لكل بلد ثقافة وحضارة معينة تميزها عن الأخرى، فكل شعوب العالم تتعامل مع بعضها على أساس حضارتها وعاداتها وتقاليدها، فتختلف البلاد العربية عن الأجنبية، وكل منها يتميز عن الآخر.
إن ثقافة البلاد العربية تأتي من إرثها الحضاري وتاريخ حضاراتها العظيمة التي استقرت بها، فمصر مثلًا استقرت بها الحضارة الفرعونية، وهي من أعظم حضارات العالم وأكثرها تطورًا، وجاءت معظم عادات شعبها من هذه الحضارة، والأردن كان يسكنها الأنباط وغيرها من الحضارات العظيمة التي ميزت الأردن عن غيرها من البلدان العربية.
ونرى أمثلة كثيرة في حياتنا عن اختلاف الحضارات والثقافات، فأوضح مثال نراه هو عند ذهاب الشاب العربي إلى البلاد الأجنبية، فبسبب اختلاف الثقافة قد يعاني كثيرًا ليستطيع الاندماج في الحياة في هذه البلدان، بسبب اختلاف طبيعة الحياة والانفتاح الكبير الذي لا نراه في بلادنا، ما يجعله يدخل في فجوة ثقافية وحضارية.
ممَّا لا شك فيه أنه يلزمنا تعلم ثقافات العالم المختلفة حتى نعلم ما قد يواجهنا عند زيارتنا لهذه البلدان، ولكن هذا لا يعني أن نأخذ من ثقافتهم ما قد يتعارض مع قيمنا وديننا الإسلامي وثقافتنا، ولكن يمكننا أخذ التطور والانفتاح بطرق تطور بلادنا بطريقة فعالة، من غير التعرض لأي أذية في حق الناس والدين والقيم التي تربينا عليها، فمثلًا يمكننا أن نأخذ من اليابان عاداته في الانفتاح الفكري العظيم وكيفية تعليمه لطلابه، وعدم تقييدهم في شيء واحد محدد، وغيرها من الطرق في الانضباط والالتزام والاحترام، ولكن كما نعلم أنها بلاد غير إسلامية، لذلك لا يمكننا أن نأخذ منها ما يتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
وختامًا.. ليس لدينا ما يمنعنا من تعلم ثقافات شعوب العالم والانفتاح عليها، فإن تعلم هذه الثقافات يطور من بلادنا ومن مجتمعاتنا، ولكن في الوقت ذاته يجب أن نحذر من أخذ التوجهات الفكرية الإلحادية التي تضر إسلامنا وعروبتنا.
ما شاء الله مبدعة يا رهف 🤍🤍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.