كيف نتعامل مع الخسائر... ربما هذا ما يحدّد علاقتنا بالحياة..
للخسائر والحياة علاقة وثيقة تفوق أيّ علاقة أخرى، بل هي بحد ذاتها صنف مستقل من العلاقات، والتي يجب أن نقر ونعترف بوجودها..
سنتعرّض خلال حياتنا لسلسلة من الخسارات تظهر أولها في الفطام سيجد نفسه فجأة بمنفى عن طريقة رقيقة في الحصول على الغذاء والتي تجعل الطفل يرتبط بأُمه ارتباطاً حسياً وملموسا وقرباً لن يراه مرة أُخرى..
عليه في يوم ما أن يخسر هذا الأسلوب من تجرع الحنان..
سينسى بعد فترة قصيرة، وسيستمر بالحياة وسيدرك أن خسارته للبن أمه أكسبه استقلالية كبيرة وجعله يأكل باقي الطعام بثقة وكأن في رحم الخسارة قد وُلِد ربحٌ عظيم..
ستتغيّر الخسارات، بعدها سيتغيّر شكلها، ستكبر..
ستخسر أَصدقاءً أو سيموت أَحد الأحباء، أو ستخسر وظيفة أو عملاً كنت تحبه..
ستخسر ثقة، ستخسر أماناً، ستظهر لك الحياة في يوم ما أنها محض جحيم، ستقول بينك وبين نفسك أنا لم أربح حتى الآن ولا معركة واحدة حتى..
ولكن الأمر أن أسلوب الحياة في تعاملها مع الناس كانت قد لقنته لهم لما كانوا صغاراً لما فطمتهم في أحد الأيام لتمنحهم ما هو أفضل بكثير، لتجعل منهم أقوياء ومستقلين..
الحياة لا تريد أن تنال منّا ومن سعادتنا هي ليس لديها شيء ضدّنا، الحياة تمشي على وتيرة معينة نظام محدد وعلينا الرضوخ له..
أنت ستخسر فإن تحملت الخسارة رأيت الربح داخلها بنظرة صافية، أمّا إن لججت لن يطفئ نار حقدك على الحياة وخساراتها شيء..
ستحزن، ستبكي، ستنهار، ستلعن حظك العاثر، سيأتيك الربح ولكنك ستكون مشغولاً عنه...
فالحزن هو يد الخسارة وهو الذي يجعل لسلبياتها حياة..
حلووو كتييير روعاتك ورود
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.