وعندما أيقنت أن حالي لن يتغيّر وسأبقى ذاك المسخ الفقير، الذي امتلئ وجهه بالأورام والحروق..
أتحاشى الظهور أمام الناس متخذاً طرق الغابة الموحشة كـسبيل للابتعاد عن الأنظار خشية من سخرية الناس واشمئزازهم مني، ومن شكلي الأشبه بفطيرة محروقة امتلأت بالكدمات.....
وبينما كنتُ أدلف بين أغصان الأشجار مبعداً إيّاها أغوص في أعماق الغابة متسائلاً لماذا كنت أنا، لمَ لم يكن ما بي بشخص آخر!
هل هذا عقاب إلهي أم أصبت بلعنة..
وفجأة "التقيت بأنثى في أوساط الغابة كانت لم تبالي حالي، ولم تخف من شكلي وأظهرت رفقها بحالي فزادتني تعجباً! فأردت سؤالها كيف ترغبين قربي؟
وحالي شر حال، ومنظري قبيح، والأورام تملأ جسمي، ومالي ليس مالا وفقير، ولا أملك قوت يومي..
قالت: لن يدوم فقرك ومسخك الجمال..
نظرت لها متعجباً كيف لحالي أن يتغيّر وأورامي ليس لي منها علاج..
فلامستني كفّها فصار وجهي أبهى، وصرت بين الناس أغنى، بنت لي قصراً شامخاً صار مالي لا يُعدّ.
غيّرت حياتي بعد فقر عشت عيشة السلطان..
أخبرتها: ما المقابل، ما الذي تودين مني فعله؟ اطلبي تلقيني..
قالت: لا أريد إلا قلباً يزيدني حباً..
يسهر اللّيالي مفكراً شارداً هائماً بي..
لا لغيري يهدي شعراً، لا لغيري يغني..
أخبرتها هل هذا! لم تطلبي إلا قطرة من بحر كبير..
مرّت الأيام ومالي ازداد ضِعفاً، وقصري أصبح أعلى..
ساد داخلي الفساد راودتني الأفكار كيف أكتفي بأنثى!
لم أعُد أبالي شرطاً منها، عاشرتُ النساء واحدة تليها أخرى!
لم أفكر بها قط، وشهراً لم أزرها..
قلَّت أشعاري بها، وخلفت وعدي..
في ليلة مظلمة تساودت أجزائي.. عاد مسخي أبشع ممّا كان عليه، لاذت النساء بالفرار خوفاً مني..
تهدّم قصري ومالي اختفى..
فجأة أتت حبيبتي، فطالعتني بنظرات مرتابة يسودها الغضب..
صرخت في وجهها أعيدي مالي ثم قصري وجمالي! كي أبقى فيكِ عاشقاً..
قالت هذا جزاء من توارى الوعد يوماً ومن زمانه أغواه معذور كالغير.. "فـلو لم تكن ذا ترفٍ ما كنتِ رافض .. حبي..."
أغسطس 13, 2022, 9:37 ص
جميلة جداً استمر لديك الموهبة
أغسطس 13, 2022, 9:38 ص
اشكرك،
أغسطس 13, 2022, 8:35 م
جميل جداً
أغسطس 14, 2022, 4:03 م
رائع احسنت يا اخي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.