بسم الله الرحمن الرحيم
مقالٌ دراسيّ مفصل...
الحرية والميول الفكري
(الحرية نقطة البداية الحقيقية لإطلاق مجالات الخلق والإبداع والأمن الفكري) هذا هو المبتغى في كل مناحي الحياة، والحرية مسماها واحد هنا وهناك إلّا أن معناها يختلف في صاحب الميول الفكريّ، والحرية في جوهرها ليس أن تخدش شعور الآخرين كأن تلقى إنسانًا وتنظر إلى وجهه وتقول له إن وجهك وجه كذا وكذا وبأيّ نعوت أخرى للازدراء ولو كنت صادقًا، حيث إن الحرية تمقت ذلك السلوك أو أنك تستعبد فئة من الناس أنت قائم عليهم في أيّ إدارة ما بالأمر عليهم بإنجاز خدمة تخصك، فإن هذا نقيض الحرية، وقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حينما قال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)، حيث إنه ليس من الجائز أن تسلب الحرية إرادتها واستغلالها لمآرب أخرى من فئة يرونها أنها المسلك الوحيد لتنفيذ ما تمليه أدمغتهم المهترئة لاعتقادهم أن السيّئ حسن والظلم عدل قال تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) وذلك الحقد الدفين لما فقدوه من أمن ورغد عيش جعلوا الحرية قتل الإنسان وتدمير كل ما قام به على أرضه من خلال ما يسمّى بالشغب والعنف والإرهاب الذين لا يعرف لهم وطن رغبة لميولهم اللاعقلاني للاعتداء قال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، ومن الحرية لدى ضعيفي الإيمان اتخذوها مسلكًا في إنهاء حياتهم بالانتحار لسبب نازلة حلّت بهم باسم الحرية لا فردية ليس لأحد التدخل في ردعه تحت مبدأ (إنني أرى وأريد وآخذ ودعني استمتع ما استطعت، وكل ما كان ذلك في مقدوري نتيجة إعطاء الحرية دون حساب أو حدود)، حيث قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)..
وقال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) والآيات في هذا السياق كثيرة للحفاظ على النفس، وقد تكون الحرية ينالها الفرد من ذويه منذ الصغر لتلبية رغبته بصرف النظر عن السلوكيات قد يأتي تحقيقها في أيّ مرحلة عمرية حيث قال: الأديب فوزدن صاحب كتاب (محك الأخلاق): «لقد أعطي هذا الجيل حرية لم ينل مثلها في التاريخ وهو صغير فأساء استعمالها» إذن فالحرية الفاضلة هي الانطلاق في فضاء يسوده الأمن والأمان لا رقا سببه سلوك الميول الفكريّ الشاذ يجلبه الفرد لنفسه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.