يوجد من يعاني قلة أو انعدام الثقة بالنفس، وقلة الاستحقاق الذاتي، وذلك لعوامل عدة، لذا سوف نتحدث عن أهم التفاصيل التي تؤدي إلى ذلك وكيفية معالجتها.
أولًا ما الثقة بالنفس؟
هي معرفة وإدراك ذاتي وقيمتي ودوري في الحياة والسعي وراء تحقيقها، وليس كما ترويه لنا السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، أنها شكل خارجي أو مظهر خارجي فقط، أو امتلاك السيارة الفارهة والمبالغ الباهظة في البنوك والشاليهات في الساحل الشمالي، وما إلى ذلك.
وتسبب انتشار بعض الفيديوهات والمقاطع مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي -والهدف الأساسي من ورائها هو جني الأموال والدعاية والإعلان عن شركات ما- في أن بعض الأشخاص عندما يرى تلك الفيديوهات يتأثر تأثيرًا سلبيًّا ويبدأ في التشكيك في مناحٍ عدة.
سواء من جهة الهيئة أو الثقافة أو القدرات العقلية أو النفسية، ما ينتج عنه فقد الثقة بالنفس مع مرور الوقت من مشاهدة ذلك المحتوى.
وهذا ينقلنا إلى النقطة التالية، وهي ما الأسباب التي تؤدي إلى فقد الثقة بالنفس؟
قد يهمك أيضًا أهم الأساليب المستخدمة لتنمية الثقة بالنفس
ما أسباب افتقاد الثقة بالنفس وانعدام الاستحقاق الذاتي؟
ذكرنا سابقًا، من ضمن الأسباب المؤدية إلى افتقاد الثقة بالنفس بعض الفيديوهات والمقاطع التي انتشرت مؤخرًا، ومن يروج لها ممن يسمون (البلوجر) أو(الاسبونسر).
ومن الأسباب أيضًا سبب يرجع إلى الطفولة، وهذا يحدث بسبب نشأة تربوية خاطئة، مثال: مقارنة الطفل بطفل آخر بسبب أنه أذكى منه أو ماهر عنه أو متفوق أكثر منه، وللأسف المقارنات هي سلاح الدمار الشامل للثقة بالنفس.
وأيضًا سبب آخر، وهو كثرة التذمر من أفعال الطفل، ووصفه طوال الوقت بأنه طفل فاشل أو راسب أو منعدم الأخلاق أو غبي أو بطيء الحركة... إلخ.
أيضًا التنمر وهو إطلاق أحكام على الطفل أو ذكر شيء يعيبه أو الاستهزاء بهيئته أو جسمه أو حركته أو أسلوب كلامه .. إلخ.
وأيضًا يعد التقليل من احتياجاته أو مطالبه أحد العوامل المهمة للغاية في تربية الطفل، التي قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب في تكوين شخصية الطفل في الكبر.
ولا يمكننا إنكار أهمية الاهتمام بمشاعر الطفل وعدم الاستهزاء بها.
قد يهمك أيضًا كل ما تريد معرفته عن الثقة بالنفس
الثقة بالنفس منذ الطفولة
ومن أخطاء الآباء والأمهات رد الفعل العنيف في التعامل مع الطفل؛ لأنه قد يتسبب في توتر الطفل، ويصل إلى التعرق الشديد في ما بعد، وقد يصل إلى التبول غير الإرادي في بعض الأحيان.
عليكم بالتحلي بالصبر والهدوء والسكينة والرحمة في التعامل مع الطفل، عن طريق إعطائه مساحة لإبداء رأيه، أو عن طريق تركه يتحمل عواقب أخطائه، أو عن طريق التحدث معه وتعليمه ما يدور حوله بطريقة مبسطة له.
ولكن بعيدًا عن أسلوب التنمر والتذمر والاحتقان والتقليل من شأنه؛ لأنه قد يتسبب ليس فقط في انعدام ثقته بنفسه، بل أيضًا في خلق شخص غير سوي نفسيًّا ومعادٍ للمجتمع الإنساني.
ويُنصح بالابتعاد عن اتخاذ نموذج المقارنات في الأسلوب التربوي، إذ إن كل شخص لديه ظروف حياة وبيئة مختلفة عن غيره.
كل إنسان له ما مر به من تجارب وسقطات وخبرات وثقافات مختلفة عن الآخر، والمقارنة الصحيحة والحقيقية هي مقارنه نفسك بنفسك، عن طريق تذكر ما كنت عليه في بداية الطريق وما أنت عليه الآن من تطور أو تقدم أو نجاح.
هذه هي المقارنة الوحيدة المنصفة المسموح بها، مع الأخذ في الاعتبار أنها تكون بعيدة كل البعد عن جلد الذات.
قد يهمك أيضًا أهمية تنمية الثقة بالنفس.. تعرف إليها الآن
وسائل تساعدك على إعادة الثقة بالنفس ورفع الاستحقاق الذاتي
· أن تدرك جيدًا أننا لم نوجد في هذه الحياة بهدف إرضاء الآخرين، هذا معتقد خاطئ تمامًا.
· لا تكن شمعة تحترق من أجل الآخرين، بل كن شمعة تشتعل من أجل نفسك.
· لا تضع في الحسبان أن تغير بعض الأشخاص معك لعيب بك، بل لأسباب وظروف خاصة بهم ليس إلا.
· استمع يوميًا إلى مقاطع فيديو أو في الأقل لمقطع واحد، يسهم في سمو وعلو تفكيرك، وإنارة عقلك، وتوسعة الأفق لديك.
· مارس هواياتك المفضلة.
· لا تستمد سعادتك من الآخرين، بل اصنع السعادة لنفسك بنفسك.
· تعلم أن تقرأ يوميًّا أو كل يومين كتابًا أو رواية أو معلومة ثقافية.
· مارس الرياضة، فالحكمة تقول العقل السليم في الجسم السليم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.