صمت الخمسة ولم يبدوا أيّ رد فعل، ولكن جهنورش لم يعطهم فرصة وظل يردد على أسماعهم مقولة “هل ستنقذون أم ستشاهدون؟؟"؛فرد آسر عليه: كيف سنقرر ونحن لم نعرف حتى الآن ماذا تريد مقابل حماية أصدقائنا من تلك اللعنات الخمسة؟؟ أجابه جهنورش: لا تقلق لن أطلب منكم الكثير، أنا فقط سأنفذ قواعد مملكة الموتى، وأظن أن الوقت قد حان بالفعل لأخبرك عن سبب تسمية المملكة بهذا الاسم، مملكتي لا تنظر للموت على أنه مفارقة الدنيا والاستعداد للبرزخ وأبدية النعيم أو الجحيم، ولكنها مملكة تسلب الحياة من البشر وتتركهم أموات وهم على قيد الحياة بعد انتزاع كل ذكرياتهم السعيدة، تاركة أرواحهم مليئة فقط بماضيهم التعيس.
بعدما أنهى جهنورش حديثة قالت فريدة: هل هذا يعني أنك ستأخذ ذكرى واحدة فقط من كُلاً منّا؟؟ ضحك جهنورش ضحكة سخرية ثم أقترب منهم، وهمس لهم: أنتم أجيبوني.. هل حياتكم لا توجد فيها سوى ذكرى واحدة سعيدة؟؟ هل تريدون خداعي، آلا تعلمون أن بمجرد دخولكم مملكتي قد تم حصر كل ذكرياتكم السعيدة وترتيبها وفقاً لأهميتها بالنسبة لكم، اقتربت مريم من هايدي وسألتها: هل معنى ذلك أنه سيمحو كل لحظاتنا السعيدة من ذاكرتنا؟؟ لم تستطع هايدي الإجابة؛ لأن جهنورش أجاب بدلاً منها: محو الذكريات لن يشكل عقبة، بل ما سيحدث لكم بعد محو ذكرياتكم السعيدة بأكملها هو ما يجب عليكم القلق بشأنه، قاطعه سافاش، وقال: ماذا تعني، هل سيحدث لنا ما هو أسوأ من ذلك؟؟ نظر جهنورش بسخرية، وأجاب سافاش: أنت أخبرني، هل تستطيع البقاء على قيد الحياة في حين أن ذاكرتك لن تحتفظ بأيّ ذكرى سعيدة بعد الآن؟؟ قاطعه آسر على الفور، وقال بعصبية: أتقصد أننا لن نستطيع تخزين أيّ ذكرى سعيدة في ذاكرتنا حتى بعد مغادرة هذا المكان الشنيع؟؟ أجاب جهنورش: أحسنت يا حفيد الفرعون؛ لهذا أغلب البشر الذين تركوا ذكرياتهم السعيدة في مملكتي، قتلوا أنفسهم بعد مرور عام واحد فقط بعد عودتهم لعالمهم؛ لأنهم لم يستطيعوا العيش بدون ذكرياتهم السعيدة، ومع الأسف لم يستطيعوا التأقلم مع ذكرياتهم المأساوية، والآن أسرعوا وأخبروني بقراركم؛ فوقتكم أوشك على الانتهاء، هل ستضحون بذكرياتكم السعيدة من أجل أصدقائكم أم ستنقذون أنفسكم وتتركوهم تحت رحمة الخمس لعنات؟؟؟
ذهبت المجموعة لغرفة الطعام لمناقشة خطة الحصول على الآميترين، وقبل أن يصلوا لنتيجة فاجأهم أنتوني، وقال: نحن فقط بحاجة لطبخ كمية من اللحوم بشكل يتشابه مع المخ البشري؛ لأن الأغوريين لا يأكلون الجسم البشري بالكامل، هم فقط يأكلون المخ البشري بعد طهيه على النار وسط طقس احتفالي كبير، ويقومون بحرق باقي الأجزاء التي لا يأكلونها؛ لذا علينا أن نجري الطقوس والشعائر كما يفعلون في قبيلتهم بالضبط. رد عليه فهد، وقال: وكيف نقوم بتلك الشعائر؟؟ وهل تعتقد أنهم سينخدعون بخطتك تلك؟؟ أخشى أن ينتقموا منا لخداعهم، لم يجيبه أنتوني، ولكن جايلز نظر للمجموعة، وقال: على الرغم من أن خطة أنتوني فيها مخاطرة كبيرة إلا أننا مجبرين على تنفيذها؛ لأنها أملنا الوحيد في الحصول على الآميترين، صمت الجميع، وكأنهم يدركون لأول مرة ماذا يعني مصطلح
" Between the Devil and the Deep Blue Sea"
بدء أنتوني على الفور في تجهيز الاحتفال؛ فأخذ بعض الملاعق الخشبية وجمع ألواح الأخشاب من غرف الفندق لصنع بعض الطبول بمساعدة أليكسندر ويوري وماريو، وقاموا بإشعال النار في بهو الفندق وجمعوا كل أنواع التبغ ووضعوها بجانب أطباق اللحوم التي أعدها هونغ وفان ون، وبعدما فرغوا من التحضيرات نظروا للخارج قبل فتح النافذة لأفراد القبيلة، ولكنهم صُدموا حينما وجدوهم جالسون بجوار النافذة ينظرون لهم بوجوه مبتسمة؛ فذهب ديفيد وجايلز لفتح النافذة فدخل كل أفراد القبيلة والتفوا حول النيران وهم يقرعون الطبول ويحرقون التبغ، وفي تلك الأثناء قام رجل منهم-يبدو أنه زعيمهم-وأخذ قطعة لحم من أحد الأطباق؛ لكنه بصقها على الفور، وتحدث مع قبيلته بغضب، وقال بلغتهم:
हमें इन मूर्खों ने बरगलाया है , यह मानव मांस नहीं है
(نهاية الحلقة السادسة)
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.