«الحرية من العبودية».. خواطر شعرية

أأصبح حبي لك زيفًا ورياء؟

أأصبح عشقي لك ثرثرةً وادعاء؟

أأصبح حفظي لكرامتي لديك مجرد هباء؟

نعم، يا سيدي:

أنت الذي تخطيت طرق الوصول
وأنت ختمت حكاية الفصول
وأنا وضعت أخيرًا النقاط على الحروف
وكتبت قصائد الفخر والإكبار والنفوذ.

أنا أنهيت الغناء وإطرابك بأصواتي وأنغامي الحنون
لقد اكتفيت بالشدو على أغصان الثقة
لأني مللت من أشجار وثمار الشك.

فضاؤك الملبَّد بغيوم الظنون
أضأتُ الآن قمري بعد كسوفه الطويل
وأقمتُ للحرية تمثالًا أعبده
ولسجنك لي صنمًا أحتقره.

أنا لا أندم على ما كان
بقدر ما أندم على ما هو آت.
أندم على ساعات الفراغ
التي أخَّرتني عن حلمي
التي جعلتني أجمد الثواني
وأسابق عقارب الساعة
للالتحاق بالدقيقة المسافرة
هاربةً مني دون خضوع.

أندم على هدر وقتي الثمين
لكني لا أندم على مشاعري تجاهك
لأنها علمتني الكثير
لأني أنا بنت الأصيل.

يا صديقي، ويا من كنتَ ربما حبيبي
أنا فتاة حرة لا تهوى العبودية
أنا عذراء بمشاعري، لا تهوى
الاغتصابية وطرقها الوحشية.

أنا سلطانة نفسي
لا تهوى تحكمات بشرية.
أنا إنسانة حقيقية
لا تهوى علاقات سرية.
أنا طفلة نرجسية
لا تهوى مشاعر صفراء ورقية.
أنا مراهقة فردية
لا تهوى أفكارك الرجعية.
أنا عنوان السرمدية
لا تهوى صورك الشمسية.
أنا وردة حمراء جورية
معتقة أوراقها بالمخملية.

أنا كلمة حق تُقال
في وجه الأنام.
أنا حرف مذهب
بتواريخ الأيام.
أنا دفتر الحضارات
وسنوات الاحتدام.
أنا شارة الثقافة
مرصعة بالأحلام.

أنا صلاة الكنائس
وسجود المساجد
أنا تراتيل فصح جديد
وولادة غد عظيم.

أنا صليب معلق
أتشارَك معه الآلام.
أنا إيمان المتوحدين
وكفر الشياطين.

أنا فكر حر طليق
أنا كل هذا
في عنوان الأثير
في حروف بيضاء ناصعة
لا تستطيع تلويثها أنت بإهانتي
لأني شمس أنوارها أصلية
لا تستطيع سجنها أنت بخطيئتك.

لأني فتاة حرة
لأني فتاة شرقية
لا تزال تسري بدمائي البربرية
لأني حواءُ الآدمية
لأني سطور أبجدية
لأني، كما قلتُ لك منذ البداية
بأنني فتاة حرة لا تهوى
ما يسمونه العبودية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة