نظر (ديفيد) للمجموعة التي أصابها الاستياء من تصرفات (كروجر) وكلماته، وقال لهم: لا تستاؤوا من (كروجر) هو لم يقصد مضايقتكم إطلاقًا، ولكنه يشعر أنكم متحاملين عليه منذ لحظة وصوله الفندق، قاطعه (جاك): نحن لا نتحامل على أحد.
ولكن هل تبدو الأمور طبيعية لكم بعد كل ما حدث؟ رد (ديفيد): تأجيل رحلاتكم الجوية شيء خارج عن إرادتنا، قاطعه (جاك): أنا لا أتحدث عن الطقس السيئ ولا عن رحلاتنا المؤجلة نحن نتحدث عما حدث لنا بعد حفلة الشواء، وما تعرضنا له بسبب لعنة الجبال الزرقاء التي أخبرتنا عنها أنت و(جايلز).
أمسك (ديفيد بيد جايلز)، وقال بصوت خافت: كيف سمعوا عن تلك اللعنة؟ اقترب منهم (جاك)، وقال: أنت بنفسك أخبرتنا بذلك حينما استيقظنا بعد حفلة الشواء، ولم نجد أيّ شخص في الفندق، ولا في المنطقة بأكملها، سكت (جاك) لحظات ثم أكمل: مهلًا، ألا تتذكرون شيئًا مما حدث أم أنكم تريدون أن تُكملوا مسرحيتكم السخيفة تلك وتوهمونا مجددًا بلعناتكم؟
طلب (جايلز) و(ديفيد) من المجموعة أن يسردوا لهم ما حدث بعد حفلة الشواء بالتفصيل، وبالفعل انقسمت المجموعة لفريقين وسردوا ما حدث معهم في الفندق قبل وبعد اختفاء أصدقائهم الخمسة، وحينها سردت مجموعة العالم السفلي (آسر وفريدة، وهايدي ومريم، وسافاش) ما حدث لهم مع (جهنورش).
سكت الجميع، وظهرت ملامح الدهشة على مجموعة الفندق بعدما سمعوا عن معاناة أصدقائهم مع (جهنورش)، ولكن فجأة وقف (كروجر)، وذهب للباب الزجاجي المُطل على الحديقة التي أقاموا فيها حفل الشواء، وقال للجميع: ما حدث معكم هو جزء بسيط من اللعنة التي تزعمون أن (ديفيد) و(جايلز) أخبروكم عنها، ولكنهم لم يُخبروكم عنها قط، قاطعه (يوشياو): ماذا تقصد؟ (ديفيد) و(جايلز) أخبرونا عن لعنة الجبال الزرقاء وعن لعنة (الآميترين)، وأخبرونا أيضًا عن أسطورة القمر الأحمر... نظر (كروجر) للمجموعة، وقال: ألم أخبركم أن ما ستعيشونه معي لن يُقارن أبدًا بما رأيتموه قبلي؟ نظر (ديفيد) لـ(كروجر)، وقال: ماذا تفعل يا (كروجر) لماذا تُصيبهم بالجنون، عن ماذا تتحدث، ولماذا تُخيفهم منك؟
رد كروجر بعدما نظر لديفيد، وجايلز: لأنكم أغبياء، ولم تفهموا حتى الآن ماذا حدث لمجموعتكم التي من المفترض أن تكونوا مسؤولين عنها أكثر من ذلك، أخبروني أيها الحمقى أين كنتم حينما دخل العسس والقرين غُرف مجموعتكم؟
صمت الجميع، وتبادل ديفيد نظرات الفزع مع جايلز، وقالوا (في صوت واحد): أتقصد الخيميائيين؟ قاطعهم كريس: من هم الخيميائيون، والعسس والقرين، عن ماذا تتحدثون أيها المخابيل؟ أجاب كروجر: ما حدث معكم كان بسبب العسس والقرين، وأعتقد أنهم تسللوا لغرفكم جميعًا حينما ذهبتم لحفل الشواء مع ديفيد وجايلز، قاطعه آسر: ماذا فعلوا إذن بعد التسلل لغرفنا؟ رد كروجر: العسس هم أشباح الجبال الزرقاء، والقرين هم أشباح البشر، أنت مثلًا يا حفيد الفراعنة يقف بجوارك شبح القرين يعرف عنك كل شيء، وحتى نقاط ضعفك، قاطعه آسر: حفيد الفراعنة! لماذا تخاطبني بهذا اللقب؟ من أين سمعته؟ نظر كروجر (بنفس نظرته المخيفة التي أفزعت المجموعة في وقتٍ سابق): أثناء حديثكم عن جهنورش ذكرتم هذا اللقب، ولكن هل هذا هو المهم الآن؟ ألا تدركون حقًا على ماذا أنتم مُقبلون؟
جلس (أليكسندر) على الأريكة، وقال: هل سيحدث لنا أسوأ مما حدث بالفعل؟ ذهب كروجر إليه، واقترب منه، وقال: لقد جاء العسس والقرين لغُرفكم ولم تبق كارثة واحدة إلا وحلت بكم... ابتعد كروجر عن أليكسندر، ووجه حديثه للمجموعة: كل ما رأيتموه وشعرتم به كان بسبب أشباح زاروا غُرفكم ولم تروهم؛ فكيف لو رأيتموهم؟ هل تعلمون ما أكثر شيء يُخيفني حقًا؟ أن يسأم العسس والقرناء من العبث معكم ويرحلوا، وقتها سيُكمل الخيميائيون ما تركه العسس والقرناء ناقصًا.
نظر كروجر لسافاش، وقال: هناك مقولة في تركيا ترددونها دومًا في تلك المواقف هل تتذكرها يا سليل المافيا؟ وقف (سافاش) أمامه، وقال (بنبرة مُحقق يحاول استدراج متهم للاعتراف): لم يذكر أحد لقب سليل المافيا أثناء حديثنا عن جهنورش، ولكن أكمل حديثك ماذا تريد أن تُخبرنا؟ ضحك كروجر، وقال: في تركيا يا سادة يقولون عن موقفنا هذا "لو أتى الخيميائيون سنبحث عن العسس والقرناء بشمعة" هل تعلمون معنى تلك الجملة؟ أن العسس والقرناء ملائكة بجانب الخيميائيين، ولو حدث معكم كل هذا العذاب بسبب ملائكة يعرفون الرحمة؛ فما بالكم بما يُخبئه لكم شياطين العذاب؟
(ترقبوا الحلقة الثالثة)..
ستجد أيضاً على منصة جوك
رسالتي إليك | جزء من رواية "أحببتها فكانت تواسيني"
نظرة في رواية النورس للكاتب ريتشارد بخ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.