قصة "الجميلة والمسخ"

وعندما أيقنت أن حالي لن يتغيّر وسأبقى ذاك المسخ الفقير، الذي امتلئ وجهه بالأورام والحروق..

أتحاشى الظهور أمام الناس متخذاً طرق الغابة الموحشة كـسبيل للابتعاد عن الأنظار خشية من سخرية الناس واشمئزازهم مني، ومن شكلي الأشبه بفطيرة محروقة امتلأت بالكدمات..... 

وبينما كنتُ أدلف بين أغصان الأشجار مبعداً إيّاها أغوص في أعماق الغابة متسائلاً لماذا كنت أنا، لمَ لم يكن ما بي بشخص آخر!

هل هذا عقاب إلهي أم أصبت بلعنة..

وفجأة "التقيت بأنثى في أوساط الغابة كانت لم تبالي حالي، ولم تخف من شكلي وأظهرت رفقها بحالي فزادتني تعجباً! فأردت سؤالها كيف ترغبين قربي؟

وحالي شر حال، ومنظري قبيح، والأورام تملأ جسمي، ومالي ليس مالا وفقير، ولا أملك قوت يومي.. 

قالت: لن يدوم فقرك ومسخك الجمال..

نظرت لها متعجباً كيف لحالي أن يتغيّر وأورامي ليس لي منها علاج..

فلامستني كفّها فصار وجهي أبهى، وصرت بين الناس أغنى، بنت لي قصراً شامخاً صار مالي لا يُعدّ.

غيّرت حياتي بعد فقر عشت عيشة السلطان..

أخبرتها: ما المقابل، ما الذي تودين مني فعله؟ اطلبي تلقيني..

قالت: لا أريد إلا قلباً يزيدني حباً..

يسهر اللّيالي مفكراً شارداً هائماً بي..

لا لغيري يهدي شعراً، لا لغيري يغني..

أخبرتها هل هذا! لم تطلبي إلا قطرة من بحر كبير..

مرّت الأيام ومالي ازداد ضِعفاً، وقصري أصبح أعلى.. 

ساد داخلي الفساد راودتني الأفكار كيف أكتفي بأنثى

لم أعُد أبالي شرطاً منها، عاشرتُ النساء واحدة تليها أخرى

لم أفكر بها قط، وشهراً لم أزرها.. 

قلَّت أشعاري بها، وخلفت وعدي..

في ليلة مظلمة تساودت أجزائي.. عاد مسخي أبشع ممّا كان عليه، لاذت النساء بالفرار خوفاً مني..

تهدّم قصري ومالي اختفى.. 

فجأة أتت حبيبتي، فطالعتني بنظرات مرتابة يسودها الغضب..

صرخت في وجهها أعيدي مالي ثم قصري وجمالي! كي أبقى فيكِ عاشقاً..

قالت هذا جزاء من توارى الوعد يوماً ومن زمانه أغواه معذور كالغير.. ‏"فـلو لم تكن ذا ترفٍ ما كنتِ رافض .. حبي..."

 

"وإنْ مَلأتَ رِحابَ اللّيل أدعيَةً، أجابكَ النورُ عِندَ الفجرِ آمينَا"

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أغسطس 13, 2022, 9:37 ص

جميلة جداً استمر لديك الموهبة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أغسطس 13, 2022, 9:38 ص

اشكرك،

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أغسطس 13, 2022, 8:35 م

جميل جداً

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

رائع احسنت يا اخي

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 6, 2023, 8:20 ص - جوَّك آداب
ديسمبر 6, 2023, 5:38 ص - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 5, 2023, 12:07 م - ايه احمد عبدالله
ديسمبر 5, 2023, 6:33 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 11:08 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 8:21 ص - عائشة محمد عبد الرحمن غريب
ديسمبر 3, 2023, 12:38 م - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 2, 2023, 8:31 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 1:12 م - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 30, 2023, 9:41 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 30, 2023, 9:14 ص - حسن بوزناري
نوفمبر 30, 2023, 6:36 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 6:01 ص - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 28, 2023, 7:07 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 6:48 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 5:34 ص - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 27, 2023, 10:49 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 27, 2023, 9:50 ص - محمد عربي ابوشوشة
نوفمبر 26, 2023, 9:14 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:54 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 24, 2023, 9:55 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 24, 2023, 9:03 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 5:14 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 23, 2023, 3:18 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 23, 2023, 11:13 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 10:15 ص - سومر محمد زرقا
نوفمبر 23, 2023, 9:11 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 22, 2023, 1:01 م - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 22, 2023, 9:13 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 21, 2023, 5:02 م - أحمد عبد المعبود البوهي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 7:07 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 19, 2023, 12:12 م - التجاني حمد احمد محمد
نوفمبر 18, 2023, 11:20 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 18, 2023, 10:59 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 2:07 م - بوعمرة نوال
نوفمبر 16, 2023, 9:00 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 15, 2023, 8:43 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 14, 2023, 4:49 م - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 14, 2023, 2:00 م - سالمة يوسفي
نوفمبر 14, 2023, 7:57 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 14, 2023, 6:19 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 7:38 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 6:59 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 12, 2023, 8:39 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 11, 2023, 2:17 م - منال خليل
نوفمبر 11, 2023, 7:49 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 10, 2023, 12:05 م - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 10, 2023, 9:02 ص - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 9, 2023, 9:49 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 12:36 م - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 9:53 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 7, 2023, 9:46 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 7, 2023, 9:35 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 7, 2023, 9:19 ص - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 7, 2023, 5:10 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 6, 2023, 11:03 ص - بدر سالم
نوفمبر 5, 2023, 10:20 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 4, 2023, 8:32 م - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 4, 2023, 3:28 م - ناصر مصطفى جميل
نوفمبر 4, 2023, 2:19 م - بدر سالم
نوفمبر 4, 2023, 10:57 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 3, 2023, 7:42 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 3, 2023, 5:45 ص - ياسر الجزائري
نوفمبر 2, 2023, 11:59 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 2, 2023, 9:19 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص - إياد عبدالله علي احمد
نوفمبر 2, 2023, 8:35 ص - سمير الطيب عبد الله
نوفمبر 1, 2023, 3:12 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 12:52 م - ماجد محمد رضوان
نوفمبر 1, 2023, 11:39 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 10:00 ص - سيد علي عبد الرشيد
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:16 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:06 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 6:50 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 6:42 م - فرح راجي
نبذة عن الكاتب

"وإنْ مَلأتَ رِحابَ اللّيل أدعيَةً، أجابكَ النورُ عِندَ الفجرِ آمينَا"