في هذه المقالة سوف نجيب عن التساؤل الذي يشغل بال كثير من الأمهات لأطفال طيف التوحد: أيهما أفضل لطفل طيف التوحد: الحضانة أم مركز التأهيل؟
كثيرًا ما نسمع النصائح التي يقولها بعض الناس لأمهات أطفال طيف التوحد، خاصة عندما تبدأ مرحلة الشك بأن الطفل غير طبيعي ولا يشبه أقرانه، انطﻻقًا من بعض العلامات كضعف التواصل البصري، وتأخر النطق والكلام، ونظرة العين الجانبية، وبعض السلوكيات النمطية المتكررة أو الأصوات المتكررة.
قد يعجبك أيضًا كم ساعة تدريب يحتاج إليها طفل التوحد يوميًّا؟
أنتِ أفضل طبيب لطفلكِ
نسمع من يقول لهذه الأمهات "طفلكِ بخير، كل ما عليك أن تلحقيه بالروضة، وسوف يتعلم الكلام والتواصل من أقرانه". فإلى أي مدى صحة هذه المقولة؟!
في حين أن بعض الأمهات وبمجرد تشخيص الطفل أنه مصاب بطيف التوحد، تُسارع إلى إلحاق طفلها بالحضانة أو مركز تأهيل أطفال التوحد، بناء على نصيحة أطباء الأطفال.
الحقيقة التي يجب أن تعيها كل أمهات أطفال طيف التوحد، أنها المعالج والمؤهل والاختصاصي الأول لطفلها، وهذا ليس تقليلًا من مراكز التأهيل.
لكن النتائج خاصة في العامين الأولين من حياة الطفل تكون أفضل حال تدخل الأم مع طفلها دون حاجة إلى مراكز التأهيل، إلا إذا كانت ذات سمعة طيبة وخبرة جيدة، وفي هذا السياق، قلة من تنطبق عليها هذه المواصفات.
قد يعجبك أيضًا لماذا يجب على أمهات أطفال طيف التوحد الحذر من هذه الأطعمة؟
ما جدوى الحضانة في هذه الحالة؟
أما الأمهات التي تُلحق أطفالها بالحضانة في سن مبكرة، اعتقادًا منها بأهمية الحضانة حيث الأقران في تحفيز وتشجيع الطفل على الكلام والتواصل، وبعد عودته إلى البيت يرفض تنفيذ الأوامر، يجلس بمفرده، لا يتواصل مع إخوته ووالديه ولا يشارك أحدًا ألعابه أو وقته، هل تعتقدين أن طفلك بهذه الطريقة سوف يتحسن؟!
لا شك بأن الحضانة أو الروضة من شأنها تعزيز التواصل والتفاعل بين الأطفال بعضهم بعضًا، خاصة إذا وجدت أنشطة جماعية تتيح التعاون فيما بينهم.
يمكنها حينئذ أن تحسِّن مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، فيشارك الطفل في أنشطة فنية، رياضية، تعليمية، ترفيهية، واجتماعية ما يساعد في تطوير مهاراته من كل الجوانب.
هذا واقع مثالي عن الروضة عامة، وإن وجدت فلا تستطيع معظم الأسر إلحاق أطفالها بها، فقليلة تلك التي تتوافر أو تتيح للأطفال ما ذكرناه سابقًا.
قد يعجبك أيضًا أفضل طريقة للتعامل مع طفل التوحد العنيد
حقيقة ثابتة لا تتغير
تبقى الحقيقة الثابتة التي لا تتغير أن الوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها هو الفيصل وعامل الحسم في تحسن طفلها من عدمه، فكلما زاد هذا الوقت زاد التفاعل، وقل جلوس الطفل بمفرده، وكانت فرص التحسن أفضل.
والوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها ليس بالكم فقط، وإنما بالكيف أيضًا، فقد تجلس الأم بجوار طفلها أو أمامه وهو يرفض تنفيذ الأوامر، أو يرفض الجلوس، ويرفض النطق، ولا يرغب بالنظر في عينها، فتستسلم وتقبل بالأمر الواقع، هذا وقت سلبي لا نفع يُرجى من ورائه.
الوقت الإيجابي الذي تقضيه الأم مع طفلها يعني إغراق الطفل بالأوامر والتعليمات والإصرار على الاستجابة لها، سواء بالجلوس وعدم الحركة، أو بالنظر في عينيها، أو نطق بعض الكلمات الجديدة، فلا تترك له الفرصة لأن يكون بمفرده في حالة التوحد التي قد تسيطر عليه.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة: أيهما أفضل لطفل طيف التوحد: الحضانة أم المركز أم البيت؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.