الحب والعلاقات العاطفية على السوشيال ميديا

ظهر في السنين الأخيرة ما يسمى بحب السوشيال ميديا أو الحب الإلكتروني. تبدأ العلاقة من لا شيء بضغطة زر، فيمكن أن تبدأ من التفاعل على أحد البوستات المنشورة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام، أو بإرسال إضافة صديق (add). وتبدأ الجولة ما بين مكترث ومتجاهل.

فالمكترث سيتابع الطرف الآخر بكل تركيز، يتفاعل مع أي شيء ينشره الطرف الآخر، سيستغل كل بوست أو قصة (story) للتعبير عن مدى إعجابه الشديد به، هو يضع أمامه هدفًا وهو الدخول في علاقة مع الطرف الآخر، وفعلًا ينجح في ذلك. ولا أشرح لك كمّ المشاعر والحميمية والسعادة المبالغ فيها في البداية، وتبدأ القصة الشهيرة: اهتمام، ثم اهتمام مبالغ فيه، ومشاركة أدق التفاصيل، ثم التجاهل، ثم النهاية.

نعم هذه هي النهاية ولا شيء غيرها يا صديقي..

اقرأ أيضًا: ما تعريف الحب؟ وما علاماته؟

هل الحب الإلكتروني كذبة أم حقيقة؟

الحب لا يُبني في الخيال بواسطة المراسلات الكتابية. الحب يقوم على أرض الواقع، على مواقف حقيقية ملموسة، ورؤية كل منا الحقيقة الكاملة للآخر؛ شكله الخارجي، طريقة حديثه، التصادم الحقيقي والدخول في مشكلات حقيقية وإظهار العيوب أيًّا كانت. وفي هذه الحالة إما نرفض هذه العيوب، وكل منا يمضي في طريقه، وإما نرغب في الغوص داخل هذه العيوب، حتى وإن لم نهذبها ونكمل للنهاية معًا.

أنا لست ضد التعارف على السوشيال ميديا، ولكن يجب أن يليه تعارف حقيقي ملموس في الواقع.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الحب والعشق وتعريف كل منهما

ما سبب ظهور الحب الإلكتروني؟

ظهور الحب الإلكتروني وانتشاره بشدة في المجتمع الغربي، ومن بعده المجتمع الشرقي، له أسباب عدة، من أهمها:

1- الانفصال عن العالم الخارجي، والاكتفاء الذاتي بالموبايل، والغوص في العالم الافتراضي. 
2- العزلة الشديدة، وقلة الدخول في علاقات على أرض الواقع. 
3- الاحتياج لمشاعر الحب والتقدير والاحترام المتبادل الذي هو بالتأكيد مفقود في البيت. 
4- الفراغ، وعدم وجود حياة للشخص وهدف يسعى له، ولا أعمال يقوم بها ويشاركها مع الآخرين. 
5- فقد آليات التعامل الواقعي والجاذبية والحوار، وعدم الثقة بالنفس، حيث لا يضع صورة له إلا بعد إضافة إيديت أو ما يسمى بالفلتر. 
6- التعرض في الطفولة للصمت العقابي من أحد الأبوين، والجفاف وعدم الاكتراث لإرضائه؛ ما جعله يشعر بعدم الأمان والخوف من التخلي وعدم القيمة والتقدير؛ لذلك فهو يدفع بنفسه داخل هذا الإطار ليشعر بقيمته حتى ولو بمجرد كلمات باهظة غير مسبوقة بأي فعل.
7- في بعض الأحيان يكون السبب هو الخوف من الوحدة أو العنوسة، خاصة عند الفتيات التي اجتازت السن المحدد للزواج، فتجد نفسها في تحدٍّ مع نفسها لتجد الرجل المناسب من أي مكان؛ فقط للهروب من نظرات المجتمع المحيط بها، حتى من أقرب الناس لها من دائرة الأقارب أو الأصدقاء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أحسنتم النشر.. بالتوفيق
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

صح قلمك وعظيمة هى كلماتك
دمتى مبدعة 👍
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة