الحرية طريق الإبداع.. كيف تساعد طفلك ليصبح عبقريًا؟

هل تعلم عزيزي القارئ أن المخترع الأمريكي الراحل، توماس أديسون، باختراعه المصباح الكهربائي في العام 1847 م قد خاض 292 تجربة ومحاولة فاشلة قبل أن يصل لاختراعه الذي أضاء العالم؟!

تخيل أيها القارئ الكريم أن تخوض 292 محاولة فاشلة، ومع كل محاولة تقول لنفسك: "توجد طريقة أفضل" إلى أن تصل إلى اختراع يخدم البشرية جمعاء!

اقرأ أيضًا أصل كلمة عبقري.. بم يتمتع الشخص العبقري؟

توجد طريقة أفضل

لذلك يجب أن نضع هذه المقولة "توجد طريقة أفضل" نصب أعيننا في كل المجالات، لا تيأس، لا تُحبط، بل قم وأعد الكَرَّة مرة أخرى، وجرِّب طريقة جديدة إلى أن تصل إلى هدفك.

يقال إن أديسون كان يصل الليل بالنهار حتى إنه إذا أُرهق نام على أريكته بضع دقائق قبل أن ينهض ويحاول مجددًا، استمر الوضع هكذا إلى أن خرج اختراعه إلى النور.

ليس هذا فحسب، عندما أضاءالمصباح بعد أن أوصل أديسون ومساعدوه الأسلاك الكهربائية للزجاجة، لكن هذه المرة بتغيير بعض القوانين، أضاءت الزجاجة لـ 45 ساعة متواصلة، هل هذا كافٍ لأديسون؟

بلا شك لا، إنه نهم العلم والمعرفة، فالذي جعل هذه الزجاجة تضيء لـ 45 ساعة متواصلة، يمكنه جعلها تضيء لمائة يوم متواصلة وهو ما تحقق لاحقًا.

حتى إن الصحف الأمريكية وعند خروج اختراعه إلى النور، وصفوه بالساحر الذي أتى بشيء جديد لم يكن معروفًا من قبل، أضاء ليس أمريكا وحدها، ولكن العالم أجمع.

اقرأ أيضًا هل الذكاء وراثي ام مكتسب؟ وكيف يصل الإنسان إلى العبقرية؟

ماذا يعني ذلك؟ ما الرسالة التي تريد إيصالها؟

ما أود قوله إن الاجتهاد ثم الاجتهاد ثم الاجتهاد لا بد في النهاية أن يؤدي إلى النجاح والإبداع والاكتشافات التي لم يسبق للعالم معرفتها.

فلو أن أديسون أُحبط وأصابه اليأس في المرات الأولى الفاشلة، لما وصل في النهاية إلى أن يحفر اسمه من ذهب في تاريخ الإنسانية باختراعه لهذا المصباح الذي حوَّل العتمة والظلام إلى نور وضياء.

أديسون هذا كان ينظر إلى المال على أنه وسيلة وليس غاية في ذاته، لذلك مع كسبه الأموال من الاختراع الذي أضاء للبشرية عتمتها، كان ينفق هذه الأموال في شراء آلات ومعدات جديدة لتوسعة مجاله ونشاطه ولخدمة قطاع أكبر من البشرية.

حتى إن الدكتور طارق السويدان -المفكر العربي- يقول إن أديسون وعند بلوغه سن الثالثة والعشرين من عمره، كان قد سجل أكثر من 122 اختراعًا! نعم الرقم صحيح، وبعمر الثالثة والعشرين فقط، لا تندهش، فالإرادة والعزيمة تفعل المستحيل.

اقرأ أيضًا أهمية الثقة بالنفس وتأثيرها الإيجابي علينا

ما العوامل التي ساعدت أديسون في بلوغ اختراعاته؟

لتحقيق الاختراعات والاكتشافات لا بد من وجود الدعم المادي، فأديسون خاض أكثر من 292 محاولة فاشلة، هل تتصور أنه إذا لم يكن يتوفر لديه الدعم المالي المناسب، هل كان بإمكانه المواصلة؟ بلا شك لا، لذلك فالدعم المادي هو العامل الأول والأساسي لتحقيق الإبداع.

والأمر الثاني هو جو الحرية، فلا مكان للإبداع في ظل التقييد والملاحقة، فلا إبداع دون حرية.

الشخص المبدع واثق من نفسه وقدراته وإمكاناته، لديه إيمان قوي بنفسه، وأنه يستطيع ويمكنه تحقيق ما يصبو إليه، بالاعتماد على خالقه أولًا وما حباه به من نعم وقدرات وطاقات ثانيًا. المبدع شخص يكره العمل في ظل القواعد والتعليمات التي تقيد نشاطه وإبداعه.

المبدع شخص يميل إلى الفكر والتأمل، وليس اللهو والثرثرة وإضاعة الوقت فيما لا يفيد، يجد أكثر من حل للمشكلة، ولا يمكنه أن يستسلم بسهولة؛ لأنه لا يتبع الأساليب الروتينية التي سبقها إليه الآخرون، بل يفكر في أخرى جديدة مبتكرة.

ينظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة، بطريقة مغايرة، ينظر إليها من جانب لم يسبقه إليه أحد.

أعزائي القراء، فلننشر هذه المقولة المنسوبة لأديسون، ولنجعلها منهجًا تربويًّا في تربية أبنائنا منذ نعومة أظفارهم: "كل شخص يفكر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه".

ختامًا، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة عن كيفية تنمية الجانب الإبداعي لدى أطفالنا منذ صغرهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة