفلاح، وكذلك تتميز بكونها من الحشرات الآكلة للحوم الضارة ومنها حشرات سوس العنكبوت الأحمر، والذبابة السوداء، والذبابة الخضراء، ويمكن استخدامها بدلًا من المبيدات الحشرية التي يمكن أن تضر بالمحصول؛ لذا فهي مفيدة جدًّا للحفاظ على التوازن البيئى.
هل الدعسوقة تلد أم تبيض؟
تتزاوج الدعسوقيات في فصل الصيف أو الربيع، وتبيض ما بين 3-300 بيضة حسب نوعها، ويفقس البيض خلال 5 أو 8 أيام على الأكثر، وبعض الأنواع الأخرى منها يمكن أن تستغرق دورة حياة بيضها من 4 حتى 7 أسابيع.
في ختام مقالنا اليوم الذي قدمنا فيه معلومات عن حشرة الدعسوقة، عرفنا أنها ليست مجرد حشرة، بل تُعد صديقة للبيئة والإنسان، ويعدها كثير من الناس رمزًا للتفاؤل والحظ؛ لذا إذا رأيتها لا تقتلها، ولكن حافظ على هذه الحشرة وعرِّف الجميع بأهميتها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.