اليوم الخامس من كانون الأوّل 2021، السّاعة الثّامنة وبضع دقائق.
أكتب لِأخدع الأوراق، أتمتم لانعكاس جثّتي في المرآة؛ بعض الرّاب، بعض الغضب، بعض المحبّة، ثمّ أهدأ. ألاعب قطّتي وأتمنّى أن لا تُفارقني قبل أن أُرافِقَني أنا. بصمت، وأمشي على أرضٍ لا أعرفها؛ قاحلة، لم ترد لنا من دماءٍ حياة، بلباسٍ بسيط، وشعرٍ مجعّد أحاول أن أخبّئ به كلّ تلك الدّموع الّتي لم أذرفها قطّ. بلا مال، بلا ماء، بلا أيّ غرائز لعينة، وبلا حتّى أحلام بعد الآن. إلى أين أمشي؟ لا سبب للبقاء، ولا حتّى رغبة! أرمي طعامي للقطط، لا أريده على أيّ حال، ليس بعد الآن! أحدّق في اللّاشيء، لستُ باحثةً عن شيء، ولا حتّى حضن، مجرّد أمنية؛ تدور في هذا البال المريض، أن يتحوّل كلّ ذلك الكلام إلى موسيقى صافية بموجة ثيتا وأن يصبح هذا الوجود المقزّز، كتاباً فارغاً، بلا أحرف. طغى على دماغي هذا الشّعور، هذا الهراء، أشعركعشرينيّ جزائريٍّ؛ يُخيَّلُ له، بين الحين والآخر، أن يكون على الجانب المشرق من البحر. أشعر كعجوز لم يعد يملك شيء؛ هو لم يملك شيئا في مطلق الأحوال، ربّما ذلك الأمل بأن يملك شيئاً يوماً ما كان لديه، والآن فُقِد، ورُحِّبَ بالاستسلام، آلمتنا الأحلام، بلبلٍ بنفسجيّ كتبته حتّى سئمته يداي، نفسٌ أخير، قبل أن أغفو، دمعةٌ أخيرة، وكلمةٌ أخيرة اختفاء.
نورٌ جديد، شمسٌ تشرق في يوم آخر، وأزهارٌ تتفتّحُ مرّةً أخرى، تُخلي الآمال القديمة الأرض تاركةً الأميال لِأحلامٍ أكبر، وتغيب الأماني عن ذلك الرّصيف لتشاهد بسماتنا هنا، بين هذه الشّوارع الّتي سجّلت على أسطواناتها كلّ الضّحكات الّتي علا صداها على أنين العبسات كانت كلّ تلك الكآبات مجرّد نزوة، لكن يا صديقي، الآن، إنّها الحياة مجدّداً.
الحياة مُجدّداً
بقلم الكاتب
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها.
ما رأيك بما قرأت؟
اذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة للكاتب و شارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة و المفيدة و الإيجابية..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد