"شيئان يملآن الوجدان إعجاباً وإجلالاً كلما تأملها الفكر: السماء المرصعة بالنجوم فوق رأسي والقانون الأخلاقي داخل نفسي"..
كيف تحكم القوانين الأخلاقية الإنسان وتفرقه عن الحيوان؟
لفتت نظري هذه المقولة لـ (كانط) إذ إنه أشار بأن القوانين الأخلاقية هي التي تهب وجودنا جماله ورونقه، ويمكننا القول إن وجودنا كبشر يختلف عن وجود الحيوانات إذ إنها لا تمتلك هذه الأخلاق.
إذن، لماذا؟ هي تمتلك مشاعر، ولديها درجة من الوعي لذواتها، فهي تعي الخطر المحيط بها وبأمها وقطيعها، وتحزن عندما يموت أولادها، ربما لأنها ليست بمستوى ذكائنا ووعينا، فبذلك يكون العقل هو محرك الأخلاق الأول، وبالتالي على كل إنسان عاقل أن يطيع قوانين الأخلاق داخل نفسه، وأما من لا يتبعها فهو جاهل.
لكن هل هذه النظرة تطابق الواقع؟ ففي المجتمع الجميع يخالف هذه القوانين، المتعلم، والجاهل، والمعلم، والطالب، والحاكم، والمحكوم، أوليس العقل هو محرك الأخلاق وكلما زاد العقل والعلم نقصت مخالفة القوانين؟
ولكننا في هذا العالم نواجه من تمكّن من العلم والمنطق يسرقون ويكذبون، فأين ذهب العقل والتعقل أم أن للأخلاق محركاً آخر؟ محركاً يوجد في النفس البشرية لا غير، ينشط ويتحرك ويحرك الأخلاق معه.
إنه الإيمان والتصديق بشيءٍ لا تراه عيناك، ولا تسمعه أذناك، ولا يمكن معرفته بالأرقام والحسابات، إذ إنه لا يلامس العقل فقط، بل يدخل عمق النفس، إنه يلامس الفطرة، الفطرة التي فُطر كل بني آدمٍ عليها، لكن لا تفتح أبوابها إلا بالإيمان بخالقها، قد يصنع العقل بديلاً لهذا الإيمان يمكنه إيقاظ الشعور الأخلاقي.
لكنه يظل ناقصاً؛ لأنه من صنع الإنسان الناقص، فالإله الكامل الأحد الصمد نزّل لمخلوقاته المفتاح الأصلي لفتح أبواب الأخلاق والحكمة وإغلاق أبواب النفس الأمارة، ولكن الإيمان كما نراه في المجتمع أيضًا لا يعصمنا من الأخطاء، فيمكن لأكثر الشيوخ السرقة والكذب والدجل بالناس، لكنه مع هذا يعتبر الحل الأمثل والأكمل.
ستجد أيضًا على منصة جوك كيف تتخلص من التفكير السلبي؟
كيف يكون العقل هو الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان؟
لأن القدرة البشرية على الشعور بالرهبة الإلهية والميل لخالقها وطاعته دون رؤيته والتضحية بحياته في سبيله والمراهنة بحياة أفضل دون أي ضمان غير كتاب واحد أنزله الله لنا، فهي لقدرة عظيمة وجدت في النفس الإنسانية، ولإكمال التشبيه من الأجدر استخدام هذا المفتاح استخداماً كاملاً لا رميه في الزوايا كما انتهى به المطاف عند أغلبنا.
وخلاصة الحديث أن العقل وحده ليس الحد الفاصل بيننا وبين مملكة الحيوان؛ لأن العقل لم يكن عاصماً لنا "فليس الإنسان مَلَكاً ولا حيواناً ومن تعاسته أنه إذا أراد أن يكون مَلِكاً صار حيواناً" باسكال، فالإيمان والتمسك به ما يمنحنا أفضليتنا عن الحيوان فالتمسك بإيمانك هو التمسك بإنسانيتك.
وفي نهاية الكلام كنت أقول ما يجول في ذهني وما أتأمله في ما أعرف عن الإنسان، وإن كانت هذه المعرفة متواضعة وغير ناتجة عن خبرة إلا أنني أعتقد أنها تمتلك وجهاً من الصحة وأحببت المشاركة بها.
ستجد أيضًا على منصة جوك 6 طرق مختصرة للنجاح.. ومنها التفكير الإيجابي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.