الثقافة ليست رفاهية.. بل حاجة إنسانية يومية

حين نتحدث عن الثقافة، كثيرون يختزلونها في مفاهيم نمطية: الكتب، المتاحف، المسارح، أو الندوات الفكرية. وعلى الرغم من أهمية هذه العناصر؛ فإن الثقافة أوسع بكثير من هذا الإطار الضيق. إنها ليست ترفًا، وليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي امتداد طبيعي لتجربتنا البشرية اليومية، نتنفسها في الشارع، نراها في المقهى، نسمعها في لهجة البائع، ونلمسها في حكايات الجدَّات.

الثقافة هي تلك اللحظة العابرة التي تمرُّ بنا في أثناء الاستماع لأغنية قديمة تبعث فينا الحنين، أو حين نشاهد لوحة لفنان محلي فنشعر أنها تصف جزءًا منَّا. إنها ليست فقط ما ندرسه، بل ما نعيشه. إنها تسكن التفاصيل الصغيرة التي لا ننتبه لها أحيانًا، لكنها تصنع وعينا الجماعي وتمنحنا شعور الانتماء.

في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتتشابه فيه الأيام، تبرز الحاجة إلى الثقافة كوسيلة لاستعادة توازننا الداخلي. فعندما نحضر عرضًا مسرحيًا أو نشارك في فعالية فنية، فإننا نمنح أنفسنا فرصة للتأمل، للتواصل، ولإعادة اكتشاف ذواتنا. الثقافة لا تهدف إلى الترفيه فقط، بل تُنعش أرواحنا المتعبة، وتُعلِّمنا كيف نرى العالم بعيونٍ مختلفة.

ومن هنا تأتي أهمية المنصات التي تحتضن هذا التنوع الثقافي وتُيسِّر الوصول إليه، مثل منصة «جوك». فهذه المنصة لا تُقدِّم مجرد جدول فعاليات، بل تصنع خريطة للحياة، تُرشدنا إلى أماكن تُشبهنا، إلى فنَّانين ينطقون بلساننا، وإلى عروض تظهر واقعنا وتوقظ فينا مشاعرَ نسيناها.

منصة «جوك» ليست مجرد وسيلة للحجز، بل هي تجربة متكاملة تبدأ من لحظة الاكتشاف، مرورًا بالترقُّب، ثم الحضور، وانتهاءً بتلك المشاعر التي نحملها معنا بعد انتهاء الفعالية. إنها تُقرِّبنا من الفن المحلي، وتمنحنا نافذة على التجارب الإبداعية التي تحدث حولنا التي قد نغفل عنها في زحمة الحياة.

أكتب هذا المقال وأنا أؤمن أن لكلِّ إنسان في هذا الوطن حكاية تستحق أن تُروى، وفنًّا يستحق أن يُشاهَد، وصوتًا يستحق أن يُسمَع. الثقافة ليست حكرًا على النخبة، بل هي حق للجميع، ومنصة «جوك» تُجسِّد هذا المعنى، وتمنحنا جميعًا فرصة لنكون جزءًا من هذا المشهد.

ختامًا، لعل أجمل ما في الثقافة أنها لا تُفرض، بل تُعاش. وكلما قرَّبناها من الناس، اكتشفنا أنفسنا من جديد. فلنمنحها المساحة التي تستحق، ولنسمح لأنفسنا بأن نكون جزءًا منها، لا بصفتنا مستهلكين فقط، بل مُسهمين، وصانعين، وأناس يُحبُّون الحياة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.