الحركات الفنية وأنواعها وبعض مميزاتها

من منا لا يملك فريقًا رياضيًّا يشجعه ويرغب دومًا في أن يكون في القمة؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فيوجد في الأقل شعور أو إحساس يخالجك أحيانًا.

إنها الطبيعة البشرية، التي تملي على الشخص قوانينها وتنتج أصواتًا داخله نحو اتخاذ مراجع معينة، كأن يملك الفرد قدوة في مجال من مجالات عمله، أو أن يملك خلفية يعود إليها إذا ضل سبيله أو حدث خلل في حساباته.

اقرأ أيضًا تحديات الفنون التشكيلية في المدارس الإعدادية وطرق التغلب عليها

تعريف الحركة الفنية

وليس من الضروري أن يعتمد الناس جميعهم المرجع نفسه لبناء أعمالها أو لتصحيح ما بني، بل ينتشروا في مجموعات بشرية تؤمن حق الإيمان بأحد المراجع وتتطور بطريقة أو بأخرى.

هذا ما يطلق عليه اسم «النزعة أو الحركة الفنية»، التي كوَّنت عنصرًا أساسيًّا في جعل المنتوج الفني أكثر جاذبية مما كان سيكون عليه لولاها.

فكذا هي الفنون لا تتعلق بجمال الموضوع فحسب، بل بطريقة تصويرها وبكيفية إنشائها، حيث الإجابة عن الأسئلة الآتية: من أنشأها؟ متى؟ وأين؟

اقرأ أيضًا ما هي حكايات أشهر اللوحات العالمية؟

كيف يتخذ الحرفي أو الفنان قراراته؟

لا يمكن للفنان أن يبدأ في تحضير لوحته دون إجراء تحاليل دقيقة وذهنية دون الحاجة إلى توظيف الورق أو استغلال الفضاء، وذلك اعتمادًا على آليتين متكاملتين:

يطلق على الأولى بالفرنسية "Processus"، أي البرنامج المعتمد في إعداد اللوحة وإضفاء البعد الإنساني عليها، فهو إذن يجيب عن السؤال: كيف؟

أما الثانية فتسمى بتحديد المحتوى "Contenu"، بمعنى صياغة وحسن اختيار التقنيات اللازمة وهي البعد التقني للمنتوج الفني، وبذلك فهو يعطي جوابًا للسؤال: ماذا؟

خلاصة

يساعد إنجاح هاتين الآليتين الفنان على اكتساب رؤية واضحة، وطاقة وحماس تدفعانه نحو انطلاقة جيدة وموفقة في تقديم عمل فني ساحر، نادر وفريد.

ويمكن العثور على مفهوم الحركة في الخطوط والألوان، والأشكال والأحجام البارزة في اللوحة، ثم إن سحرها وحسن توظيف كل هاته العناصر هما من يجعلان اللوحة أكثر إثارة لاهتمام الجماهير، وبذلك بداية تكوُّن مفهوم "النزعة أو الحركة الفنية".

اقرأ أيضًا تعرف على أبرز النحاتين في العصر الحديث

أبرز الحركات الفنية

الحركة الرومانسية  Le Romantisme

ظهر هذا التوجه الفني، على ضوء محاولات قام بها فنانون في إنجلترا، نظرًا لحبهم للطبيعة وعناصرها على وجه الخصوص، إذ رسموا لوحات يصورون بواسطة موضوعات درامية وإبراز العنف بهدف تحقيق الإثارة الكاملة.

الحركة الواقعية Le Réalisme

لقد بزغ هذا التوجه الفني أول مرة في فرنسا، ونافس الكلاسيكية والرومانسية، ذلك أنه مثل الواقع (الطبيعة والإنسان...) بدقة، دون إضفاء تأثيرات المثالية والاستثنائية عليها.

وأهم أعلام هذا الفن نجد: "Gustave Courbet"، الذي أنجز لوحة «Le casseur des pierres» معرضًا فيها الحياة المعيشية وكذا الفنان: "Honoré Daumier"، الذي أنجز لوحة «Les plaisirs de la compagne».

الحركة التعبيرية الألمانية  L'Expressionnisme

لقد كانت بدايات هذه الحركة، باعتبارها اتجاهًا فنيًّا وخصوصًا عند: "Van Gogh" و "Edvard Munch"، في نهاية القرن 19.. هؤلاء الفنانين لجؤوا إلى توظيف بقع ولمسات صبغية قوية وعدة خلطات لونية ابتكارية وخارجة عن صُوَرِ المألوف، بهدف الزيادة من شدة التعبيرية.

بعد ذلك استمرت هذه الحركة في الازدهار لتعطي نفسها اسم: «Die brücke=Le pont»، أي القنطرة التي بها يمكن ربط الحركة الانطباعية: L'impressionnisme en 1863، بالحركة التجريدية: Le Mouvement Abstrait.

اقرأ أيضًا كيف تصبح رساماً مشهوراً ؟ How to become a famous painter

الحركة الوحشية  (1905)Le Fauvisme

لقد كشف هذا الاتجاه الفني عن نفسه في فرنسا وبالموازاة مع مرحلة ظهور التعبيرية الألمانية، وما طبع هذه الوحشية هو استعمال تلك الألوان المتضاربة والمتعاكسة للتعبير عن إثارتها، وعنفها لدرجة أن أعلامها نُعِتُوا: "بالوحشيين Les Fauves"، وأهمهم رائدها الفنان الفرنسي: "Henri Matisse"

الحركة التكعيبية Le Cubisme(1908)

لقد كان القرن 20 بداية لظهور الحركة التكعيبية، التي كانت قفزاتها الأولى سنة 1907 مع الفنان الإسباني: "Paplo Picasso" في لوحته «Les Demoiselles d'Avignon»، موظفًا فيها لمسات التكعيبية.. لكن رغم ذلك، لم تكن هذه الحركة حاصلة على اسم "التكعيبية" بعد.

فقد أتت التسمية في تعليق الرسام: "Henri Matisse" على لوحة الرسام: "Georges Braque" قائلًا في حقها أنها «جملة من المكعبات».

ففي البداية انتشرت التكعيبية في إيطاليا مؤدية إلى نشوء الحركة المستقبلية: Le Futurisme، وهي إلى ذلك مرت بثلاث مراحل:

· التحليلية، وذلك بتحليل وتجزيء الحجم أو الشكل إلى مكعبات صغيرة.

· التركيبية، بواسطة تركيب اللوحة من جزأين، أحدهما مستمد من الطبيعة والآخر من المشروع نفسه في شكل مسطحات هندسية.

· أما الثالثة، فهي إضافة بعض الملصقات من الواقع كالقصاصات الورقية وبعض الصفائح المعدنية، من أجل الابتعاد عن التجريدية في الحركة التكعيبية.

"تحت سن القلم، يُصْنَع مستقبل الأمم" ©يونس العروي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 26, 2023, 12:26 م - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 26, 2023, 10:06 ص - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 24, 2023, 12:10 م - معاذ ابراهيم
سبتمبر 13, 2023, 7:44 ص - جوَّك فنون
سبتمبر 6, 2023, 2:01 م - عزالعرب سلمان
أغسطس 27, 2023, 5:03 م - فراس مالك سلوم
أغسطس 26, 2023, 3:36 م - يونس العروي
أغسطس 24, 2023, 5:27 م - سندس إبراهيم أحمد
أغسطس 19, 2023, 1:41 م - سعيد إبراهيم محمد
أغسطس 17, 2023, 2:39 م - بسملة علاء عبد الفتاح احمد
أغسطس 17, 2023, 12:04 م - أحمد توفيق عبدالله الوايلي
أغسطس 16, 2023, 11:17 ص - زينب عبد التواب رياض
أغسطس 15, 2023, 1:17 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 12, 2023, 7:57 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 1, 2023, 6:55 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
يوليو 22, 2023, 6:39 م - محمد أمين العجيلي
يوليو 20, 2023, 1:47 م - فادى سيد عبد الحميد
يوليو 19, 2023, 5:12 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 18, 2023, 1:57 م - يوسف مجدي بدوي
يوليو 16, 2023, 8:20 م - محمد أمين العجيلي
يوليو 16, 2023, 10:59 ص - ياسر الجزائري
يوليو 16, 2023, 6:44 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 13, 2023, 12:43 م - أحمد محمود أبراهيم
يوليو 12, 2023, 1:11 م - عزالعرب سلمان
يوليو 2, 2023, 6:42 م - اسامه غندور جريس منصور
يونيو 8, 2023, 1:59 م - وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
يونيو 6, 2023, 11:48 ص - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 31, 2023, 9:03 ص - جوَّك فنون
مايو 31, 2023, 7:54 ص - جوَّك فنون
مايو 31, 2023, 7:13 ص - جوَّك فنون
نبذة عن الكاتب

"تحت سن القلم، يُصْنَع مستقبل الأمم" ©يونس العروي.