الجريمة ظاهرة متعددة الأبعاد

تُعد الجريمة من أقدم الظواهر الاجتماعية التي عرفتها المجتمعات البشرية، وهي تمثل خرقًا للقوانين والأنظمة التي تنظم العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع. تتنوع الجرائم من ناحية الدوافع والوسائل والنتائج، وتتداخل فيها عوامل فردية واجتماعية واقتصادية وثقافية، فما المقصود بالجريمة وما الدوافع التي تدفع بالفرد نحو ارتكاب الجريمة؟

في بداية الموضوع، تُعرف الجريمة قانونيًّا بأنها كل فعل أو امتناع عن فعل يجرِّمه القانون ويُعاقب عليه. وهي تشمل مجموعة واسعة من الأفعال، منها ما يُصنف جرائم بسيطة مثل السرقة، ومنها ما يُعد جرائم تُنذِر بالخطر مثل جرائم القتل والاغتصاب والاتجار بالبشر، وعلى الرغم من اختلاف أفعال العنف والإجرام المرتكب يوميًّا، تظل الجريمة ظاهرة اجتماعية معقدة، فما أسباب الجريمة؟

ترتبط الجريمة بأسباب عدة، منها ما يتعلق بالفقر والتهميش؛ لأن بعضنا يرى أن ظروف الفقر تمثل جزءًا من الأسباب التي تدفع بالفرد إلى ارتكاب الجريمة، ثم إن الظروف الاقتصادية الصعبة قد تدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب جرائم بدافع الحاجة.

ومن بين هذه الأسباب أيضًا التفكك الأسري، ويُعد غياب الاستقرار الأسري عاملًا مؤثرًا في انحراف السلوك. إلى جانب ضعف الوازع الديني أو الأخلاقي: يسهم في ضعف الضمير وعدم احترام القانون.

وتبرز الظروف الاجتماعية المنحرفة كعامل إضافي، فإن الانتماء إلى بيئة تنتشر فيها الجريمة يُعد محفزًا على التقليد.

وبالنظر إلى طبيعة الجرائم، يمكن تصنيف الجرائم إلى عدة أنواع:

  • الجرائم ضد الأشخاص: مثل القتل والاعتداء.
  • الجرائم ضد الممتلكات: مثل السرقة والاحتيال.
  • الجرائم المنظمة: كالاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
  • الجرائم السيبرانية: التي تتم عبر الإنترنت.

آثار الجريمة

لا تقتصر آثار الجريمة على الضحية فقط، بل تمتد إلى المجتمع كله. فهي تزعزع الأمن والاستقرار، وتؤثر في الثقة بين الأفراد، كما تُكلف الدولة أعباء مالية ضخمة نتيجة جهود المكافحة والوقاية والعلاج.

ويتحدث الباحثون في علم الجريمة عن بعض التفسيرات التي من شأنها قد تعطي تفسيرات نسبية للسلوك الإجرامي، غير أن السلوك الإجرامي هو سلوك معقد «من سابع المستحيلات» أن نرى سلوكًا إجراميًّا وليد اللحظة، فهل من السهل أن يستيقظ الفرد اليوم ويرتكب جريمة معينة؟ فلا يمكن النظر إلى السلوك الإجرامي كشيء عادي، خاصة أنه يكشف عن مستوى الخلل الذي أصبح يعيشه المجتمع اليوم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.