محمد الميموني سبتمبر 16, 2023, 8:01 م

التوجيه التربوي للطلاب ودوره في النهوض بالمجال التعليمي

بصفتي مدرسًا لمادة الرياضيات في الموسم الأول لي، قررت توزيع بطاقة تقنية على تلاميذي، تتضمن هذه البطاقة بعض المعلومات الشخصية عن كل متعلم، وكذا المعدل العام للموسم الفارط، وكذا معدل مادة الرياضيات، بالإضافة إلى طموح كل متعلم.

طبقت هذه التجربة على تلاميذ الجذع المشترك العلمي. وما أثار انتباهي أن أغلب المتعلمين منهم مَن يريد أن يصبح مدرسًا لمادة اللغة العربية، ومنهم من يريد أن يصبح طبيبًا، أو مهندسًا، أو مبرمجًا، وغيرها من الطموحات.

الطلاب تفتقد التوجيه التربوي

لكن الغريب في الأمر أن جميعهم يفتقدون إلى توجيه تربوي ومواكبة دقيقة. فالمتعلم الذي يطمح للوصول لمنصب مدرس اللغة العربية عليه أن يختار التوجه الأدبي لا العلمي، ثم إن الذي يطمح في الوصول إلى منصب طبيب لا يدرك أن عليه إتقان اللغة والمواد العلمية الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وكذا البيولوجيا، وكثير من المتعلمين يفتقدون لأبسط الأمور التي ستقودهم إلى مستقبل زاهر.

فالسؤال الأساسي الذي وجب وضعه على جدارية واقع المشروع الشخصي للتلميذ هو: هل التلميذ قادر حقًّا على توجيه نفسه بنفسه؟ أم أنه يتبع طريقًا عشوائيًّا للوصول إلى منصب يطمح إليه منذ صغره ولا يدري الطريق الصحيح؟ أم أن الدور الأساسي غائب لغياب الوعي أو لغياب الاهتمام لدى مختلف فئات المجتمع المدني سواء تعلق الأمر بالموجه التربوي أو الآباء والأمهات؟

العمل من أجل الريادة في المجال التعليمي التربوي

لذا وجب العمل ثم العمل بجد لجعل بلدنا رائدًا في المجال التعليمي التربوي. ولتقديم نموذج مثالي لبلد رائد في التعليم نجد «رواندا» باعتبارها دولة تعمل بجد من أجل الوصول لمستوى يضاهي العالم بأسره في المجال التعليمي التربوي. ولا ننسى أيضًا دور الوزارة الوصية الذي يجب أن يصل إلى نتائج ملموسة وليس حبرًا على ورق.

وأخيرًا تبقى هذه الأسطر تحليلًا شاملًا عن مختلف الحالات التي تستدعي التدخل الفوري، وإصلاح المنظومة التربوية بِرُمَّتها، وحث الأساتذة على المواكبة الدائمة، وتنزيل المشروع الشخصي للتلميذ للواقع بميزانية مناسبة تضمن للموظفين العمل لساعات إضافية، وتوفير فرص للإبداع والابتكار في سبيل تجويد المدرسة العمومية.

فكم من متعلم لا يدري إلى أين ترميه موجات التوجيه الذي هو بنفسه من اختاره لكن دون علم كافٍ، ومع غياب التأطير قد يفشل في تحقيق مبتغاه.

بقلم محمد الميموني

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.