"فان جوخ" من أشهر رسامي العالم الذي صُنفت لوحاته على أنها أغلى اللوحات في التاريخ، إذ يصل سعر اللوحة الواحدة أكثر من خمسين مليون دولار.
وصُنِّف أيضًا على أنه أكثر الرسامين عبقرية وموهبة، فقد بدأ الرسم وهو في السابعة والعشرين من عمره، وتوفي وهو في السابعة والثلاثين من عمره، ورسم أكثر من 860 لوحة في تلك العشر سنوات بين بداية الرسم حتى وفاته.
وصلت عبقريته أنه كان يرسم لوحتين في الأسبوع، وكل لوحة لا تفنى من العبقرية والجمال ودقة التفاصيل التي اشتهر بها. وعلى الرغم من كل ذلك لكنه عاش حياة مأساوية أدت به إلى إنهاء حياته. في هذا المقال نستعرض الحياة المأساوية لـ "فان جوخ".
اقرأ أيضًا: فينسنت فان جوخ.. آخر حياته ورسالة الانتحار الشهيرة
"فان جوخ" هو رسام هولندي وُلد في عام 1853، كان يعاني من نوبات صرع، وبعد أن أصبح شابًّا وقع في غرام فتاة اسمها "أورسولا" تلك الفتاة التي كان يعمل عند والدتها، وعندما صارحها بحبه رفضت هذا الحب وسخرت منه، ما جعله يترك العمل عند والدتها ويسافر إلى مدن أوروبية، وفي أثناء هذا نبغ في قلبه عشق الفن والرسم، وبدأ في رسم اللوحات، وسافر أكثر من دولة أوروبية لتنمية موهبته.
بعد أن رسم عددًا من اللوحات ذهب إلى حبيبته وعرض اللوحات عليها، لكنها سخرت منه مرة أخرى، ووصفته بأنه مخيف الشكل وهي لا تحبه، وبعد ذلك اتجه في رسوماته إلى رسم الكادحين والفقراء.
التقى "فان" بعد ذلك فتاة ليل تشبه حبيبته "أورسولا" وظلت تسمع إليه وتسمع قصصه، وبعد ذلك عرض عليها الزواج، رفضت العرض قائلة: "أرفض حتى إن أعطيتني أذنك الحمراء" وفعلًا قطع أذنه الشمال وأعطاها لشبيهة "أورسولا"، ولكنها رفضت حبه.
يُحكى عن "فان جوخ" أنه كان يُصاب بالصرع، وأنه كان يأكل بعض لوحاته في أثناء النوبات، وكانت نوبات الصرع دائمًا ما تجعله يشعر بالارتباك وعدم الاتزان، وتسلل هذا الارتباك إلى الجيران الذين قرروا أن يذهبوا به إلى مصحة نفسية لمعالجته نفسيًّا من هذا المرض، وباعوا لوحة واحدة فقط كي يدفعوا ثمن علاجه في المصحة، وهي تلك اللوحة الوحيدة الذي بيعت في حياة "فان جوخ".
اقرأ أيضًا: تحليل لوحة "ليلة النجوم" للفنان فان جوخ
وسط كل هذا المعاناة، كان "فان" لا يثق في أحد إلا في أخيه "ثيو" الذي دائمًا ما كان يرسله بالرسائل ليطمئن عليه ويحكي له أخباره، وهذه الرسائل تم توثيقها في كتاب يحكي رحلة حياة العبقري "فان جوخ"، وفي إحدى الرسائل ذكر له "أن وظيفة الفن أن يقدم المواساة لمن حطمتهم الحياة".
بعد ذلك قرر "فان جوخ" أن يتخلص من حياته، فأطلق النار على نفسه وهو يردد جملة "سيستمر الحزن للأبد". وعندما علم أخوه "ثيو" بهذا الخبر حزن بشدة حتى توفي بعده بأشهر قليلة ودفن بجواره.
جمعت بعد ذلك "جوانا" زوجة "ثيو" تلك اللوحات، وعرضتها على معرض باريس الذي اشترى هذه اللوحات التي تظهر فيها العبقرية، لتكون من أغلى اللوحات في التاريخ. وتُعرض أعماله في "متحف فان جوخ" في أمستردام الذي يزوره سنويًّا ملايين المعجبين من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالفن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.