ترغب أغلبية الآباء أن يكون أبناؤها متكيِّفين مع مجتمعهم ومحبوبين من الآخرين. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الأطفال يمرون بمراحل مختلفة في أثناء نموهم. فبعضهم يمرُّ بمرحلة تعلُّق شديدة بالوالديْن، وبعضهم الآخر يمرُّ بمرحلة انطواء.
فلكل طفل طِباع تختلف عن الآخر. ولعل أفضل أمر يستطيع الآباء فعله هو أن يجعلوا أطفالهم يشعرون بالراحة والطمأنينة، ثم تعريضهم إلى عدد من المواقف المتدرجة التي تتيح فرصًا مختلفة لإقامة عدد من الصداقات التي تُنمي الثقة وتبني الشخصية.
اقرأ أيضًا من زرعها؟ ما هي الثقة بالنفس
أفكار مساعدة في المشاركة الإيجابية
تساعد هذه الأفكار في المشاركة الإيجابية:
- التخطيط المسبق للنشاطات من أجل مقابلة الآخرين، كالذهاب إلى متنزه أو صالة رياضية؛ وذلك لإنتاج فرص منوعة تسمح لصغيرك بالانخراط في المجتمع.
- تهيئة الطفل مسبقًا لأي شيء سيحدث؛ وذلك بهدف تعزيز شعوره بالأمان والطمأنينة. فعلى سبيل المثال نقول له: «ستقابل معلمًا في المدرسة وسيسألك عن اسمك واسم والدك وعمله...».
- تقمص الدور مع الطفل عن طريق تمثيل بعض المواقف الاجتماعية؛ حتى تساعده في التواصل مع المجتمع، كدور الطبيب، والمريض، والطفل المشاغب، والطفل الهادئ.
- تذكير الطفل بالنجاحات التي حقَّقها سابقًا في حياته الاجتماعية... مثال «هل تذكر كيف قضيت وقتًا ممتعًا مع ابن عمك يوم السبت؟».
- انتقاء الكلمات بعناية، وتجنب وصف الطفل بالخجول؛ لأن هذا الوصف يصبح جزءًا من صورة الطفل عن نفسه، فيترسخ هذا المفهوم في اللاشعور ويُترجم إلى واقع يصعب تعديله.
- الثناء على الطفل حتى لو شارك الآخرين مشاركة طفيفة.
- أداء أعمال اجتماعية أمام الطفل، ودفعه بهدوء إلى المشاركة.
اقرأ أيضًا الثّقة تكون بالاكتساب
وظيفة المربي الفعالة
وتكمن وظيفة المربي الفعَّالة في اكتشاف وجهة الطفل وتطويرها وترقيتها في مقامات الإبداع المتخصص. وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع عدة من الذكاء. فبعض الأطفال يمتلك ذكاءً رياضيًّا، فيما بعضهم الآخر يمتلك ذكاءً لغويًّا أو اجتماعيًّا أو تجاريًّا، فلا يصح أن نضع من يمتلك موهبة أدبية ببرنامج علمي ونطلب منه التميز والإبداع.
لذا عليك أن تمنح الطفل مساحة من الحرية، ودفعه باتجاه الحوار المنضبط، وإبداء رأيه ولو كان مخالفًا ما دام في حدود العرف والدين، والسماح للصغير بتحمل المسؤولية تدريجيًّا عن طريق تنظيم حفلة منزلية مثلًا. وإضافة إلى ذلك كله لا ننسى أن نقص عليه سيرة الأطفال الأبطال القدامى، والتاريخ، والسيرة النبوية. وفي النهاية علينا احترام استقلالية الطفل، وذلك بالحفاظ على خصوصياته من ممتلكات وأسرار وأصحاب وأشياء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.