تعدّ الثقافة الرقمية أحد المتغيرات المهمة في تشكيل حياة الأفراد وجودتها، وفي تقدم المجتمعات وتطورها، وعليه يتناول المقال الحالي التعريف بالثقافة الرقمية، وأهميتها، ومجالاتها، ومعوِّقاتها.
قد يعجبك أيضًا
جوك تكنولوجيا | احذر سناب شات ! موقع تواصل اجتماعي أم ساحة جريمة؟
تعريف الثقافة الرقمية
تشير الثقافة الرقمية إلى القيم والمعتقدات والممارسات المشتركة التي تطورت في المجتمع بسبب الاستخدام الواسع للتقنيات الرقمية؛ فتتميز هذه الثقافة بزيادة وصول الأفراد إلى المعرفة، والتركيز على التعاون، والشبكات الاجتماعية.
والقدرة على إنشاء المحتوى ومشاركته بطرق جديدة، وتشجع الثقافة الرقمية الأفراد على التفاعل مع بعضهم البعض بطرق لم تكن ممكنة من قبل مما أدَّى إلى إيجاد أشكال جديدة من التواصل والإبداع والتعاون؛ نظرًا لأن التقنيات الرقمية أصبحت أكثر انتشارًا.
إضافة إلى استمرار الثقافة الرقمية في التطور وتشكيل كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، ومشاركة الأفكار، وإنشاء المحتوى.
وتعد الثقافة الرقمية مجالًا واسعًا يشمل مجموعة واسعة من الموضوعات والأنشطة، بما في ذلك استخدام التقنيات الرقمية في الاتصالات والإنتاج والاستهلاك والتعاون.
وقد أثبتت الثقافة الرقمية أنَّها قوة مؤثرة في تشكيل الهياكل الاجتماعية والاقتصادية حول العالم؛ فقد غيرت طريقة عمل الأفراد، والتفاعل مع بعضهم البعض، والتسوق، والوصول إلى المعلومات.
كما كان لها تأثير في كيفية عمل الشركات، وكيفية استهلاك الأفراد للمنتجات والخدمات، وبهذا تتميز الثقافة الرقمية بتنوعها وديناميكيتها.
قد يعجبك أيضًا مفهوم التسويق الرقمي أو التسويق الإلكتروني
أهمية الثقافة الرقمية
تزداد أهمية الثقافة الرقمية في مجتمع اليوم؛ فقد أصبحت عاملًا رئيسًا في كيفية تواصل الأفراد وتفاعلهم مع بعضهم البعض وكذلك وصولهم إلى المعلومات من خلال أشكالها المختلفة مثل: وسائل التواصل الاجتماعي، وخدمات البث، والمنصات الرقمية.
وللثقافة الرقمية تأثير إيجابي في حياتنا اليومية، فهي تسمح لنا بالبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة من جميع أنحاء العالم، كما تتيح لنا الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات في متناول أيدينا، ويتيح لنا الوصول إلى مصادر الترفيه التي لم تكن متاحة من قبل.
علاوة على ذلك يمكن عدُّ الثقافة الرقمية وسيلة الشركات للوصول إلى جماهير وعملاء جدد، وذلك عن طريق فهم أهمية الثقافة الرقمية والاستفادة من إمكاناتها لتكون الشركات قادرة على زيادة تواجدها عبر الإنترنت والاستفادة من زيادة الأرباح.
ولهذا ليس من المستغرب أن عدّة منظمات قد اهتمت بالثقافة الرقمية وتبحث عن طرق لتحقيق أقصى استفادة منها.
قد يعجبك أيضًا الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D printers- ما هي؟ وكيف يمكن استخدامها؟
مجالات الثقافة الرقمية
الهوية عبر الإنترنت
تشير الهوية عبر الإنترنت إلى كيفية تقديم الأفراد لأنفسهم من خلال المنصات الرقمية مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمساحات الافتراضية الأخرى، ويستكشف هذا المجال الآثار المترتبة على بناء الهوية من خلال هذه الوسائط وكيف يتفاعل الناس مع بعضهم البعض في سياق رقمي.
الاتصال الشبكي
الاتصال الشبكي هو القدرة على التواصل مع الآخرين في الوقت الحقيقي عبر الإنترنت، ويتضمن تقنيات مثل: البريد الإلكتروني، والمراسلة الفورية، ومؤتمرات الفيديو... وغيرها.
ويبحث هذا المجال في كيفية تغير الاتصال بسبب الشبكات الرقمية وكيف تؤثر في حياتنا وعلاقاتنا.
استهلاك الوسائط
يفحص استهلاك الوسائط كيفية تفاعل الأشخاص مع الوسائط الرقمية مثل: التلفزيون، والأفلام، والموسيقى، والكتب، ومنافذ الأخبار، وألعاب الفيديو، وهو مجال يبحث في الطرق التي غيرت بها التطورات التكنولوجية الطريقة التي نستهلك بها وسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمع.
الخصوصية والمراقبة
تحقق الخصوصية والمراقبة في الآثار المترتبة على جمع البيانات الشخصية واستخدامها من قبل الشركات والحكومات والمنظمات الأخرى، يبحث هذا المجال في سياسات الخصوصية التي تحمي الأفراد عبر الإنترنت، وكذلك الطرق التي تسيء استخدام البيانات أو التلاعب بها لأغراض ضارة.
الأمن السيبراني
يفحص الأمن السيبراني التدابير المتخذة لحماية أجهزة الكمبيوتر من التهديدات الخارجية مثل: القرصنة والفيروسات والبرامج الضارة والأنشطة الضارة الأخرى، ويبحث هذا المجال في كيفية تأثير هذه التهديدات في الأفراد والشركات على حد سواء وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لحماية المعلومات الحساسة من الوقوع في الأيدي الخطأ.
قد يعجبك أيضًا عملة "USDT" و روبوت التداول.. الاستثمار في العملات الرقمية
معوّقات الثقافة الرقمية
إحدى العقبات الرئيسة التي تعترض الثقافة الرقمية هي افتقار الوصول إلى التكنولوجيا؛ فقد لا يتمكن الكثير من الأفراد وخاصة في البلدان النامية من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت.
إضافة إلى ذلك أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول قد لا يمتلكون المهارات أو الموارد اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بفعالية.
علاوة على ذلك يمكن أن تمنع حواجز اللغة أيضًا بعض الأشخاص من المشاركة الكاملة في الثقافة الرقمية، ويمكن أن تكون التكلفة عائقًا أمام دخول البعض؛ لأن التكنولوجيا والخدمات باهظة الثمن.
وأخيرًا يمكن أن توجد فجوة رقمية بين أولئك الذين هم بالفعل على دراية بالتكنولوجيا ومرتاحون لاستخدامها وأولئك الذين ليسوا كذلك.
قد يعجبك أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.